حائل - سلطان الشبرمي:
أقام النادي الأدبي الثقافي في منطقة حائل ممثّلاً بلجنة النشاط المنبري مُحاضرة «التوسّط بين الارتماء والانكفاء» لعضو مجلس الشورى السعودي الشيخ الدكتور عيسى الغيث، القاضي السابق في وزارة العدل والمُتخصّص بالفقه المقارن في القاعة الثقافيّة بمبنى النادي الأدبي في مدينة حائل بدأت المحاضرة التي قدّم لها الدكتور مشعان الشمري بسرد لسيرة الضيف ثم تحدّث الدكتور الغيث عن العنوان ووصفه بأنّه مُناسب، وبيّن أنّ من اختاره هم منسوبو نادي حائل الأدبي الثقافي. وذكر الدكتور الغيث أننا متصلون بالعالم الخارجي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وذكر مثالا لذلك قيادة المرأة للسيارة وهي موضوع خاص بالسعودية، أن قيادتها دون قيود هو ارتماء، ومن يرفضها تماماً هو انكفاء، ثم ذكر موضوع التحرّش وتحدّث عن مكافحة التحرّش، وقال إن هناك من يرفض وجود جهة لمكافحته بحجّة عدم وجوده.. بالرغم من أن التحرّش موجود وهناك آلاف القضايا في المحاكم فمن يرفض وجود هيئة لمكافحة التحرّش هو تجاوز وتعدٍ غير مسؤول وادعاء بمعرفة الغيب.
وتابع: «هناك أيضاً قضية الاختلاط، وهناك من يرفضه رفضاً تاماً، وهذا من الانكفاء، وهناك من يُطالب به في كل وقت، فهذا ارتماء على التغريب، إذن هناك توسّط لكل شيء حسب التعاليم الدينية والقيم الموجودة، وتحدّث عن قوله بأن الهيئة ليست ملزمة بأمر المرأة بتغطية وجهها، وأنه هذا الأمر أثار عدة تفاعلات، وعن سبب ذلك أوضح أن امرأة نالت جائزة على المسرح وهي متحجبة بكامل حجابها الإسلامي وأن هناك من عارض ذلك وقال إنها متخلفة، فقلت بأن ذلك مسؤولية شخصية فلها أن تتغطى، ولها أن تكشف وجهها لان في ذلك خلاف فقهي فكل يرى ذلك حسب ارتمائه وانكفائه».
وقال إن التوسّط في جميع الشؤون السياسيّة والاجتماعيّة، كما أن هناك الديموقراطيّة فمن يفهمها على الانفتاح التام فهو من أهل الارتماء الغربي، والليبرالية بدايتها مخالفة للإسلام ولا يجوز وصف الليبرالية بأنها إسلامية، كذلك هناك مصطلحات سلوكيّة واقتصاديّة.
وأورد الدكتور الغيث أمثلة: فتحدّث عن الحرية، وقال هناك من يرفضها حتى في الفقه، ويقول إنها محّرمة، وهناك من يأخذها على كل انفتاح وهذا الانكفاء والارتماء، فالتوسط مطلوب في كل شيء، وأن الجوّال لو كان بيدينا قبل أكثر من عشر سنوات لكان من أهل الحرام، وقيادة المرأة للسيارة داخل المزارع وفي البر حلال، لكن في وسط المدن مخالفة للقوانين ومثير للفتنة، كما أن الدّراجة الهوائية والساعة والملعقة والتلفاز والإذاعة كلها كانت محرّمة، لكن الأهمية هي التوسّط وأخذ الأمور على صالحها.