(ناصر الشمراني لاعب الهلال السعودي أفضل لاعبي القارة الصفراء في عام 2014م).
خبر رائع، وإنجاز أروع يسجّله أحد أبناء الوطن في محفلٍ قاري كبير. اختيار منطقي وواقعي نظير ما قدمه الزلزال في عامه الأول مع الهلال. فهداف الدوري السعودي، وهداف دوري أبطال آسيا (من الآسيويين)، واللاعب المؤثّر في نتائج فريقه والتي على أثرها وصل لنهائي القارة؛ جميعها صبت في خانة التميز الشخصي لناصر، ووضعته على أعلى القائمة.
نتفهم حسرة القطريين لخسارة ابنهم خلفان اللقب، ونتفهم أيضاً حسرة الإماراتيين لخسارة لاعبهم إسماعيل اللقب، وللأسف أيضاً أقولها نتفهم حسرة وحنق وغضب بعض السعوديين لفوز ابنهم ناصر باللقب.
حملة مرعبة يتعرض لها الهلال والهلاليون، تجردهم من كل شيء وتتهمهم في كل شيء.
فإن تحقق شيء لهم أو للوطن وكانوا مشاركين فيه، تنهال عليهم سيول التشكيك والتقليل من المنجز.
وإن خسروا شيئاً إما بتقصير منهم أو لظروف خارجة عن إرادتهم، تغرقهم تلك الأفواه بوابل من الشماتة التي تتعدى مراحل المنافسة بكل درجاتها، وتفوح منها رائحة التشفي والحقد بشكل لا يخفى على كل عقل لبيب.
يحدث كل هذا، وإدارتهم تغط في سبات عميق. لا تدافع ولا تطالب ولا حتى تتأفف.
إن قلنا إنها تتعمد التجاهل حرصاً على استقرار الفريق، فنرى الفريق وتحت إدارة مدربه أبعد ما يكون عن طريق استعادة توهجه وبريقه.
وإن قلنا إنها ستتخذ إجراءات نظامية تكفل للفريق وجمهوره ولاعبيه حقوقهم، نراها تسارع لأخذ حقوقها الشخصية فقط، وتسامح من تريد بشكل شخصي، وتعانق من تريد بشكل شخصي أيضاً.
أحد الجهلة (وما أكثرهم في وسطنا الرياضي)، استغل كل حضوره الإعلامي خلال بطولة كأس الخليج للإساءة للاعبي الهلال فقط وهم يمثّلون المنتخب. فكل خطأ يحصل يحمّله لهم دون سواهم، مرتكزاً على إرث فني وبلاغي ضئيل جداً، و أطنان من سواد القلب على كل من حوله.
فالإعلام كله هلالي، واللجان كلها هلالية، والأيادي الزرقاء الشيطانية (والتي لا توجد إلا في مخيلته) تدير كل تفاصيل الحياة ولا تقتصر على الوسط الرياضي فحسب.
هكذا تمت تربيتهم، وهكذا لُقِّنوا، لذلك نبتوا كنبتة ضارة تحقد على كل ناجح وكل مميز.
انتهت بطولة كأس الخليج، وكان أفضل لاعب سعودي.
وانتهت منافسات القارة الآسيوية، وكان أفضل لاعب سعودي.
وتم تكريم مشاهير آسيا، وكان أبرزهم لاعب سعودي.
لم يروا كل ذلك، بل رأوا لاعبين هلاليين يعتلون منصات التكريم، فحُقّ عليهم محاربتهم.
يا لحمرة الخجل.
خاتمة...
دوَّرت بالشَّده حزام ولا لقيت الَّلي قوى
يالله دخيلك ما لقيت الَّلي نشدَّ به الظهر
(خالد الفيصل)