في خطوة يبدو أنها محسوبة العواقب، أعلن المترشحان المستقلان للانتخابات الرئاسية نورالدين حشاد ومصطفى كمال النابلي انسحابهما من السباق نحو قصر قرطاج 5 أيام قبل موعد الاقتراع العام في دورته الأولى يوم 23 نوفمبر الجاري. ولئن اختلفت دواعي الانسحاب بين الرجلين إلا أنهما أصرا على أن حالة الاستقطاب الثنائي التي يحاول البعض التسويق لها في الانتخابات الرئاسية بين المترشحين الباجي قائد السبسي ومحمد المنصف المرزوقي هي السبب الرئيسي وراء خروجهما من السباق في هذا الوقت بالذات، بعد أن كانا قطعا مشواراً مهماً في حملتيهما الدعائيتين.
وبرر حشاد، نجل النقابي الشهير الشهيد فرحات حشاد، خلال استضافته في برنامج مباشر على إحدى القنوات الخاصة، الذي خصص للتحاور مع المترشحين للرئاسية حول برامجهم الانتخابية، انسحابه بالوضع الذي ميز الحملات الانتخابية من محاولات للاستقطاب الثنائي، ومن حديث عن دور المال السياسي، إلى جانب التراشق بالكلام بين السياسيين، وهو ما لا يشرف انتخابات رئيس تونس، حسب وصفه. وأضاف بأن الانتخابات كانت تمثل للتونسيين أملاً في إصلاح ما فسد، لكن الأمور سارت عكس ذلك، حسب رأيه. ويبقى أمل حشاد في أن يعود المترشحون إلى رشدهم لإنجاح المسار الديمقراطي. كما أوضح نورالدين حشاد أن انسحابه لن يكون في صالح أي أحد من بقية المترشحين، معتبراً نفسه مواطناً ناخباً كبقية الناخبين، سيقوم يوم التصويت بواجبه الانتخابي، رافضاً التعليق على الجانب المالي لحملته الانتخابية.
أما مصطفى كمال النابلي، محافظ البنك المركزي السابق أحد وزراء ابن علي، فقد أشار إلى أنه اتخذ قراره بعد تفكير مطول، وبيّن أن المال السياسي الفاسد له دور أساسي في قراره بالانسحاب، موضحاً أنه وضع استراتيجية لإنقاذ تونس، لكنه لا يرى من المترشحين من له القدرة على تقديم الإضافة للدولة وإخراجها من المشاكل.