الشاعر الحقيقي صاحب التجربة المتبلورة تماماً تقع عليه مسؤولية متنوعة الأوجه تجاه قصيدته، منها ما هو «ديني» يخص ما حددته ضوابط مصادر التشريع الإسلامي، ومنها ما هو «وطني» تجاه ولاة الأمر والوطن واللحمة الوطنية، ومنها ما هو «أخلاقي» يتعلق بمكارم الأخلاق التي بُعث الرسول - صلى الله عليه وسلَّم - متمماً لها كما جاء في الأثر، ومنها ما هو اجتماعي يحث الشاعر من خلاله على الفضيلة، ويُعلي من شأن العادات والتقاليد الحميدة، وفي المقابل يرصد ويعالج كل سلبية اجتماعية بحكمة وشمولية في نصه، ومنها ما هو «إِنساني» يؤدي إلى صقل جانب الإحساس العالي في المتلقي تجاه كل من يحتاج دعمه ومحبته في الله، بإِنسانية عالية وتآخٍ كأصحاب الاحتياجات الخاصة ومن في حكمهم، والأمثلة السابقة على سبيل المثال لا الحصر، لأن الملاحظ في الآونة الأخيرة توغُّل الكثير من الشعراء في الذاتية وهذا ما لا يجب، فالشاعر ليس كغيره وتحديداً في جانب - التأثر والتأثير - مع ملاحظة ما يُميِّز الشاعر السعودي عن الآخرين لكل الأسباب الإيجابية مجتمعة منذ طفولته حتى كهولته، بداية من تنشئته وبيئته التي لها خصوصيتها وتعليمه حتى انطلاقه في دروب رزقه وحياته بعد ذلك، كل هذه المراحل ملازمة لفطرته الإسلامية ووطنيته المُشرِّفة وعادات مجتمعه الفاضلة.
وقفة للأمير الشاعر خالد الفيصل:
الطّيب كايد والمناعير تقواه
والهون هيِّن تدنع النفس وتهون
ناسٍ على كسب المراجل مضرّاه
وناسٍ على كسب الفشيله يضرّون
هذا على وضح النقا كل ممشاه
وهذا إلى شافوه ربعه يصدّون
لا تامن الخوَّان لو زخرف حكاه
من خان بك مرّه يبي باكر يخون
وافطن ترى زول الرجاجيل توّاه
كم واحدٍ يعجبك زوله وهو دون