اتصل بي سماحة شيخ القضاة في عهده الشيخ صالح بن محمد اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى سابقاً عضو هيئة كبار العلماء غفر الله له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخر، وقال: عيّناك رئيساًَ لمحاكم جازان، فتوكل على الحي القيوم الذي يراك. فقلت له: لعلك تنظرني إلى أن أصلي صلاة الاستخارة. فقال (المجلس بهيئته العامة صلى ورأى ذلك فباشر عملك، أما أنت فصلِّ لربك كما ذكرت. فاستخرتُ الله في ذلك. وتوقفتُ، فاتصل بي فضيلة الشيخ علي الرومي نائب رئيس محكمة التمييز بالرياض وقال: أقسمت عليك أن تباشر عملك الجديد، وكنت يومها قاضياً في المحكمة الكبرى بالرياض بعد المستعجلة وقضاء الأحداث، فقلت له: أكفَِّر عن يمينك، فقال: لا كفّارة له إلا أن تباشر، فجازان بلد طيب لا ينبت إلا طيباً. مَن ذهب إليها بكى، ومن خرج منها بكى. فعزمت وتوكلت على الله وفي تاريخ 6-7-1420هـ ذهبتُ إلى مطار الملك خالد، وبعد إتمام إجراءات سفري ركبت في طائرة 3.30 عصراً، ووصلت إلى مطار جازان ولأول مرة (مطار الملك عبدالله الآن) وقد سميته بذلك وكذلك الميناء بعد زيارته لجازان في حمى الوادي المتصدع. ورفعت بذلك طلباً إلى سمو الأمير محمد بن ناصر وعنده الخبر اليقين، وصلت المطار الساعة السادسة تقريباً واستقبلني عند الطائرة وبسيارته الخاصة أخي وصديقي شيخ الأدباء في جازان وأديب المشايخ معالي الشيخ علي مديش بجوي رحمه الله من مشايخ قبيلة بني شبيل، القبيلة المعروفة العريقة، والشيخ قاضي تمييز آنذاك في مكة المكرمة، كريمٌ شجاع، يطيع عقله ويعصي نفسه، يتبع دينه ويرفض هواه. يفعل ما حضّ الله عليه ورتبه في العقول السليمة من العفة وترك المعصية، ومقارعة الهوى، يخاف الله ربه، ويخالف إبليس فيما يحبه من الشهوة المعطبة، مقدّم عند جماعته ومكرم. وما منا إلا وله مناقب ومثالب وحسابه على الله.
استقبلني وركبت معه. وعرض عليّ ضيافته، وإلحّ، فشكرته واعتذرت إليه فقال: لولا أن يُقال: لحلفت عليك بيمين أهل الجهل (الطلاق) فقلت له (أما هذه فلا) وتوجهت إلى فندق أثيل - قرب دوار التوحيد- واستأجرت فيه جناحاً لراحتي، ولمن يزورني.
باشرتُ العمل في 7-7-1420هـ في عهد معالي الأمير محمد بن تركي السديري الأمير النبيه العاقل المتعقّل، وقد أخذت جازان في عهده نصيباً وافراً من النهضة، ثم عُيّن سمو الأمير (محمد بن ناصر) أميراً لجازان، الفنان الإنسان الذي جعل من جازان لوحة رسمت بريشة بارع ماهر وكأنك في رياض أريضة، وأرض عريضة للبصر فيها منفسح، وللنفس فيها مسرح، بين جداول تطّرد كأباريق اللجين، وأطيار تغرّد بألحان تزري بما أبدعه معبد والغريض، وثمار مهدلة قد ذللت للأيدي، وتدلّت للمتناول، وظلال مظلة تلاحظنا الشمس من بينها، فتتصور بين أيدينا كرقاع الشطرنج والثياب المدبجة وماء عذب يوجدك حقيقة طعم الحياة، وجداول تنساب في بطون الأودية كبطون الحيات لها خرير يقوم ويهدأ ونواوير مونقة مختلفة الألوان تصفقها الرياح الطيبة النسيم، وهواء سَجْسَجْ (أي معتدل ليّن) وأخلاق جُلاس تفوق كل هذا، في يوم ربيعي ذي شمس ظليلة، تارة يغطيها الغيم الرقيق والمزن اللطيف، وتارة تتجلّى، فهي كالعذراء الحَضِرة، والخريدة، (الشابة) الخجلة تتراءى لعاشقها (محمد بن ناصر) من بين الأستار، ثم يغيب فيها حذر عين مراقبة، وكأن بعضنا مطرقاً كأنه يحادث الثرى، وذلك لسر كان له. هذه هي جازان بقلم محمد بن ناصر وعقله، وعقول مثقفيها من شبابها وشاباتها. (علماء، وأدباء، وشعراء).
