تونس - فرح التومي:
يبدو ان شهية الإدلاء بتصريحات استفزازية مثيرة للجدل اصابت حمادي الجبالي القيادي في حركة النهضة ورئيس حكومة الترويكا الأولى، فبعد أن تخلص من عباءة الحركة باستقالته منها، عاد الجبالي للأضواء من جديد، حيث حذر في مداخلة تلفزية مباشرة من هيمنة الحزب الواحد ،مشيرا إلى أن مسألة الانتخابات ليست قضية أسماء بل قضية توازن في مرحلة حساسة من انتقال تونس الديمقراطي.
واوضح الجبالي أن «هيمنة الحزب الواحد تعتبر خطرا على البلاد والحريات والديمقراطية التي اكتسبتها البلاد و القضية ليست قضية أسماء بل قضية توازن خاصة في هذه المرحلة الحساسة التي تمرّ بها البلاد».
وفي سياق متّصل ،أشار الجبالي إلى أن حركة النهضة ستتشبث بالحياد بخصوص دعمها لأحد المترشّحين للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية ،معتبرا ذلك لا يضمن بأي حال من الأحوال التوازن التي ما تزال تعيش على وقع الانتقال الديمقراطي ولا يجب تسليم كل السلطة لحزب واحد.
وكانت حركة النهضة وفي تعقيبها على موقف الجبهة الشعبية الأخير بشأن الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، نفت ما أسمته ادعاء الجبهة بان» للحركة مرشح فعلي للرئاسية «مضيفة أنّها اختارت الحياد وفوضت لأبنائها وأنصارها حرية الاختيار وقد استفاد مرشحون كثيرون من أصوات أنصار النهضة في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية رغم الميل للتصويت لأحد المرشحين.
وبعيدا عن لغة التصريحات المتشنجة للمترشحين المنصف المرزوقي والباجي قائد السبسي للدور الثاني من الرئاسية، طفت على سطح الأحداث في تونس اشارات واضحة لتوتر اصاب حركة النهضة وحركة نداء تونس من الداخل يؤشر لتصدع خطير يتهدد اكبر حزبين في المشهد السياسي المحلي، الى جانب ما تعانيه الجبهة الشعبية اليسارية من انشقاق مكشوف بسبب انقسام قياداتها بشأن موقفها الرسمي من المترشحين وايهما اجدر بالدعم الجبهوي.
فالمراقبون الذين المحوا خلال الفترة القليلة الماضية الى اختلاف في الرؤى صلب حركة النهضة، اضحوا اليوم متأكدين بان شرخا ضرب وحدة الحركة برزت تداعياته من خلال استقالة حمادي الجبالي وارتياح قادة نهضويين الى هذا القرار الذي لا يخدم الحركة في هذا الظرف الحرج من المسار الانتقالي.
فاستقالة الجبالي احد مؤسسي الحركة سنوات الجمر، دليل قاطع على ان وهنا اصاب علاقة القيادات النهضوية العليا مرده اختلاف عميق في وجهات النظر حول قضايا استراتيجية، تدعيم المرزوقي نموذجا.
فيما تسيطر حالة من التململ العميق صفوف القاعدة الشبابية النهضوية العريضة على خلفية اتهامها لزعيم الحركة الشيخ راشد الغنوشي بمسؤوليته في عودة رموز النظام السابق الى الساحة السياسية على ضوء تمسكه بإسقاط قانون العزل السياسي.
اما حركة نداء تونس التي تعتبر فسيفساء غير متناسقة من التيارات غير المتالفة من يساريين ونقابيين وقدماء المتنمين الى حزب التجمع المنحل ولفيف من الدساترة، فتكاد تعصف بوحدتهم الكرتونية مطامع السلطة وحربهم الداخلية بشان تقاسم كعكة الحكم ومطالبة كل شق باحقيته في الحصول على حقائب وزارية في الحكومة التي يستعد النداء لتشكيلها اثر الانتخابات الرئاسية.