ترى هل كان يدور بخلد الرئيس باراك أوباما، عندما كان يسير بخيلاء، مع زوجته الفارعة الطول، ميشيل، في شارع بنسلفانيا افينيو، بعد انتخابه لرئاسة الإمبراطورية الأمريكية، في عام 2008، أن المطاف سينتهي به على ما هو عليه اليوم، كرئيس فقد معظم قاعدته الشعبية داخل أمريكا، وفقد احترام كثير من حلفاء الولايات المتحدة التاريخيين، ولم يستطع، حتى الآن على الأقل، أن يسجل إنجازاً واحداً يفخر به كرئيس، بل إنه رسخ في ذاكرة الناس، داخل الولايات المتحدة وخارجها، أنه رئيس ضعيف، ومتذبذب، غير قادر على اتخاذ القرارات المصيرية، وهو الأمر الذي أثر على سمعة الولايات المتحدة، كقائدة للعالم الحر، وهذا ليس بالأمر الهين على الشعب الأمريكي، الذي تعود على العيش في كنف سيدة العالم بلا منازع، وذلك منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
واستلهاما لمقولة الإمام علي، رضي الله عنه: «إذ أقبلت الدنيا على أحد، منحته محاسن غيره، وإذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه»، فإنه يبدو أن الدنيا قد أدبرت عن أوباما، وتوالت عليه النكبات، فلم يبق من رجاله المخلصين إلا وزير الخارجية الحالي، جون كيري، وربما أن هذا بسبب أن كيري يشبه أوباما من وجوه عدة، فقد كان كيري، ولا يزال، يتهم بأنه ضعيف، ومترف فاحش الثراء، وقد كان لهذا دور في خسارته للانتخابات الرئاسية، أمام جورج بوش الابن، في 2004، مع أن الأخير كان في أسوأ حالاته حينها، بعد تفاقم تبعات احتلال العراق، ومن يعلم فلربما نفاجأ بما هو أسوأ من ذلك خلال الفترة القادمة، وزيادة في المصائب المتراكمة على أوباما، فقد قالت الجمهورية، اليزابيث لوتين، في إشارة عنصرية وقحة: «إن ابنتي أوباما الأثيرتين لا تحسنان اختيار ملابسهما جيداً!!»، وهذا أمر مؤذ لأي إِنسان، ناهيك عمن هو في منصب، وشهرة باراك أوباما!.
قبل فترة، وفي محاولة منه لاستعادة شعبيته المفقودة، فاجأ أوباما المشاهدين في برنامج الكوميدي الشهير، ستيفن قيلبورت، وقد استخدم الرئيس كل مهاراته اللغوية، وما تبقى له من كاريزما، وموهبة كوميدية راقية، ومع ذلك فقد بدا منكسرا، وأكبر من عمره الحقيقي بكثير، وقد جامله الجمهور كثيرا، وتفاعل معه، ولكن كان واضحاً أنه لم يعد ذلك الفتى الأسمر، صاحب الأذنين الكبيرتين، الذي افتتن به العالم أجمع، قبل ست سنوات فقط، ومع كل ذلك يحسن، من باب الإنصاف، أن نؤكد على أن خصوم أوباما الجمهوريين، والإعلام اليميني المتطرف، مثل قناة فوكس، قد ساهموا في الحال التي وصل إليها أوباما، وذلك بسبب لون بشرته، مع أنه كان بإمكانه أن يرد لهم الصاع صاعين، من خلال أدائه، لكنه لم يفعل، ولا يلوح في الأفق ما يشير إلى أن أوباما سيحقق إنجازا كبيرا، فرهانه على احتواء إيران، يشبه الرهان على سراب، وربما أن المفاجآت الأسوأ له لم تأت بعد!!.