حدثني عنها العم: عبدالله الغزي -رحمه الله- وقد تنقّل أميراً بين قراها في عهود الأمراء محمد بن أحمد السديري، وتركي بن أحمد السديري، ومحمد بن ناصر بن عبدالعزيز، حيث تولى إمارة العيدابي، وبلغازي، والمضايا في عهد سمو الأمير محمد بن ناصر -استخبرته عنها- فقال: عندما جئت إلى جازان رأيت في الجانب الغربي من مدينة جازان جازان، وفي الجانب الشمالي من صبيا، والجانب الشرقي من صامطة مباني عظيمة وقد محت الآن رسومها، وطُمست معالمها وأعلامها، وخفيت معاهدها وغيّرها البلى، أما الآن أي بني: صارت عمراناً، ومزارع خضرة بعد أن كانت صحاري مجدبة، وفيافي مؤنسة بعد الوحشة، وحسناً بعد أن كانت خرائب متقطعة، وشعاباً آمنة بعد أن كانت مفزعة، ومأوى للباحثين عن العلم والتجارة، ومكامن لرجال كالليوث بعد الوحوش، وشباب متعلم، وخران (شابات ناعمات) متعلمات كالدمى تفيض لديهم النعم الغاشية.
هذه جازان: عشت فيها إحدى عشرة سنة، إلى أن صدر الأمر الكريم رقم (م/6) وتاريخ 19-2-1430هـ القاضي بتعييني عضواً متفرغاً في المجلس الأعلى للقضاء ويا ليتها كانت الباقية.
تعلمت فيها ما لم أتعلمه في غيرها. أحببت آثارها، وعلماءها، وشعراءها، أحيت عندي دفين شوقي، فنحت وبكيت عليها وعلى أهلها.
جازان أبكت الشعراء على قلاعها التي مرّ عليها عهد طويل، أبكت العلماء على حلقات علمها وعلمائها غادروا على الرسوم منها الدموع وسقوا الديار ماء الشوق، وتذكّروا ما قد سلف لهم فيها، فأعولوا، وانتحبوا، وما أنا عنهم ببعيد.
أغدو وقد ختمت على فؤادي
بحبكِ أن يحل به سواكا
ولو أني استطعت خفضتُ طرفي
فلم أبصر به حتى أراكا
هذه جازان. عرفت فيها محمد بن ناصر أعظم إنسان عندي في أدبه وخلقه وذكائه، وكرمه، عرفت أهلها -أهلي- أديبهم وعالمهم ووجهاءهم وكلهم وجهاء. أحببت جازان، -أميراً، وأهـلاً، وأرضاً، وجبلاً، وبحراً، أحببتهم حب الخير.
