ما الذي يمنع أن يكون سامي الجابر مدرباً للمنتخب السعودي؟!
دعونا نجرّب أن نمنح هذا الفتى المتوقد والمتحمس الفرصة ليبدع هذه المرة.. ولكن بشكل آخر وبظروف أخرى وإمكانيات أخرى.
لديّ شعور عميق.. أن سامي هو مدرب المرحلة الحالية وهو الأكفأ والأقدر ليتولى قيادة الأخضر.
وأقول.. إنه الأقدر.. لأن الفتى الجميل اكتسب من الخبرات الشيء الكثير وجرّب الفشل وعاش مرارة الاصطدام مع الآخرين حينما كان يدرب الفريق الهلالي.
وحاربه الكثيرون سواء هلاليين أو منافسين، كما علّمته الحياة والتنقل الشيء الكثير.
.. إذاً.. فهو المناسب والمناسب جداً لتولي المهمة الوطنية.. وأثق أنه سينجح وبامتياز لأسباب عديدة وأهمها:
- الرجل لا يملك فكراً معقداً وليس لديه صراع تصفيات حسابات مع الآخرين.
- فرصة كهذه ستجعله في تحد حقيقي مع نفسه ليقول لمن شكك به مراراً.. (ها أنا قادم).
- سامي محبوب ومقرب من جميع اللاعبين النجوم بجميع أطيافهم، وسيخلق فريقاً متنوعاً.
- الفتى الجميل (حماسي حتى الجنون) ويعشق الانتصار ولغة الفرحة.. وهو ما يحتاجه المنتخب السعودي (حالياً).
- سامي الأقرب نفسياً وسيكولوجياً للاعبي الوطن ويعرف كيف يفكرون وماذا يريدون.. وهو الأقدر على التعاطي معهم أكثر من غيره.
- صدقوني.. سامي سيشكل علامة فارقة وستثبت الأيام أنه الحلقة المفقودة التي كنا نبحث عنها. فقط يحتاج لقرار جريء وسريع من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم.
والضحية لوبيز
أختلف تماماً مع مبدأ إقالة «لوبيز» مدرب المنتخب السعودي في هذه الفترة (تحديداً).
وكان الأجدر تركه مستشاراً فنياً وإسناد المهمة التدريبية المباشرة على الأرض لـ»سامي الجابر».
إن الإقالة المباشرة ليست علاجاً منطقياً، بقدر ما هي معالجة خطأ بخطأ آخر أكثر فداحة ومرارة.
وليست المشكلة في لوبيز نفسه، فسيأتي غيره وستظل المعاناة تتفاقم طالما بقينا في نفس الفكر ونفس العقد.
أزمة المنتخب ليست فنية أو تكتيكية، وحتى لو أحضرنا كبار مدربي العالم دفعة واحدة.. فلن يضيفوا جديداً.
مشكلتنا (ببساطة) هي انعدام الروح والتشكيك والإسقاطات التي نمارسها تجاه بعضنا البعض.
- القضية ليست في إقالة مدرب وإحضار آخر.. وليست إقالة اتحاد.. أو أشخاص.
أزمتنا الحقيقية تكمن في إنماط تفكيرنا والعقد النفسية التي تسيطر علينا وأوصلت المنتخب السعودي لهذا الحال.
تخيلوا المشاهد المخجلة التي رافقت انطلاقة بطولة الخليج في الرياض وما كان يمارس إعلامياً وقضائياً بحق المنتخب السعودي.
وتخيلوا كيف كانت درجة الاحتقان البشعة التي ترزح بها الفضائيات في صراع نصراوي هلالي، انعكس على الحضور الجماهيري وانعكست على روح اللاعبين.
حتى المدرب القادم للمنتخب أو الإدارة القادمة له.. لن تنجح ولن تقدم لنا قائمة في المحافل الدولية، طالما بقينا بأنماط تفكيرنا القاصرة.. وحملات التشكيك في كل شيء حولنا.. سواء إعلاميين أو إداريين أو لاعبين أو رؤساء لجان أو حتى رؤساء أندية.
سننجح ونعود للمنصات بقوة.. ليس بتغيير مدرب أو إدارة أو إعادة تشكيل، وإنما بإعادة غربلة نفسياتنا وقناعاتنا بشعار أننا (جميعاً) نعشق هذا الوطن الكبير ونعمل جميعاً له.
المشهد النصراوي.. مجدداً
تبدو الصورة قاتمة وسوداوية في قادم الأيام لوضعية الفريق النصراوي وخاصة حينما نتحدث عن إمكانية حصوله على بطولة الدوري مجدداً.
تم تغيير المدرب وإحضار «ديسلفا» الذي لا نعلم هل كان عاطلاً عن العمل منذ أن غادر النصر لأول مرة.
وأتصور أن درجة نجاحه تبدو ضعيفة للغاية، حيث انكشف في ثاني مواجهة له أمام الفيصلي وعجز تماماً عن تفكيك الدفاع الفيصلاوي ولم يستفد من معاناة الأهلي معهم.
أدوات الحسم النصراوية تظل بين لاعبيه الأجانب، فهم من يصنع الفارق، ولا بد من الإدارة المسارعة إلى إيجاد بدلاء عن هيرمان وماركوس.
اختيارات الفريق النصراوي للاعبيه الأجانب سيئة وغير موفقة منذ سنوات.
ولا بد من إعطاء الفرصة لأعضاء الشرف الشهيرين بجلب الأجانب المتميزين.
البطولة الآسيوية (اقتربت) ولا بد من تأهب نصراوي يواكب تطلعات محبيه للمرحلة القادمة.