سألني أحد الأصدقاء من فئة (الموظفين الكادحين) قائلاً: أين يمكنني أن أستثمر (مبلغاً من المال)؟! في الأسهم؟ أو في العقار؟! أرشدني أرجوك؟!.
طبعاً (تنحنحت)، ومددت (رجلي) تماماً مثل (أبي حنيفة)، وقلت له: أجبني أولاً (كيف جمعت المال) وسط (غلاء المعيشة)؟! وأنت (مثلي) على باب الله تنتظر (راتب) آخر الشهر؟!.
بدأ الغضب على (ملامح الرجل)، وسمعته يتمتم (ومن شر حاسد إذا حسد)، ورفض إكمال الحديث قائلاً (أنسى الموضوع)، ولم يُمهلني أطلب منه حتى (سلفة)، ليسألني عن مصير مدرب (المنتخب)؟!.
من عجائب الدنيا أن تجد مواطناً (يوفر) في هذه الأيام؟ وإن حصل مثل (صاحبنا) فإنهم حتماً لا يعرفون ماذا يفعلون (بأموالهم)؟! التي سيتركونها في البنوك (لتتآكل) بفعل عوامل التعرية الاقتصادية، أو أنهم سيقعون (ضحية) سوق الأسهم، أو المساهمات العقارية، أو حتماً سيعلقون لافتة (للتقبيل) الشهيرة على أي مشروع يفتتحونه، والسبب أننا لا نملك (مستشارين حقيقيين) من أصحاب الخبرة في مساعدة المواطنين لاستثمار أموالهم، والتي ربما ذهبت أدراج الرياح نتيجة التجارب الفردية في ظل (أنانية وإحجام) الهوامير؟!.
للأسف معظم (الهوامير في البلد) - إلا من رحم الله - أنانيون، يتركون من هم مثل (صاحبنا) في حيرة من أمرهم، والنتيجة (خسارة المال)، والعودة لمربع (الكادحين) نتيجة قرارات واجتهادات (شخصية) للاستثمار الخاطئ، فلم نسمع يوماً أن هناك برنامجاً (واضحاً) للتعريف بالقنوات الاستثمارية (الآمنة) للمواطن البسيط؟!.
الطريق الوحيد هو التوجه نحو (صناديق الاستثمار) البنكية، وهذه ثقافة لا تزال جديدة علينا، والكثيرون يخشونها إما (تورعاً)، أو أنهم يحبذون (النفس القصير), على طريقة (خل قروشك) تحت عينيك!.
وهو ما أنتج هذا الكم الهائل من (المشاريع الفاشلة) في شوارعنا، في ظل غياب الدور الاجتماعي (لساسة الاقتصاد)؟!.
هل من الصعوبة أن نجد (هامور سعوديا)، يذكرنا بتجربة (محمد يونس) في بنجلاديش؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.