أحببت محاريبها المنمقة، ومقاصيرها المزينة، التي أصبحت تشرق إشراقة الشمس، يجلو الهموم حسن منظرها حين شملها النمو، وعمّها الخير، شلالاتها كأفواه القرب الفاغرة، تؤذن ببناء لا بغناء، وتريك سعادة أهلها، وتخبرك عمّا يصير إليه من الهنا والفرح كل من تراه فيها، تزهد في طلب غيرها، بعد أن طالما زهدت في تركها. هذه جازان. فيها:
تذكرتُ ما بين العذيْب وبارقِ
مجرَّ عوالينَا ومَجرى السوابق
وصُحبَةَ قومٍ يَذْبحون قَنيصَهُمْ
بِفضَلِهِ ما قد كسَّروا في المفارقِ
إن الوفاء فرض لازم وحق واجب على المحب لمن يحب، وهو من حميد الغرائز وكريم الشيم، وفاضل الأخلاق، ومن أقوى الدلائل، وأوضح البراهين على طيب الأصل وشرف العنصر لا يحيل عنه إلا خبيث المحتد، لا خلاق له، ولا خير عنده، أفلا أكون وفياً لجازان وأهلها، إن جازان بلد طيب، لا ينبت إلا طيباً من الرجال، والنساء، يحبون السلامة لمن غرّهم، والأمن لمن ضرهم، والنجاة لمن آذاهم، فعندهم رعي الأذمة حق وكيد عندهم، والحنين إلى من عرفوه وعرفهم، لا ينسون من نأت به الدار عنهم، وهذا من أثبت الدلائل وأصدقها على صحة الوفاء عند الرجل الجازاني والمرأة الجازانية.
هؤلاء القوم يفقهون الحديث، ويحفظون عهد صاحبهم، ويرعون غيبته، تستوي علانيتهم وسريرتهم، يطوون شر من عرفوه، وينشرون خيره، ويغطون على عيوبه ويحسّنون أفعاله ما لم يترتب على ذلك إثم. يتغافلون عمّا يقع على سبيل الهفوة، ويرضون بما حمله، ولا يكثرون عليه بما ينفره منهم، الرجل منهم لا يكون طُلعة ثؤوباً (أي شديد التبحث عن حال الآخرين) ولا مَلّة طروقاً (أي سريع الملال) يقنعون بما وجدوا، يأخذون من الأمر ما استدف (أي سهل)، ولا يطلبون شرطاً، ولا يقترحون حقاً، وإنما لهم ما سنح بحدهم، وما حان بكدهم. يتضاعف عندهم قبح الفعل لأنهم من أهله، آخذون بأدب الله الذي أدب به رسله.
وإني إذا باشرتُ أمراً أريده
تدانتْ أقاسيهِ وهان أشدَّه
هؤلاء هم أهلي في جازان، وهذه جازان تذكّرت أيامي بها ولذَّاتي فيها، وشهور شبابي وجزءاً من سني حياتي لديها مع رجال إلى مثلهم يسعى الرجال، ومثّلتُ لنفسي كونهم أشقاء في النواحي البعيدة والآثار النائية، وقد فرقتنا ظروف الحياة وخيل إلى بصري بقاء تلك البيوت بعد ما رأيت من حسنها وغضارتها، والمراتب المحكمة التي عشت فيما لديها، وأوهمت سمعي صوت أسواقها وأزقتها وشوارعها وحركة أهلها والسنوات التي عشت بينهم فيها، وكان ليلها تبعاً لنهارها في انتشار ساكنيها والتقاء عمارها، فأبكى عيني ما خُيل إلي وأوجع قلبي، وقرع صفاة كبدي، وزاد في بلاء لُبى. حدثني فضيلة الشيخ محمد بن أحمد الصميلي -تولى عدداً من المناصب القيادية آخرهن قاضي تمييز في مكة المكرمة -من أعيان أهل جازان- حدثني قائلاً: لم تقبل نفسي قط في الفكرة في الإضرار فيمن بيني وبينه أقل ذمام حتى وإن عظمت جريرته، وكثرة إلي ذنوبه، ولقد دهمني من هذا غير قليل، فما جزيت على السوءى إلا بالحسنى. ثم قال: والوفاء عندنا يحدو الرجل إلى الإيثار، لا إلى الأثرة. قلت: ويُحمدُ الوفاء ممن يقدر على تركه، هذه جازان ورجال جازان.
