لم تكن خسارة الشباب أمام التعاون وليدة المصادفة؛ فقد سبقها خسارة الصدارة أمام الرائد.. وكان قد سبقها الخروج المر للشبابيين من كأس سمو ولي العهد وأمام الخليج الصاعد.. والمتتبع لكل تلك المباريات يجد أن تدخلات المدرب خلال المباراة من تغييرات وغيرها كانت سيئة، سواء مواريس أو حتى ستامب.. ومع إيمان كل فاهم بالكرة بذلك إلا أننا يجب أن لا نقسو على المدربين، وألا نغفل أن الدكة الشبابية خاوية على عروشها.. بعدما تم تسريح أكثر من 10 لاعبين بمختلف المراكز، ولم يتم التعاقد سوى مع عبد الله الدوسري المنسق من النهضة، الذي في عز احتياج الشباب له في لقاء التعاون لم يُشرك لتواضع مستواه، وتم اختراع ـ كالعادة ـ مركز جديد لسعيد الدوسري بالظهير الأيسر!
ولا أدري كيف لفريق يطمح بالبطولات لا يملك في قائمته الهجومية سوى نايف هزازي، الذي أوقف مؤخراً، فضلاً عن عيسى المحياني الذي توقف مستواه عند أدنى نقطة منذ أكثر من عام؟.. ولم يتبق سوى الكوري، وهو المهاجم غير الصريح.. فكيف بفريق بلا أنياب أن يذهب بعيداً؟!
ومع حال كهذه، لا أدري كيف تخلت الإدارة عن مهند عسيري، وهو من حسم كأس الملك، وكان المهاجم البديل الأفضل.. فضلاً عن إقصاء هداف الفريق الأولمبي الحضريتي.. ولاعب منتخب الشباب والأولمبي وسام وهيب.. علاوة على صقر عطيف الذي لم يُعْطَ أي فرصة.. الغريب أنه مع هذا الشح الهجومي تم التخلي عن هذا الكم من المهاجمين.. والأغرب أنه تم التخلي عن كل هؤلاء اللاعبين بلا مقابل مادي مع وجود الشح المالي الذي أفصح عنه الرئيس الشبابي مع تركي العجمة بشفافية كبيرة بحديثه عن أن الخزينة البيضاء لا تحمل سوى الرقم صفر.
ويبدو أن الشبابيين سينتظرون عقود الرعاية طويلاً.. فلا يبزغ بالأفق أي بوادر لذلك.. ولم يتبقَّ لليوث سوى دعم الرمز الشبابي، وهو الذي ظل وبقي الرافد الأساسي المسير للنادي وما زال.. وعدا ذلك فيتراءى لي أن الأمور تسير باتجاه مظلم.. فالالتزامات المادية كبيرة.. وطموح المنافسة يحتاج لدفع الغالي والثمين.. وإلا فعلى الفريق الترجل من سباق التنافس على الصدارة، والانتظار هناك مع بقية المتفرجين.. وهو الأقرب، على ما يبدو.
لوبيز نقطة في بحر الفشل
لم يكن لوبيز سوى نقطة في بحر فشل الاتحاد السعودي لكرة القدم.. ومن يحمِّله أكثر من ذلك فهو تجاوز السبب، ويمم شطر مسبب صغير..
فالاتحاد الذي بارك أخطاء المدرب وسذاجته في إدارة المباريات، وآخرها وأنت تلعب نهائياً لتُخرج مهاجماً وتُدخل آخر، إضافة لاختراع مراكز لاعبين، فضلاً عن ضم لاعبين وإقصاء آخرين بلا أسباب.. وكل ذلك وسط تأييد من مشرف المنتخبات الدكتور عبد الرزاق أبو داوود.. فالاتحاد الذي تفرج على كل ذلك هو المسؤول، لا مدرب هذا أقصى ما يملكه من إمكانات.
والاتحاد الذي لم يستمع لنصائح المشرف العام السابق للمنتخبات الأستاذ سلمان القريني وتحذيراته من عبث لوبيز كارو.. إذ رمى الاتحاد بكل ذلك عرض الحائط، واستمر في علاقته بالمدرب مع علاته.. هو الاتحاد المسؤول، لا مدرب وجد نفسه فجأة من مشرف أو خبير لمدرب على منتخب كبير.
والاتحاد الذي نخرت فيه الديون بسبب سوء التصرف والإدارة المالية السيئة في التعاقدات والرواتب.. حتماً لن يكون قادراً على إقالة المدرب، وقتها لن يكون قادراً على تسيير أموره المالية.. ولذلك بقي الداهية كارو، وزادت الديون.. فمَنْ المسؤول؟ أليس الاتحاد؟!
والاتحاد الذي كانت وعود رئيسه الانتخابية وردية الملامح.. وبنت من الأحلام الكثير من الآمال.. ودغدغت مشاعر المتلقي بالأوهام.. قبل أن تتبخر كل تلك الوعود الانتخابية.. حتماً اتحاد كهذا لا يمكن إلا أن يكون المسؤول الأول والأخير عن الإخفاق.. فلماذا لم نرَ منهم تحركاً.. ولم نقرأ استقالة.. أو حتى نسمع تفكيراً فيها؟! هل هان عليهم الأخضر؟ وأصبحت سمعته لا تثير عندهم أي ردة فعل؟!
قبل الختام
تعهَّد أحمد عيد في حملته الانتخابية بأن يكون المنتخب السعودي من بين أفضل 40 منتخباً على مستوى العالم.. وبعد عامين من وعوده، وفي آخر تصنيف يوم الاثنين الماضي، كان تتويج تلك الوعود بوصول المنتخب السعودي للتصنيف 106 على العالم. شكراً سعادة الرئيس على ما بذلته من جهد.. لكن - للأسف - يبدو أنه بالاتجاه المعاكس!