الجزيرة - عبد الله الهاجري:
استبعد الممثل أسعد الزهراني أي رسائل يقدمها منسوبو الفن السعودي أو الخليجي وحتى العربي للجمهور والمتابعين، معتبرًا أن من يقول بأن لديه رسالة «كلام فاضي» مطالبًا من يقول بأن لديه رسالة فلينظر لوضعه داخل الوسط أو خارجه حيث سنجد شتان كبير وواضح بين الوضعين، مؤكدًا أنه دخل للفن للاسترزاق وإضحاك المشاهدين، مستدركًا أنه فعلاً تمكن من خلال الفن من تكوين رزق ودخل كبير.
وقال الزهراني خلال حضوره للعاصمة القطرية الدوحة كضيف شرف في مهرجان «أجيال» السينمائي الثاني، الذي اختتمت فعالياته أخيرًا بأن الدراما الخليجية اليوم والكويتية على وجه الخصوص تعيش نوعًا من «العبث» الذي جعله يرفض العمل في عدد من الأعمال التي عرضت عليه، حيث يقتصر حاليًا على مسلسل «واي فاي» الذي يحاول من خلاله تقديم نوع من الكوميديا للجمهور، رافضًا في الوقت نفسه أن يكون لهذا العمل رسالة فنية واضحة لأن ليس هناك فنان لديه رسالة وكل ما في الأمر، حسب تعبيره، لا يعدو أن يكون نوعًا من الرغبة في الاستهلاك الإعلامي والإسفاف الذي أصبح يملأ اليوم الشاشة الصغيرة التي تدخل إلى كل البيوت في وقت يحرص فيه على احترام هذا المشاهد، وهو ما دفعه إلى رفض الكثير من الأعمال التي عرضت عليه التي كان بالإمكان أن يجني منها الملايين لو أراد.
وتابع قائلاً: «أنا رجل صريح لأبعد الحدود، لا أحب اللف والدوران لذلك عندما يقول الفنانون بأن الفن رسالة، فأنا أقول، لا توجد رسالة أقولها وأنا صادق، لأن البعض لا يراعون الله فيما يقدمونه، وما يفعلونه دون احترام للمشاهد ولجماهيره».
واستعاد الزهراني الذي كان يتحدث في لقاء مع إعلاميي المهرجان ذكريات دخوله المجال الفني على يد الراحل بكر الشدي في تسعينيات القرن الماضي وكيف اجتاز امتحان اللجنة ليدخل إلى خانة التهميش قبل أن يعتمد على إمكاناته الذاتية من أجل البروز، مشيرًا إلى أنه وكباقي الفنانين في السعودية يعاني من غياب الدعم الرسمي للفنان سواء من طرف وزارة الإعلام أو جمعية الثقافة والفنون التي تتلقى دعمًا من الدولة، ويتم صرفه في التكريمات والأنشطة الجانبية التي لا يمكنها أن ترقى بالفن والفنان السعودي.
وشدد الزهراني على أن التجارب السينمائية الناجحة التي عرفتها السينما السعودية ترجع إلى الرأسمال الخاص الذي خاض غمار هذه التجارب في غياب الاهتمام الحكومي الرسمي، علمًا أن فلسطين التي ترزح تحت الاحتلال الإسرائيلي نجحت في تقديم عدد من التجارب السينمائية كان آخرها فيلم افتتاح مهرجان «أجيال» الذي يعبر عن وجود سينما في فلسطين، وبالرغم من ذلك عاد أسعد الزهراني ليقول: إن هناك فسحة أمل اليوم في السعودية من خلال وجود دراسة لدى الحكومة من أجل إنشاء المسارح ودور السينما حتى لا يضطر المشاهد السعودي للذهاب إلى الخارج من أجل مشاهدة أفلام سعودية كما يحدث اليوم.
وعن عمل «واي فاي» بمواسمه الثلاثة، عبر الزهراني الذي يعد حاليًا من أهم الأسماء الكوميدية في السعودية بأنه سعيد بنجاح «واي فاي»، وأضاف: «واي فاي» دخل جميع البيوت العربية ونجح لأن أداء المشاركين فيه صادقًا، مؤكدًا أن هذا سبب استمرار «واي فاي» الذي ربما يكون له جزء رابع في شهر رمضان المقبل ولكن حتى هذه اللحظة لم يبلغ بأي شيء ـ حسب قوله، موضحًا أنه عدم التعاون مع الفنان داود حسين في الجزءين الثاني والثالث لعدم استفادة إدارة البرنامج منه، مؤكدًا أنه ليس بينه وبين الفنان حسن البلام إلا الاحترام.
وبخصوص الخطوط الحمراء التي يضعها في أي عمل يشارك فيه، قال: إنه يرفض الحديث في السياسة لأنه فنان مهمته تتمثل في إدخال البهجة والسرور إلى النفوس وأيضًا الحديث في الدين مهما كانت الظروف، فضلاً عن التدخل أو انتقاد العمل الذي تقوم به الحكومة، مشيرًا إلى أن هذه الخطوط هي التي قربته من الجمهور وجعلته يكون ثروة من الفن الذي يعد مصدر رزقه الوحيد؛ لأنه لم يخجل مما يقوم به ولن يكون كاذبًا ويقول: إن الفن لم يعطه أي شيء.
وكشف الزهراني خلال اللقاء عن أجندته القادمة، حيث أكد عن استمراره في تقديم موسم جديد من مسلسل «واي فاي» على mbc بعد نجاح المواسم السابقة في حال تمت الموافقة عليها، إلى جانب استعداده لتقديم عمل برفقة الفنان ناصر القصبي؛ حيث يوجد العمل محل دراسة هذا إلى جانب أعمال أخرى عرضت عليه من قنوات روتانا خليجية وأبوظبي والقناة السعودية الأولى، وبأن جميع تلك الأعمال تحت الدراسة.