الحسين بن أحمد بن عبدالفتاح الحازمي، عرفته في رئاسة المحاكم، بلغ التسعين عاماً تقريباً، عمل مع والده وهو ابن تسع سنوات وكان والده قاضي محكمة هروب، هذا الرجل (شريف) في نسبه وكرمه وخلقه، شجاع في انتصاره وهزيمته معاً، ماضي العزيمة، عظيم البلاء، هيأ له والده الشيخ أحمد -رحمه الله- السعادة والمجد وأعانه على الدخول في زمرة الخالدين، وكان له على خطوب الأيام خير معين.
بعد أن بارح عتبة الصبا، وأوغل في سني الرجولة الحكيمة، تركزت آماله في عقله الباطن وراح يعمل على تحقيقها في هدوء ويقين وثقة بالنجاح، يشكو لنفسه مطل الزمان، ولا يشكو لبني الإنسان، فهو يراهم دونه بكثير، أحببته حب المال، سألته عن جازان فقال: ماؤها عذب، وحصاها ذهب لو حمل إلى النساء الحسان في بلاد أخرى لثقبن الحصا كما يثقب اللؤلؤ وجعلنه قلائد لهن لحسنه ونفاسته قلت: نعم.
بلاد إذا زارَ الحسانُ بِغَيرِها
حَصَا تُرْ بها ثقَّبْنَهُ لِلْمَخَانِقِ
ثم شيخ الدرب -وما أدراك ما الدرب، كانت تسمى قديماً، شعب بني عامر البدراني الأزدي- أولئك هم قومي فجئني بمثلهم، واسمه (هادي الشعبي) سألته عن محافظة الدرب فقال: فطرها أجدادي قبل ألف سنة مما نعد على ما نسمع ونقرأ من الروايات الموثقة، ولا أتخيل حياتنا قبل ثمانين سنة -وقد أدركتها - إلا وأجدُ باعثاً على صبابتي، ومحركاً لأشجاني، وكلاهما مرتقى صعب وموت أحمر وبلية سوداء وسنة شهباء، كان «الدرب» همزة وصل بين قوافل الشمال والجنوب وحتى اليمن وكان الجهل والخوف، فلا عبادة صحيحة ولا أمن على النفس والعرض والمال حتى جاء هذا العهد المبارك نتفيأ ظلاله ذات اليمين وذات الشمال ورجال الأمن ساهرون على أمننا. وما شيء يعدل الأمن ولو سالت الأرواح به لكان قليلاً، وكثيراً ما أقول لأولادي: الموت أخو عدم الأمن، لا عدم الأمن أخو الموت.
وقع خلاف بين جماعتي، فذهبت إلى الأمير: محمد بن ناصر لبيان الأمر له. وفي هذه الحالة يجب أن يكون الرسول ذا هيئة وهيبة، حاذقاً يكتفي بالإشارة، ويقرطسُ عن الغائب (أي يصيب المرمى)، ويُحسن من ذات نفسه ويضع من عقله ما أغفله باعثه، ويؤدي إلى الذي أرسله كل ما يشاهد على وجهه، كأنما كان للأسرار حافظاً، وللعهد وفياً، قنوعاً ناصحاً. ومن تعدى هذه الصفات كان ضرره على باعثه بمقدار ما نقصه منها، وخصوصاً عندما تقابل من هو كمثل الأمير: محمد بن ناصر، فاستأذنت وقابلته وقصصت عليه القصص. فقال: اذهب وأقض بينهم في حل الخلاف، فذكرت نصيحة أبي ووصيته لي: إذا كان الرسول جليلاً لا تلحقه الظِنَنُ لنسكٍ يظهره أو لسنٍّ عالية قد بلغها، أو ذا قرابة من المرسل، وصدق مع المرسل إليه، فكم منيع سُهِّل بهذه الأوصاف، وعسير يُسِّر وبعيدٍ قُرِّبَ، وجموحِ أنس، وكم داهٍ دهى الحجب المصونةِ، والأستار الكثيفة، والمقاصير المحروسة، والسّدد المضبوطة لأرباب هذه النعوت.
