طهران - أحمد مصطفى - الجزيرة:
اعتقلت أجهزة الأمن الإيرانية عدداً من الإصلاحيين في وقت شهدت فيه جامعات إيرانية بمناسبة أسبوع الطالب حالات من الجدل السياسي وإلغاء كلمات لناشطين إصلاحيين ومحافظين بسبب اعتراضات الطلبة؛ فقد اعتقلت أجهزة الأمن ثلاثة من أعضاء حزب (نداء إيران) الإصلاحي الجديد وهم: (محسن بيكلربيكي وجاويد فخريان وسينا رحيم بور) وهم أعضاء في حزب نداء إيرانيان، وأكد شهود عيان بأن المعتقلين تم نقلهم إلى مكان مجهول. وأشار موقع نداء إيران إلى أن قيادة حزب نداء إيرانيان لم تعرف التهم التي تم على أساسها اعتقال أعضائها.
في مقابل ذلك ذكرت مصادر أصولية أن الاعتقال جاء على خلفية مشاركة هؤلاء الثلاثة في احتجاجات عام 2009 ضد انتخاب الرئيس أحمدي نجاد؛ وعبّر مؤسس حزب نداء إيران (أعلن عن تأسيسه هذا العام برئاسة محمد صادق خرازي، مستشار الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي وكان سفيراً لإيران في فرنسا وممثلها لدى منظمة الأمم المتحدة عن عدم معرفته بأسباب الاعتقال؛ للمشاركة في انتخابات عام2016).
وشهدت جامعة الحرة بمدينة مشهد شمال شرق إيران اعتداء على ابنة هاشمي رفسنجاني (فائزة رفسنجاني) بسبب مشاركتها في مراسيم يوم الطالب حيث وجهت لها دعوة لحضور الجامعة من قبل الاتحادات الإصلاحية؛ لكن شهود عيان أكدوا بأن البسيج قام بتخريب مكان الاحتفال ورددوا شعارات تسيء إلى رفسنجاني، مؤكدين بأن هذا النظام ليس لأبناء رفسنجاني).
وكانت صحف أصولية قد انتقدت أمس الأربعاء الرئيس حسن روحاني بسبب تصريحاته ضد المحافظين خصوم حكومته حيث وصفهم في كلماته المتعددة بأوصاف (الأقلية) و(الجبناء) و(الأطفال)، وقال النائب المحافظ إسماعيل كوثري: لا ينبغي للرئيس روحاني استخدام تلك الأوصاف ويجب عليه دراسة كلمته قبل إلقائها؛ وتتهم حكومة روحاني الأصوليين بتخريب المشاريع الحكومية والسعي للإبقاء على العقوبات لتأمين مصالحهم كما اتهم روحاني أمس الثلاثاء المحافظين بالاعتداء على بيت المال عبر سرقات كبرى لم تشهدها إيران في ظل حكومة الرئيس الأسبق أحمدي نجاد، وقد كشف أمس عن عملية اختلاس بمبلغ 12 تريليون تومان، أي ما يعادل 4.21 مليارات دولار تقريباً، حسب سعر الصرف الرسمي الحالي، وهي العملية التي طالت أحد المصارف الإيرانية، بعد ما حصل مسؤولون فيه على سندات وائتمانات مصرفية بشكل تدريجي وبمبالغ مختلفة، كان أعلاها 24.5 مليون دولار، وهو ما أدى إلى تضاعف المبلغ مع مرور الوقت.
وقال مدير المصرف المركزي، ولي الله سيف، في مؤتمر صحافي أمس، إن هذه العملية التي بدأت عام 2006 استمرت ست سنوات، ولكن تم كشفها العام الماضي فقط، إلا أن السلطات قررت عدم الكشف عن الأمر للعلن حتى معرفة ملابسات عملية الفساد هذه.
وقال إن السلطات ألقت القبض أخيراً على أحد المتهمين، فيما يستمر التحقيق مع آخرين مشتبه بهم.. وهذه ليست عملية الاختلاس الأولى من نوعها في إيران، إذ إن الكشف عن قضايا فساد مشابهة تضاعف خلال العامين الماضيين، وتم توجيه اتهامات لبعض المسؤولين بارتكابها.
من جهته، أعرب رئيس السلطة القضائية، أملي لاريجاني، أن القضاء لا يزال يتابع قضية الاختلاس التي كشف عنها قبل ثلاثة أعوام تقريباً وطالت عدة مصارف في البلاد، مشيراً إلى إلقاء القبض على مجموعة من المتهمين دون أن تستطيع الشرطة الوصول إلى المتهم الأساس في هذه الجريمة التي حصل منفذوها على مبلغ ثلاثة مليارات دولار.