بصراحة... لا أعرف ما هو القصد من إطلاق التصاريح ونشر الغسيل، وهل الوقت مناسب لمثل هذا الطرح ولنقاش أمور داخلية ليس لها علاقة بخليجي 22 الذي تحتضنه المملكة هذه الأيام، والمشكلة أنها تخرج من أعلى سلطة رياضية، ومن بعض منسوبي الاتحاد السعودي لكرة القدم الذين لم يحترموا استضافة بطولة عزيزة تجمع بين أشقاء من العرب والخليجيين بصفة خاصة.
لقد استغربت التوقيت غير الموفق إطلاقاً فلا يوجد تفسير واحد لتوقيت طرح مواضيع ومشاكل داخلية لا تمت للبطولة الحالية بأي صلة، فهل هي وسيلة ضغط لحصول على تسهيلات أكثر من سلطات عليا؟ أم أنه محاولة لكسب تعاطف البعض حتى يكون غطاء أو مبررا لإخفاق متوقع؟ فلم يوفق أي مسؤول في أي تصريح أطلق منهم منذ بداية البطولة، مما جعلنا شماتة على كل لسان ومواضيع دسمة للبرامج المواكبة للبطولة.
مؤسف أن يصل وضع المسؤول إلى هذه الدرجة من الأنين والتضجر، وفي اعتقادي أن الأمور واضحة وجلية من وقت ليس بالقصير وبالتأكيد أن الكل مطلع ويعرف في خبايا الأمور، فلماذا القبول بالمسؤولية وتحمل زمام الأمور إذا كانت الحلول قد اقتصرت على الشكاوى والتذمر المبكر وعدم اختيار الوقت المناسب للحديث واحترام استضافة البلد لبطولة غالية تعتبر من الإرث الخليجي، ولكن باختصار لا أستطيع أن أجد أي تفسير أو مبرر لما حدث إلا أنكم (فشلتونا).
الإيقاف لا يكفي
تحدث عدد كبير وسربت معلومات حول العقوبة التي ستتخذ ضد ثلاثة من يحملون الصفة الرسمية لإدارة أنديتهم، والحقيقة أنه إذا ما صحت المعلومة وثبتت العقوبة التي لا تتجاوز إيقاف محدد قابل للعفو فإنه يعتبر أمراً خطيراً وغير مسبوق، فإتلاف الممتلكات وتمزيق صور الذكريات يعتبر عملا جنائيا وينطوي على إفساد ملك لا يعود ملكيته للمفسد، وبالتالي يجب أن ينطوي تحت عقوبة العمل الجنائي وأقل ما يقال ان مرتكب هذا العمل المشين حاقد ومفسد وطامس لذكريات يجب أن يطلع عليها جيل المستقبل.
الأمر الآخر وهو أكثر خطورة ذلك المتجرد من حنان الإنسانية والمتشدق بالانتماءات المزيفة والذي لم يراع دينا ولا مبدأ ولا شرف الرياضة السامي عندما تجاوز كل حواجز الأدب وطلب أن يتم (لعن والدي) جميع من هم غير منتمين لناديه، بالله عليكم هل يكفي هؤلاء الإيقاف؟ أليس الأجدر أن يتم شطبهم نهائياً وتحويلهم للادعاء العام حتى يطبق بحقهم ما تقتضيه المصلحة العامة ويطبق عليهم حكم الشرع خاصة من قذف الوالدين، ألسنا نعيش تحت مظلة الشرع الذي يحكم بكتاب الله وسنة رسوله، أليس من الأجدر إيقاف العبث بممتلكات الآخرين وحفظها للأجيال القادمة؟ أليست الرياضة رسالة حب وتسامح وتنافس شريف؟
إذا لم يتخذ إجراء رادع ورسمي من أعلى سلطة رياضية في البلد فستكون الرياضة بيئة طاردة وغير مشرفة ولا تحمل المعاني الحقيقية لها.
نقاط للتأمل
- ما حدث من تراشق وتصاريح وتشكيك من بعض أعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم يؤكد ما سبق أن قلنا وذكرنا أن اتحاد الكرة هش ولا يقف على بنية صلبة تساعده على النجاح.
- لم يكن الوقت مناسباً إطلاقاً للانتقاد وطرح المشاكل والرياض تحتضن تجمعا خليجيا، يجب أن نكون في قمة السعادة فيه وليس طرح المشاكل والمعوقات وسرد الديون فكل شيء في وقته حلو.
- أتمنى أن لا ينخدع المسؤول قبل المشجع في فوز المنتخب وتأهله للمرحلة الثانية من دورة الخليج فلا بصمة للمدرب ولا استقرار وأبرز عنوان قد يكون تخبط مدرب بعشوائية مضحكة.
- يعتبر الجمهور اليمني ملح خليجي 22 وقد أحرج جمهور البلد المضيف الذي هجر المدرج لعدم ثقته في منتخب بلاده.
- كنت أتمنى أن يكون حكمنا الدولي مرعي العواجي ذكياً ولا ينجرف ويجني على نفسه فكم كلمة قالت لصاحبها دعني.
- اعترض الاتحاديون والنصراويون على لجنة المسابقات حول برمجة بعض المباريات ومباريات كأس ولي العهد والمآخذ على اللجنة عدم التشاور والاجتماع مع الأندية المعنية وهذا من حقها.
- ما حدث من منسوبي أندية كبيرة ولها ثقلها وجماهيريتها يجب اتخاذ أقصى العقوبات حتى يحترم كل شخص الأنظمة واحترام خصوصية الآخرين.
- إذا كان هناك نية لإقالة المستشار لوبيز فيجب أن تتم قبل كأس آسيا وإن لم يتم ذلك فابشروا بكوارث آسيوية لمنتخبنا تزيد من احتقان الشارع الرياضي الذي أصبح لا يثق إطلاقاً لا بالمنتخب ولا بالقائمين عليه.
خاتمة:
اللهم احفظ بلادنا وأطل في عمر قائدنا وجامع شملنا وموحد كلمتنا والساهر على راحتنا إنك سميع مجيب الدعاء.
ونلتقي عبر جريدة الجميع «الجزيرة» على خير ولكم محبتي.