كراكاس - رويترز:
صبَّ الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو جام غضبه ليل أول أمس الثلاثاء على مجلس الشيوخ الأمريكي لموافقته على مشروع قانون من شأنه أن يفرض عقوبات على مسؤولي الحكومة الذين انتهكوا حقوق المحتجين أثناء مظاهرات شهدتها فنزويلا في وقت سابق هذا العام. وقال مادورو بلهجة عاصفة «من هو مجلس الشيوخ الأمريكي حتى يأتي ليعاقب أمة بوليفار»، في إشارة الى سيمون بوليفار بطل معركة استقلال فنزويلا في القرن التاسع عشر. وأضاف قائلاً وسط هتافات إعجاب من الحاضرين ومن بينهم دييجو مارادونا أسطورة كرة القدم الأرجنتيني «إننا لا نقبل هذه العقوبات الأمبريالية الصفيقة.» ويستهدف مشروع القانون مسؤولين تورطورا فيما تعتبره واشنطن حملة لقمع الخصوم السياسيين أثناء مظاهرات في الشوارع استمرت ثلاثة أشهر للاحتجاج على تفشي الجريمة وتدني الاقتصاد، توفي خلالها 43 شخصاً من المحتجين والشرطة. ويقول مادورو إن الاضطرابات كانت جزءاً من محاولة أوسع دعمتها الولايات المتحدة للإطاحة به. ويحتاج المشروع إلى موافقة مجلس النواب الأمريكي وتوقيع الرئيس باراك أوباما ليصبح قانوناً. وإتهم مادورو مجدداً السفارة الأمريكية في كراكاس بالتدخل في الشؤون الداخلية لفنزويلا قائلاً: إن لديه «تسجيلات» تظهر أنها تسعى لإفساد مسؤولين بالحكومة. وقال «هم اشتروا بعض الناس ليقولوا إنهم (تشافيزيون) أو لاستخدام وضعهم كتشافيزيين لتسديد خنجر إلى ظهر الشعب.. لخيانة الشعب .. لارتداء قميص أحمر في محاولة تقسيم القوى الثورية»، في إشارة إلى الحركة التي أنشأها الرئيس الفنزويلي الراحل هوجو تشافيز والتي اشتهر أعضاؤها بارتداء القمصان الحمراء. ورغم أن مادورو كثيراً ما يهاجم خصمه الأيدلوجي الولايات المتحدة إلا أن البلد العضو بمنظمة أوبك يواصل شحن كميات كبيرة من النفط الخام إلى جاره الشمالي. ويقول منتقدون لتشافيز إنه يهاجم الولايات المتحدة لصرف اهتمام الفنزويليين عن الأزمة الاقتصادية المستفحلة في البلد الذي يعاني ضائقة مالية.