تونس - فرح التومي:
أعلنت الهيئة المستقلة للانتخابات أن الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية سيتم إجراؤها يوم 21 من الشهر الجاري على أن تنطلق اليوم الحملة الانتخابية للمرشحين الاثنين الباجي قائد السبسي زعيم حركة نداء تونس والمنصف المرزوقي رئيس الدولة الحالي ومرشح حزب المؤتمر. وتنتهي الحملة الدعائية يوم 19 ديسمبر ليكون يوم 20 منه يوم الصمت الانتخابي. ويأتي هذا الإعلان بعد أن أصدرت المحكمة الإدارية حكمها برفض جميع الطعون الاستئنافية التي تقدّم بها الرئيس الحالي والمرشح للانتخابات الرئاسية منصف المرزوقي بخصوص نتائج الجولة الأولى من الرئاسية.
كما أعلنت حركة النهضة عقب انتهاء اجتماع مجلس شورتها مساء الأحد، أنها قرّرت مواصلة اعتماد الموقف الذي اتخذته الحركة في الدور الأول والذي دعت فيه أبناءها وعموم الناخبين إلى انتخاب المرشّح الذي يرونه مناسباً لإنجاح التجربة الديمقراطية وتحقيق أهداف الثورة في الحريّة والديمقراطيّة والعدالة على أن تواصل المؤسسات دراسة الموضوع لتعلن الحركة موقفها النهائي خلال الأيام القادمة.
وأصيب المرشح للرئاسية المنصف المرزوقي وإطارات حملته الدعائية بخيبة أمل إثر صدور قرار شورى النهضة واعتبروا أن موقف الحركة جاء ليؤكد أن القيادات النهضوية تمد يدها بالفعل لمرشح حركة نداء تونس في مسعى لضمان تقاسم السلطة والتموقع في الحكومة الجديدة التي سيشكلها النداء مباشرة إثر التصريح بالنتائج النهائية للرئاسية.
أما الجبهة الشعبية التي لا تزال تعاني انقساماً خطيراً في صفوفها باعتبار رفض أغلبية القيادات دعم السبسي، فقد نشرت رسالة قالت بأن نشطاء في الأحزاب المكونة للجبهة وجهوها إلى قياداتها من طالبوها فيها بعدم الوقوف إلى جانب أي من المترشحين للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية.
وحذّرت الرسالة، حسب ما صرح به الناطق الرسمي للجبهة حمة الهمامي من أن دعم أحد المترشحين قد يمس من وحدة الجبهة الشعبية ويؤدي إلى فقدانها لجزء من الفئات الاجتماعية التي تساندها وأنه حري بها أن تترك لمناضليها وأنصارها الحرية في الاختيار.
وفي شأن آخر، أقرت خلية الأزمة التي يشرف عليها رئيس الحكومة وتضم وزارات الداخلية والدفاع والعدل، مزيداً من الإجراءات والخطط العملية لتدعيم حالة التأهب على الحدود التونسية الليبية وتعزيز جميع الوحدات المتمركزة بالحدود، مكبرة جهود قوات الأمن والجيش الوطنيين والديوانة التونسية ومؤكدة على مزيد التحلي باليقظة والجاهزية لأي طارئ. وأفاد وزير الدفاع غازي الجريبي أنه قد تم تقييم الخطط العسكرية والأمنية التي أقرتها خلية الأزمة في اجتماعها الأخير، مثنياً على المجهودات التي تقوم بها الوحدات العسكرية والأمنية على طول الشريط والمعابر الحدودية.
وتزداد مخاوف التونسيين من استفاقة الخلايا الإرهابية النائمة مع تأكيد رئيسة المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية والأمنية بدرة قعلول التي قالت إنها تملك معطيات جديدة حول التحركات الأخيرة لقيادات تنظيم أنصار الشريعة المحظور، تفيد بأنه في الآونة الأخيرة، وحسب تقارير استخباراتية دقيقة، كثف سيف الله بن حسين المكنى بأبي عياض من تحركاته في ليبيا ومن اتصالاته خاصة بقائد داعش أبو بكر البغدادي لإقناعه بأنه الأجدر بقيادة داعشية في شمال إفريقيا.
وصرحت قعلول أن هناك معلومات شبه مؤكدة عن استعدادات يقوم بها أبو عياض تحضيراً لعودته إلى تونس والتحاقه بكتيبة عقبة ابن نافع في جبال الشعانبي في محاولة «لترميم» البيت من الداخل وتجهيز نفسه لتولي الإمارة الداعشية الموعودة.