نشرت صحيفة الجزيرة في عددها 15383 خبرًا عن تسجيل طبيب مبتعث من جامعة الملك سعود في جامعة باريس براءة اختراع في الولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ 18 سبتمبر 2014، يتعلّق بالإبرة الجراحية المنثنية، وهذا الاختراع يحتاجه الكثير من الأطباء الجراحين له في مختلف التخصصات في حالة إجراء العمليات الجراحية، وذلك أثناء تغيير درجة انحناء وثني الإبرة الجراحية المستخدمة في خياطة أنسجة في مناطق عميقة من الجسم. وتكمن أهمية هذا الاختراع الذي قام به الطّبيب عبد العزيز الشعيل، في: التحكم في الإبرة بدرجات انحناء متفاوتة ودقيقة في المجال الجراحي دون أن يضطر الجراح لإخراج الإبرة من المجال وثنيها، إضافة إلى أن هذا الاختراع الجديد أيْضًا يحافظ على سلامة الأنسجة المجاورة والتعامل معها بطريقة سهلة وبسيطة في متناول يد الجراح، ستكون له فائدة كبيرة في مختلف التخصصات بما فيها: جراحة المناظير في المسالك البولية وجراحة الجهاز الهضمي، الجراحات المجهرية الدقيقة كجراحة المخ والأعصاب وجراحة الأوعية الدموية، إضافة إلى جراحة التجميل. وتناول الخبر أيْضًا حصول مبتعث آخر على جائزة أفضل باحث على مستوى أوروبا في المؤتمر الوطني البريطاني لأبحاث السرطان.
وإن العلم أساس نهضة الأمم، ولذا أولت حكومة المملكة العربيَّة السعوديَّة هذا القطاع بعناية خاصة، وحرصًا من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود على التنمية المستدامة للموارد البشرية في المملكة أطلق -حفظه الله- مبادرته باستحداث «برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي» ليكون رافدًا مهمًا لدعم الجامعات السعوديَّة، والقطاعين الحكومي والأهلي بالكفاءات المتميزة من أبناء الوطن، ويقوم بتنمية الموارد البشرية السعوديَّة، وإعدادها، وتأهيلها بشكل فاعل؛ لتصبح منافسًا عالميًّا في سوق العمل، ومجالات البحث العلمي، وأصدر أمره الكريم ذا الرقم 5387 - م ب المؤرخ في 17 - 4 - 1426هـ ببدء هذا البرنامج في عام 1426هـ، واستمراره خمسة أعوام.
حُدّدت دول الابتعاث في البرنامج حسب جودة البرامج الأكاديمية في دول الابتعاث، ويقوم البرنامج بمراجعة القائمة بشكل مستمر، إضافة جامعات في دول جديدة بحسب الجودة الأكاديمية للبرامج الدراسية.
ومن وقت للذي يليه تأتينا أنباء مبشرة، عن تفوق المبتعثين السعوديين، ما يعني نجاح مشروع خادم الحرمين الشريفين للابتعاث وبداية جني ثماره فهذا مبتعث لدى جامعة بنسلفانيا الأمريكية يحصل على جائزة التفوق العلمي في تقنية هندسة البلاستيك والبوليمرات، متخطيًا قرابة 260 طالبًا من الطلبة المتفوقين ممن يدرسون في مجال تخصصه، ينتمون لحوالي 360 جامعة أمريكيَّة، وهؤلاء عدد من المبتعثين السعوديين الدارسين في اليابان ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي يتمكنون من تحقيق المركز الأول في مؤتمرات علميَّة دوليَّة بعدما لقيت أوراقهم البحثية التي قدَّموا فيها نتائج دراساتهم في معامل الجامعات اليابانية بالتعاون مع القطاع الصناعي التقدير الكبير من المجتمعات الأكاديمية المختصة. وهؤلاء مجموعة من الطلبة المبتعثين المتميزين الذين نالوا جوائز تقديرية استثنائية أو فازوا ببراءات اختراع أو قدَّموا أعمالاً علميَّة مميزة في دراساتهم وأبحاثهم خلال مسيرتهم العلميَّة في المملكة المتحدة وأيرلندا، من بينها اكتشاف جينات مسببة للسرطان غير معروفة مسبقًا والإسهام في إيجاد علاجات جديدة وفعالة في تسريع التئام الجروح وتطوير تقنية البصمة الإلكترونية لاستخدامها في إدارة نظم الإنترنت، إضافة إلى حصول عدد من الطلبة المبتعثين على براءات اختراع وجوائز تميز في المحافل والجمعيات العلميَّة الدوليَّة كالجمعية الدوليَّة للطاقة الهيدروجينية ومعرض إيينا الدولي للاختراعات والمجلس العلمي للحائزين على جائزة نوبل في الطب، وغيرها من الإنجازات الواعدة بمستقبل باهر لمبتعثي هذا الوطن.
وبلغ عدد الاختراعات التي طورها الطلبة المبتعثون السعوديون في الولايات المتحدة الأمريكية 200 اختراع، في حين يواصل 1500 مبتعث دراستهم للحصول على الزمالة الطّبية..
جاء ذلك خلال الاجتماع الرابع والثلاثين لرؤساء الأندية الطلابية بمشاركة عدد من رؤساء الأندية، الذي نَظَّمته الملحقية الثقافية السعوديَّة في واشنطن، بقيادة رئيس مجلس إدارة الأندية الطلابية في الولايات المتحدة، سفير خادم الحرمين الشريفين عادل بن أحمد الجبير.
إن جهود وزارة التَّعليم العالي بقيادة معالي الوزير الدكتور خالد بن محمد العنقري والجامعات السعوديَّة في تهيئة هذه العقول وصقلها قبل الابتعاث لتدخل ميدان المنافسة عالميًّا من خلال برامج الابتعاث.
وإن النجاحات التي حققها المبتعثون السعوديون حول العالم كانت من أبرز الدوافع لتمديد برنامج خادم الحرمين الشريفين لفترة ثالثة سيقطف الوطن ثمارها، فهذه النجاحات وهذا التفوق الأكاديمي ونقل الصورة المشرفة للوطن رد قاطع على أيّ مشكك في نجاح وتميز هذا المشروع التاريخي.