تشهد المعارض الثقافية والعلمية والتاريخية التي تقام في داخل المملكة وخارجها إقبالاً كبيراً من الزوار، وحينما تجتمع هذه العناصر في معرض واحد فإن المتوقع أن يشهد المعرض حضوراً مضاعفاً، وهذا ما أظنه مرتقباً في المعرض المصاحب لندوة «طباعة القرآن الكريم ونشره بين الواقع والمأمول» التي تهدف إلى الاطلاع على الجهود المبذولة لطباعة القرآن الكريم ونشره، وإبراز الوسائل المتخذة في انتقاء الطباعة والنشر لإخراج المصحف بالشكل اللائق به، وبالتأكيد فإن المعرض سيعرض نماذج من التطور التاريخي لنسخ من المصحف الشريف وطباعته، وسيكون هناك عرض للمصاحف المنسوخة يدوياً والمطبوعة قديماً كحفاظ على التراث الديني إلى جانب إلقاء الضوء على الطباعات الحديثة، وأحدث ما وصلت إليه الطباعة الرقمية المتخصصة، وتسخيرها في خدمة القرآن الكريم.
وإذا كانت المعارض التراثية القديمة تجذب الزائرين مهما كانت المعروضات من ملابس وحاجيات وكذلك الحال لهواة المخطوطات القديمة. فإن هذا المعرض سيكون جاذباً للزائرين بمختلف أجناسهم وأعمارهم وأذواقهم كيف لا وهو ليس مجرد تراث إنما هو قصة وتاريخ لأمر مهم على المسلمين أن يشاهدوا على الطبيعة نماذج من المخطوطات الخاصة بالمصحف الشريف وليعرف الناس قيمة الطباعة حيث كان المصحف في القديم غير متوفر إلا بكتابته وعرضه على القراء المتقنين لإجازته، ويطلعوا أيضاً على الطباعات القديمة للمصحف وهذا معرض قد لا يتكرر لاسيما أن العارضين ليسوا من دولة واحدة وليسوا أفراداً وجماعات ومؤسسات بل خليط من هذا وذاك ومن دول متعددة (تركيا، ومصر، والأردن، والسودان، وباكستان، والمغرب) وهذا التنوع بلا شك سيثري المعرض لتنوع مصادره.
وقد دأب المجمع على الإعداد الجيد لهذه المعارض المقامة على هامش الندوات وما شهدته المعارض السابقة من نجاحات مضافة إلى نجاح الندوات يجعل المتابع متفائلاً بمواصلة العطاء واستمرارية النجاح وما سمعته من المشرفين على المعرض من خطوات لإعداد المعرض وخطة العمل يثبت ذلك، ويعضده أيضاً، رغبة الزائرين ومحبتهم للقرآن الكريم ولا أدل على ذلك من الزيارات اليومية التي يستقبلها المجمع للزائرين والذي أثبتت الإحصائيات الموثقة أن عدد الزائرين لهذا الصرح المبارك مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف قد تجاوز حتى أكثر من الآن أربعمائة ألف زائر وزائرة هذه الزيارات الكثيرة حافز لهذا المعرض الذي سيستقبل الزائرين من حضور فعاليات الندوة وغيرهم في طيبة الطيبة والزائرين لها، وستتاح لهم الزيارة على فترتين صباحية ومسائية، كما سيكون للنساء فرصة الزيارة في أوقات محددة ومثل هذه المعارض لن تقف عند حدود المهتمين والمختصين كما ذكرت آنفاً فهذا المعرض مرتبط بكتاب الله الكريم الذي يحمل حبه والارتباط به كل مسلم ومسلمة كما سيكون فرصة للهواة ومحبي الاحتفاظ بالمخطوطات بوجه عام والمصحف الشريف بوجه خاص للاستفادة من الخبرات في الحفظ والصيانة للمصاحف من خلال لقائهم بالمختصين بمعالجة المخطوطات والعناية بها.. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.