يتوقع الكثيرون ممن عاصروا مرحلة الوزير غازي القصيبي رحمه الله، وممن تناول تجربته الإدارية والأدبية بالتحليل، أن هناك أسباباً غير معروفة، كانت وراء الحملة المضادة عليه في الثمانينيات والتسعينيات.. وأنحى البعض باللائمة على القصيبي نفسه، والذي كان يهرول أكثر من اللازم للإعلام، متناسياً أنه سلاح ذو حدين، مما سبّب تعثره في منتصف الطريق، بعد أن تم استخدام هرولته ضده، في الحرب القائمة عليه.
هل سيختلف الوضع اليوم، بعد تطور الوسائل الإعلامية، وبعد أن صار الإعلام الجديد غير الخاضع للرقابة، هو سيد الموقف؟!.. هل سيكون الوضع أفضل، أم أسوأ؟! هل سيقطع الإعلام الجديد الطريق على من يحاولون التشكيك بالمخلصين، أم أنه سيمنح المشككين مساحات أوسع للتشكيك؟!.. تعالوا لنقرأ المشهد الإعلامي الراهن؛ مَنْ هم النجوم المسيطرون على البرامج التلفزيونية الفضائية وقنوات اليوتيوب؟!.. مَنْ هم النجوم المؤثرون في تويتر؟!.. وبناءً على هذه القراءة، من الممكن أن نقيّم كيف يمكن للمخلصين أن يتواجدوا بشكل مؤثر، وكيف يمكن لرسالاتهم الشريفة أن تصل، دون أن يتم تشويهها؟!.. وبذلك، سنستطيع أن نحكم إلى أية درجة يجب أن نتخذ الحذر والحيطة أثناء تعاملنا مع الوسائل الإعلامية.
ولا بأس أن نستعيد القصص القديمة لضحايا الإعلام، وأن نمزجها بالقصص المعاصرة، لنخلص إلى مزيج مفيد ومغذٍ ومليء بالعناصر الحيوية التي قد تبعث النشاط والصحة واللياقة لكل نجم من النجوم الصادقين والمخلصين والغيورين على وطنهم ومجتمعهم.