انتظر الرياضيون اجتماع الاتحاد السعودي لكرة القدم بفارغ الصبر، وترقب المتابعون قرارات قوية وحاسمة لاستعادة أمجاد كرة القدم السعودية، لكن - كالعادة - أبى الاتحاد السعودي إلا أن يخذل الوسط الرياضي بقرارات هزيلة ومواقف ضعيفة، بعد أن تمخض الاجتماع المنتظر عن قرار إلغاء عقد مدرب المنتخب السيد كارولوبيز المحسوم سلفاً، وإعلان (البدء) في البحث عن مدرب بديل لقيادة المنتخب في كأس أمم آسيا في أستراليا التي سوف تبدأ (9 يناير 2015)، أي بعد شهر من الآن!!.. كذلك واصل الاتحاد السعودي قراراته المستفزة ومواقفه الهشة بعد أن انتهى الاجتماع إلى تكليف الدكتور عبداللطيف بخاري بتقييم عمل أمانة اتحاد القدم، وهو الرجل الذي تحتاج تصاريحه ومداخلاته الإعلامية إلى تقويم، وهذا يثبت أن الاتحاد السعودي يعيش بالفعل أزمة حقيقية، عنوانها الرئيسي مَن يقيّم مَن؟!!.. الأمر الإيجابي الوحيد الذي تم إعلانه بعد هذا الاجتماع المهم في ظاهره، والمحبط في نتائجه، هو قرار عقد الجمعية العمومية للاتحاد السعودي في (5 فبراير) القادم، الذي جاء إجبارياً بعد التحركات الجادة من رئيس اللجنة الأولمبية السعودية الأمير عبدالله بن مساعد في إيقاف عبث الاتحاد السعودي بكرة القدم السعودية، وأثبت فعلياً «إن الله لَيَزَعُ بالسلطان ما لا يَزَعُ بالقرآن»!!
ضَعْف رابطة المحترفين وبراءة عبدالغني
على خلفية الأحداث التي وقعت بعد مباراة التعاون والنصر على استاد الأمير فيصل بن فهد، بين رئيس نادي النصر ورجل الأمن، أصدر الاتحاد السعودي لكرة القدم في (26 ديسمبر 2010) قراراً يمنع فيه رؤساء الأندية وأعضاء مجلس الإدارات من الدخول إلى الملاعب تجنباً لـ»الفوضى» التي يحدثونها، حتى من كان اسمه مسجل ضمن الكشف الرسمي للفريق. ولم يصمد هذا القرار طويلاً أمام سطوة وحظوة بعض رؤساء الأندية؛ إذ تم إلغاؤه استجابة لرغبات أولئك الرؤساء الذين يرفضون الالتزام بالنظام!!.. وفي (4 أغسطس 2012) عممت رابطة دوري المحترفين على جميع الأندية قراراً يمنع دخول رؤساء الأندية والإداريين من الدخول لأرضية الملعب بالزي الرسمي للحفاظ على هيبة وحرمة الملعب، والمحافظة على منظر المستطيل الأخضر من تدافع أصحاب الثياب والشمغ إليه. ولقي هذا التعميم المصير نفسه الذي وجده سابقه بعد اعتراض رئيس نادي النصر عليه؛ لأنه تمت معاقبته إثر مخالفته التعميم، فتم إلغاء القرار والتراجع عنه نتيجة لرضوخ رابطة دوري المحترفين للضغوطات النصراوية، في تصرف ينم عن ضعف رابطة دوري المحترفين أمام نفوذ بعض رؤساء الأندية، وعجزها عن فرض أنظمتها ولوائحها على الجميع دون خوف أو تردد وبكل عدل ومساواة!!.. اليوم تجني رابطة دوري المحترفين ضعف قراراتها وتجرُّؤ بعض الأندية على رفض تعاميمها عندما وصلت الأمور إلى احتكاك اللاعبين بالإداريين، كما حدث بعد نهاية مباراة النصر والفيصلي التي شهدت اتهام لاعب فريق النصر حسين عبدالغني بالبصق - أعزكم الله - على إداري فريق الفيصلي، وكاد المشهد يتحول إلى الفوضى لولا تدخل العقلاء، بعد أن اكتظت أرضية الملعب بالإداريين، وصاروا أكثر من اللاعبين، في منظر مؤسف، لا نشاهده إلا في الملاعب السعودية بكل أسف!!.. عموماً، نحن اليوم أمام قضية جديدة، بطلها حسين عبدالغني الذي يجيد لعب دور المظلوم في الكثير من القضايا، ويتقن تمثيل شخصية اللاعب البريء في العديد من المواقف، لكن هذه المرة مع إداري يتحمل الاتحاد السعودي لكرة القدم ورابطة دوري المحترفين تبعات دخوله لأرضية الملعب وما قد يحدثه هو أو غيره من فوضى وتجاوزات تجاه الحكام أو اللاعبين؛ لأن الاتحاد السعودي ورابطة المحترفين سمحوا بأن يكون صوت الأندية أعلى من صوتهم، وتساهلوا في رفض بعض الرؤساء قراراتهم؛ وبالتالي أصبحت الأغلبية لا تحترم لوائحهم وأنظمتهم!!
نقاط سريعة
* استعاد لاعب الهلال ناصر الشمراني شيئاً من هيبة كرة القدم السعودية عندما انتزع بجدارة لقب أفضل لاعب في آسيا لعام (2014)، وتوّج مسيرته الرياضية المتميزة خلال (11) عاماً بإنجاز غير مسبوق في تاريخ الرياضة السعودية؛ إذ إن ناصر الشمراني اللاعب السعودي الوحيد الذي جمع بين تحقيق لقب هداف الدوري (5) مرات وتحقيق لقب أفضل آسيوي، وهذا تفرد وتميز انفرد به وتميز به ناصر الشمراني عن البقية.
* شعرت بعد نهاية مباراة الهلال والاتحاد في الجولة الـ(10) من الدوري، التي انتهت نتيجتها (بالتعادل) السلبي، وكأن الموسم انتهى بالنسبة للهلاليين بدون بطولات، بعدما واجهه مدرب الهلال السيد ريجيكامب ولاعبوه من انتقادات انتقائية، لم تراعِ ظروف الفريق المختلفة!!..
* صحيح مدرب الهلال عليه ملاحظات فنية وتكتيكية، وينبغي أن يُنبَّه لها، ويعمل على تصحيحها، لكن ليس بهذه الطريقة من الانتقاد والاستقصاد الذي سوف يشكل ضغطاً على لاعبي الهلال، وربما يساهم في تعثر فريق الهلال في المباريات القادمة والحاسمة قبل التوقف بسبب بطولة أمم آسيا!!