وأهل الدرب قوم لهم منعة وولاء، (والشعبيون) هم مشايخ الدرب إلى يومنا هذا، أهل فصاحة وبيان، وأهل كرمٍ وسِنان، وفي المثل عندهم «يقصُرُ السَّوادُ بما يقدمهُ الشعبي من الزاد» والسواد هو طول الليل مع الجوع.
تلكَ النفوسُ الغالباتُ على العُلى
والمجدُ يَغْلِبُها على شهواتِها
هذه جازان ورجالات جازان. ولقد سبقت منهم الحُسنى، وقد علمت أنه لا بُد لكل مجتمع من افتراق، ولكل دانٍ من تناء، وتلك سنّة الله في العباد حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين، وما شيء من دواهي الدنيا يعدل الافتراق لمن تحب وعند مَن تحب. وما أنا وجازان إلا كمحب مهجورٍ قد تطاول غَمُّه ثم رأى في هجعته أن حبيبه وصله فسُرّ بذلك وابتهج، ثم استيقظ فأسف وتلهف، حيث علم أن ما كان فيه أماني النفس وحديثها، فروّضت نفسي: أن السماءَ والأرض تظلني وتقلني مع جازان، وأنني قد استويت مع جازان في إحاطة الليل والنهار.
وبقدر ذلك الحب -وتقدير المقدِّر- وبعد أن انتهت فترة عملي في مجلس القضاء عضواً متفرِّغاً بحكم نظامه، تمت إعادتي إلى جازان للمرة الثانية، فحال الجَريضُ دون القريض. ومُنِعَ الحرب من الطرب «مثل يضرب للمعضلة تعرض فتشغل عن غيرها، فحيل بيني وبين ما اشتهيت بسبب ظروف خاصة جداً، وغامضة جداً علمها من علمها وجهلها من جهلها. وأعتذر إلى جازان وأهلي فيها عن تقصيري السابق واللاحق، ولعل في الأمر خيراً لي ولهم.
أحببتكِ يا جازان، أرضاً وأميراً وأهلاً وبحراً وسهلاً، فلْيُسعد النطق إن لم تسعد الحالُ.
وأوصي كل مسؤول عُين فيها - وخصوصاً القضاة- أن يبتعدوا عن كل ما يشين، وأن يتحلّوا ويتصفوا بكل ما يزين، وأن ينصرفوا إلى العمل الصحيح، وأن يستعيذ القاضي بالله من الباطل وأهله، ويحمدُه على ما عرّف نفسه فنافرته، وهو أن يضل العقل جملة، ويفسد القريحة، ويتلف التمييز ويهوِّن الصعب، ويذهب الغيرة، ويعدم الأنفة، فيرضى القاضي بالمشاركة في حب الدنيا في البلد الذي يعمل فيه، وربما طغى على عقله ودينه وعمله. وقد عرض هذا لقوم أعاذنا الله من البلاء. وهذا لا يصلح إلا مع رديء في الطبع وسقوطٍ من العقل - الذي هو عيار على ما تحته- وضعف حسٍّ، ويؤيّد هذا كله حب شديد للدنيا مفعم مع تهاون في العمل، فإذا اجتمعت هذه الأشياء وتلاحقت بمزاج الطبائع ودخول بعضها في بعض نتج بينهما هذا الطبع غير اللائق، وتولّدت صفة يقوم منها هذا الفعل المقذور القبيح، وأما قاضٍ معه أقلَّ همة، وأيسر مروءة فهذا منه أبعدُ من الثريا ولو مات فقراً وتقطع حاجة، فلا تقول إذا وقعت:
وَمَا لكلام الناسِ فيما يُريبُني
أصولُ ولاَ للْقَائليهِ أصولُ