طهران - أحمد مصطفى - الجزيرة:
يجتمع الوفد الإيراني النووي مع نظيره الأمريكي في جنيف يومي 15 و16 ديسمبر الحالي تمهيدًا للجولة النووية يوم 17 ديسمبر وقد أوضح خبراء ايرانيون لـ(الجزيرة) أن جولة المباحثات المقبلة ستكون مهمة وثمينة للإيرانيين لأن كل شيء قد اتفقت عليه الأطراف وأن الجانب الأمريكي كان من أهم الأطراف التي تدعو للاتفاق مع طهران للفوز بالمشروعات التجارية والنفطية في إيران.
وأضاف محمد زارعي أن فرنسا تعيش خلافًا مع واشنطن بسبب الهرولة نحو طهران. وتابع أن حكومة أوباما يريدون الفوز في الاتفاق النووي لاستثماره في الدعاية الانتخابية وفي هذا الصدد يتوجه الفريق النووي الإيراني المفاوض برئاسة عباس عراقجي ومجيد تخت روانجي مساعدي وزير الخارجية إلى العاصمة السويسرية جنيف اليوم الاثنين لعقد جولة جديدة من المفاوضات النووية مع مجموعة 5+1، في المرحلة الجديدة من تمديد فترة المفاوضات لمدة 7 أشهر. وستعقد هذه الجولة من المفاوضات في 17 ديسمبر في جنيف على مستوى مساعدي وزراء الخارجية.
وكان كبير المفاوضيين الإيرانيين عباس عراقجي قد صرح للصحفيين الأحد أن المفاوضات النووية ستجرى على مستوى المساعدين تسبقها محادثات ثنائية قبل يومين بين إيران وأمريكا.
وصرح عراقجي أن الفريق النووي الإيراني المفاوض سيجري مفاوضات ثنائية مع الوفد الأميري وباقي الوفود في مجموعة 5+1 لبحث الموضوعات الخلافية. وتتمحور الخلافات الأساسية بين إيران والسداسية الدولية حول الفترة الزمنية للاتفاق النهائي وحجم تخصيب اليورانيوم وكيفية إلغاء العقوبات ضد ايران.
وأعرب مسؤول الطاقة النووية الإيرانية علي أكبر صالحي عن تفاؤله في أن تسفر المفاوضات بين إيران ومجموعة 5+1 عن نتائج إيجابية، معتبرًا أن المواقف بين الجانبين أصبحت قريبة جدا، لكنّ هناك ضغوطًا خاصة من جانب اللوبي الصهيوني والكيان الإسرائيلي لمنع التوصل إلى اتفاق، واستمرار الضغوط على إيران.
وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية على أكبر صالحي للصحفيين: لم يبق من سبيل إلا التفاهم، والطرفان يجب أن يتوصلا إلى اتفاق، ولذلك فإني متفائل بالتوصل إلى اتفاق، لأنه إذا ما حصل أي شيء آخر فإن ذلك لن يكون لصالح أحد.
وأضاف أن إيران أبدت خلال هذه الفترة حكمة سياسية وعقلائية، وذلك بعكس ما كانوا يروجون له في العالم من أننا لا نريد التفاوض، وأننا نعاند.
وأكد صالحي: أبدينا مرونة قدر استطاعتنا، والرأي العام العالمي أصبح على بينة من موقفنا وإجراءاتنا، وإذا ما قدر إلا نتوصل إلى اتفاق، فالكل يعلم من هو المسبب، وهذا أقل ما استفدناه من المفاوضات النووية حتى الآن، حيث أتممنا الحجة، على أننا مضينا في كل السبل التي يمكن أن توصل إلى اتفاق، لكن الجانب الآخر لم يكن مستعدًا لذلك.
ونوّه رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية على أكبر صالحي إلى حضور مندوبين عن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في الفريق المفاوض، وأضاف: موضوعات مصنع الماء الثقيل، ومفاعل فوردو، والتخصيب، والحظر، اقتربنا فيها من بعضنا، وفي بعض الموضوعات تم إغلاق الملفات والانتهاء منها.
وأوضح صالحي: لقد اقتربنا من الناحية الفنية، ومن ثم الحقوقية، وبقي أن تكون هناك إرادة، إن وجدت لدى الجانب الآخر فإن إمكانية التوصل إلى اتفاق تكون كبيرة جدًا، وإلا فإن المشكلة ستكون من الجانب الآخر، لأننا نملك الإرادة اللازمة لذلك، ودخلنا المفاوضات منذ اليوم الأول بهدف التوصل إلى اتفاق، ولا نريد المفاوضات من أجل التفاوض فقط.
وأشار رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي إلى أن هناك ضغوطًا على الحكومة الأمريكية، وأن أوباما وكيري يرغبان في حل هذه القضية، لكن هناك من لا يرغب في ذلك، منوهًا إلى أن حل هذه القضية سيكون مكسبًا كبيرًا لأوباما، وسيجعله من الرؤساء الأمريكيين المتميزين.
وأشار رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي إلى أن إيران ستواصل مسيرتها بحسب مصالحها وحاجاتها إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع الغرب، وهذا ما ينص عليه اتفاق جنيف، وفي حينها سنتخذ القرار المناسب.