في المسلسل الشهير « باب الحارة « الذي يحكي حقبة الاحتلال في سوريا ويظهر تفاصيل حياة الناس في حارات الشام وأخلاقياتهم وشهامتهم ، حتى استحوذ على حب شريحة كبيرة من المشاهدين في العالم العربي مما يبدو أنه السبب في تكرار أجزاء هذا العمل الدرامي .. ما يهمنا من كل هذا هي قفشة نأخذها من جزئه الأخير الذي يظهر مدى السمو والرقة والخلق الذي تجسده أم عصام زوجة أبو عصام أحد أبرز أبطال العمل، وهي تهتم بضرتها وتدللها كإحدى بناتها وتقوم على خدمتها تفعل ذلك حبا لزوجها حين رأت مدى حبه لتلك الزوجة الثانية التي كانت الممرضة الخاصة به وهو في الأسر، حقيقة أنا لم أتابع إلا شيئا بسيطا ولكن هذا ما لفت نظري واستوقفني ودعاني لكتابة هذا المقال.
وهذا عكس ما يظهره الواقع اليوم من شدة العداء والغيرة بين الضرة والأخرى وإن كانت طبيعة وغريزة المرأة الغيرة، لكن روح الإسلام هذبت ذلك وجعلته في إطار المعقول ..
قد تكون أيضا تلك المشاهد في العمل تحكي واقع المرأة الكبيرة في العمر التي تدرك حاجة زوجها لزوجة أخرى، ويدفعها حبها له الذي تبنيه العشرة الطويلة لإكمال سعادته براحة باله بدلا من قلب الطاولة عليه وتحويل حياته لدراما صراع تؤثر على حياته وسعادته , قد تكون النساء أمثال تلك البطلة نادرات وقد يكون هذا القدر من الحب والتفاني أندر، لكننا نسمع عنه ونراه أحيانا فنقف لهذا المرأة بإجلال لا يخلو من الغرابة, فهي بالرغم من كل هذا الحب والوفاء تقف مساندة ساعية في إسعاد شريك دربها، وتعلم أن خياره للزوجة الثانية ليس ضرب عشواء وإنما لحاجة بدون أن نقيدها أو نفندها فقد تكون أكبر من ذلك .
جاء في الحديث ( مثل أمتي مثل المطر لا يدري أوله خير أم آخره ) وفي كل أمة محمد خير حتى قيام الساعة.. أما أكبر ما ينشده البشر من السعادة فهو ليس سوى الحب في كل شيء وبدونه تفقد بريقها وإن وجدت. في أمان الله .