لن تعترف بك الغربان أيها الشاطئ النظيف..!
ولن تفعل الجرذان اعترافاً بالمصون من الدفاتر.. والأبواب..!
الشارع المنسل بطهره من المنعطفات المظلمة..، والغائر المندس ببراءته من سطو الظاهر بريحه،...
كلُّها في عنق زجاجة..
والسائد أن الغربان تتكاثر، والجرذان تتوالد، والطمي يتنامى..، والإنسان يتمادى..!!
وثمة فجر تلوح أنفاسه..، في مكمنها وئيدة تتمطى..!
والإنسان،..
الإنسان، لا تزال على شفته أسئلته، وهو يتهجى حروفها،
أفي لثغاتِ غِرَّتِه...؟!!
ألا يزال الإنسان طفلاً جاهلاً في مدارج الحبو..؟
إذن وهذا الزمن المطوي في أعداده..، المقيَّد بسنيه..، الغائر في آماده..
أين انطوى..؟!،
ولمن كان..؟!،
وإلى من سيكون ..؟!
ثمَّ ما الشاهد على نضج الإنسان إن هو ليس طفلاً..، ليس غِرَّا..، ليس جاهلاً..؟!!
وما الدليل على انفضاض مائدة الغربان..؟، والجرذان إن هي لن تنفض..؟!
من ثمَّ ما الذي سيقوله البحر، والموج الذي يتمدد منه لا يعود إليه صافياً وحده..؟!
ما الذي سيفعل البحر ببقايا أطعمة الغربان، والمتساقط في معركتها مع فرائسها..؟
أين ستختبئ الدفاتر، ومن ثم هشيمها من قرض الجرذان..، وتنتهي الحقائق بوزنها..؟
بالشواهد، فإن هذا الإنسان ليس غرَّا، ولا يلثغ، بل لا يتهجى ولا يتعثر..!!
هذا الإنسان في كامل نضجه، وعقله، وقوة ذاته..
هذا الإنسان بكل ما يشارك فيه بقية المخلوقات من الطير وديعاً وجارحاً، والحيوان أليفاً ومفترساً، هو الإنسان مثلها، يقتنص فريسته بعينين كما عيونها، ويصغي لدبيب الحركة بأذنين كأذانها، ويركض لغايته بقدمين كأقدامها..،..
لكن، هذا الإنسان لا يختلف عنها إلا بقصديته لا غريزته..، وبإرادته لا طبيعته..!!
فما ستقول عنه الدفاتر وهو الذي يحبرها..؟!،
والموائد وهو الذي يصنعها..؟!،
والبحر وهو الذي يغسله..، ويحتوي بقاياه..، ويشاهد عراءه..، ويصغي لصوته، وصداه..؟
ثمة ما سيُضحك البحر،..!!
وثمة ما سيبني للأسئلة دُوراً من صلد..، لا تقواها الغربان..، ولا الجرذان..، ولا الإنسان ذاته..!!
وستبقى الإجابات وحدها ملكاً للبحر..!!