كتب - يوسف العتيق:
استضاف منتدى عبد الله بن عبدالمحسن الماضي الثقافي في أمسيته التي عقدت مساء السبت الماضي (14-2-1436 هـ) معالي الأستاذ/ محمد بن عبد الله الشريف، رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة»، للحديث مع ضيوف المنتدى عن الهيئة ونشاطها والتعليق على جوانب تتعلق بالهيئة وعملها، وجوانب متعددة متعلقة بالفساد والوقوف في وجهه في وطننا العزيز.
أفتتح الحديث المهندس/ عبد المحسن بن عبد الله الماضي، بمقدمة مختصرة تحدث فيها عن عدة جوانب أبرزها أن المجتمع لا زال بحاجة إلى جرعات إعلامية وتثقيفية عن الهيئة وطبيعة عملها وحدودها، كما ناقش المهندس عبدالمحسن في مقدمته موقع السعودية بين دول العالم في مؤشر محاربة الفساد الذي أعلن مؤخراً، وكيف كان وكيف أصبح الآن.. وتساءل: كيف أن النخب من المجتمع لا زالت لا تعرف مهام الهيئة وأنها جهة منظمة وليست تنفيذية، وهي مسؤولة عن التنظيم ومتابعة التطبيق والمساهمة في تشكيل وعي المجتمع تجاه الفساد والمفسدين، أما التحقيق والقبض عليهم فهذا دور جهات أخرى.
وجريا على عادة منتدى الماضي الثقافي في أن المداخلات تسبق حديث الضيف فكانت أولى المداخلات للدكتور إبراهيم البعيز الذي تحدث عن أن دور الإعلام يجب أن يكون مساندا للهيئة، كما أشار البعيز إلى أن هناك فرقا بين سوء الإدارة والفساد.
بعد ذلك تحدث الأستاذ فهد الكليب، مطالباً بضرورة أن يعرف المواطن الجهات الحكومية التي تراقب على أداء الأجهزة الحكومية وهل تنسق مع الهيئة أم لا، مثل المباحث الإدارية وهيئة التحقيق والادعاء العام وهيئة الرقابة.
ثم تحدث بعد ذلك الأستاذ خالد الوابل، مستعرضاً تجربته في محاولة الحصول على تصريح جمعية نزاهة أهلية على غرار الجمعية الأهلية لحقوق الإنسان المقابل الأهلي لهيئة حقوق الإنسان الحكومية مؤكدا أن ذلك يخدم موقع المملكة في التصنيف العالمي لمحاربة الفساد ومكافحته. وفي ختام المداخلات ألقى الشاعر سليمان العويس قصيدة شعرية عن الفساد ومحاربته. بعد ذلك أُعْطِي الحديث لضيف الأمسية معالي الأستاذ محمد الشريف، حيث استأذن الحضور في أن يتحدث عن الهيئة ونشأتها قبل التعليق على المداخلات.
فكان حديثه عن الآية الكريم: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} (77) سورة القصص.. وبين أن هذه الآية منهج حياة، وكان الحديث منصباً على أثر الفساد الكبير على سير الحياة والدول.
ثم أضاف معاليه أن هذه الهيئة أنشأها خادم الحرمين وربطها بنفسه ووضع لها ميزانية مستقلة ليكون لها الاستقلالية التامة.
وبين «الشريف» أن عمل الهيئة وصلاحيتها يحتاج إلى توضيح أكثر للمواطنين والمقيمين، مبينا أن الهيئة تتحقق من قضايا الفساد ولا تحقق فيها لأن هذا من صلاحيات جهات أخرى.
واشتكى «الشريف» من قلة عدد موظفي الهيئة قياساً بالدور المناط بهم في خدمة الدين والوطن مبينا أن التوظيف في الهيئة يخضع لشروط لا تُطْلب من طالب العمل في الدوائر الحكومية الأخرى.
وأكد أن الهيئة تستفيد من طرح وسائل الإعلام في الحديث عن الفساد في البلد، وذكر أنه يحيل الكثير من الأخبار الصحفية والمقالات المتحدثة عن الفساد إلى الموظفين المختصين في الهيئة.
كما ذكر «الشريف» أن بعض الجهات التي خاطبتها الهيئة في التحقق من بلاغات فساد لديهم لم يتجاوبوا، مما جعل الهيئة ترفع الأمر للمقام السامي الذي صدر عنه توجيهاً كريماً بسرعة الرد على خطابات الهيئة في مدة لا تتجاوز الشهر. كما أبرز «الشريف» عدداً من أشكال الفساد التي أضرت بالوطن والتنمية في الوطن مثل الواسطة التي تقدم لمن لا يستحق الوظيفة على الموظف الكفء الذي يحرم من العمل بسبب الواسطة. وأشار «الشريف» إلى شكل آخر من أشكال الفساد وهو سعي الكثير من الموظفين والموظفات لأخذ تقارير طبية تمكنهم من الحصول على الإجازة المرضية وهم لا يستحقونها مبينا أن هذا العمل صدرت فتوى بتحريمه، وأن ما يقبضه الموظف من مرتب عن هذه الأيام هو محرم شرعا.
وعن جمعيات المجتمع المدني الأهلية التي تقوم بدور أهلي في محاربة الفساد رحب «الشريف» بذلك مبينا أنها تخدم عمل الهيئة، إلا أن إعطاء التصاريح لها ليس من عمل الهيئة أو إختصاصها.
أكثر الجوانب التي شغلت الحضور مع الضيف والمداخلين هو جانب الحملة الإعلامية التي تقوم بها الهيئة في مخاطبة المواطن والمقيم، وهو موضوع يحتاج المزيد من المراجعة، فالشريف يرى أن الحملة الإعلامية جيدة، بل ذكر أنهم تعرضوا للنقد الإعلامي من أن دورهم في محاربة الفساد أهم، وأن الحديث الإعلامي والتوجيهي هو دور خطباء الجوامع والإعلاميين، في حين يرى بعض الحضور أن الهيئة لم تصل حتى الآن للنخبة بالصورة الصحيحة لطبيعة عملها.
ثم علق الدكتور علي الخشيبان عن الدور الإعلامي التوعوي، وأن دور الهيئة ركز على الجامعات، وأن هناك أكثر من (22) مركزاً للتوعية بمكافحة الفساد يقوم على إدارتها الطلبة ذاتهم.. هذا إضافة إلى أنه تم طبع أكثر من مليوني مطبوعة وُزِّعت جميعاً.