الجزيرة - منيرة ناصر آل سليمان:
في الوقت الذي تواصل فيه مملكتنا تقدمها في مؤشر مدركات الفساد والذي تصدره المنظمة الدولية للشفافية تتظافر الجهود في علاقة تكاملية بين جهات حكومية لمزيد من مكافحة الفساد وتعميق مفهوم النزاهة، وتجيء الشراكة بين وزارة التربية والتعليم والجهات ذات العلاقة وبخاصة الهيئة الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد (نزاهة) وهيئة الرقابة والتحقيق كتجربة جيدة ومؤثرة كون وزارة التربية والتعليم من أكبر الوزارات من حيث عدد منسوبيها، ومسؤوليتها الكبيرة في تربية النشء، مما يعمق الحاجة لكل ما يعزز الوعي بالنزاهة لدى منسوبيها (معلمين وموظفين وطلاباً).
وقد خطت وزارة التربية والتعليم خطوات لافتة في مكافحة الفساد ونشر ثقافة النزاهة لدى منسوبيها لعل أبرزها الخطوة التي اتخذها صاحب السمو الملكي وزير التربية التعليم بتشكيل فريق عمل من الوزارة باسم (نزاهة) بالشراكة مع الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والتي تحدث عنها مدير عام المتابعة بوزارة التربية والتعليم الأستاذ يوسف العمران قائلاً: إن الخطوة التي اتخذها صاحب السمو وزير التربية التعليم بتشكيل فريق عمل من الوزارة باسم (نزاهة) بالشراكة مع الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد تمثل قمة الشفافية والحرص من سمو الوزير على التكامل بين الوزارة والجهات الحكومية على اجتثاث الفساد، وحفظ الحقوق وقد تم إعداد خطة إستراتيجية بالشراكة مع أعضاء نزاهة لتعزيز قيم النزاهة، ومفهوم الشفافية لدى منسوبي التعليم العام، والإشراف على تنفيذ وتطبيق الأنشطة والفعاليات المشتركة في إدارات التربية والتعليم وفق جدول زمني يستهدف جميع مناطق ومحافظات المملكة العربية السعودية، مبيناً أن الوزارة حددت الإدارات المعنية ذات الدور الأكبر في التوعية بالنزاهة.. وأوضح أن الوزارة والهيئة تعملان على إعداد وتصميم برنامج توعوي شامل وتتولى اللجنة المشتركة بين الوزارة ونزاهة الإشراف على تنفيذه، كما أشار إلى أن البرامج والأنشطة المقدمة من اللجنة المشتركة «لجنة نزاهة» تستهدف الطلبة والهيئة الإدارية والإشرافية للطلاب.
وعن دور هيئة مكافحة الفساد في هذه الشراكة تحدث الأستاذ محمد بن منصور بن لؤي مدير إدراة الندوات والمؤتمرات في نزاهة عن تلك الشراكة قائلاً: انطلاقاً من الإستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد التي تنص على تحقيق التعاون مع الأجهزة الحكومية عامة والتعليمية على وجه الخصوص فإن نزاهة تتعاون مع وزارة التربية والتعليم, للعمل على وضع مفردات عن تعزيز النزاهة وتنميتها ومكافحة الفساد في المناهج التعليمية، وقيام نزاهة بتنفيذ ورش عمل بإدارات التربية والتعليم لتعزيز قيم النزاهة والتوعية بها.
وأثمر هذا التعاون بين نزاهة ووزارة التربية والتعليم بصدور قرار سمو وزير التربية والتعليم بتشكيل (لجنة النزاهة) بالوزارة للعمل على إعداد خطط وبرامج متكاملة ومتنوعة عن حماية النزاهة ومكافحة الفساد يتم تنفيذها داخل المؤسسات التعليمية بمختلف مراحلها, كما تساهم الوزارة في البرامج والأنشطة المختلفة التي تقيمها نزاهة ومنها الاحتفاء باليوم الدولي لمكافحة الفساد الذي يوافق 9 ديسمبر من كل عام, كما تعمل نزاهة مع الوزارة ممثلة بالجمعية السعودية للكشافة وذلك من خلال توزيع إصدارات الهيئة المختلفة, ووضع شارة نزاهة ضمن شارات الكشافة داعياً الله تعالى أن يحقق هذا التعاون الأهداف المرجوة منه.
فيما شددت الأستاذة عواطف العتيبي (مدير إدارة المتابعة النسائية بوزارة التربية والتعليم) على أهمية تلك الشراكة قائلة: العلاقة بين الوزارة ومكافحة الفساد هي علاقة تكاملية فنحن نعمل ضمن إطار واحد لتحقيق هدف مشترك وهو القضاء على الفساد وذلك تنفيذا لتوجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو وزير التربيه والتعليم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل والذي يؤكد دائماً على أهمية تطبيق النظام ومحاسبة المقصرين وعدم التهاون في تنفيذ العقوبات على المخالفين.
وعن آلية الشراكة مع نزاهة قالت العتيبي: تسعى إدارة المتابعه لعقد شراكات مجتمعيه مع الجهات ذات العلاقة من منطلق العمل التعاوني بينهما من خلال تنظيم اللقاءات وإقامة الندوات وإعداد الأدلة الإرشادية في إطار التعاون المشترك للعمل على توعية الموظفين وتنمية مفهوم الرقابة الذاتيه لديهم، ويأتي ذلك ضمن الأدوار الوقائية قبل إرساء المحاسبية، وبما يلبي تطلعات قادتنا، بأن نكون أحد العناصر الفاعلة والمساهمة في الجوانب التنموية لبلادنا.
وقدمت شكرها لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل لحرصه الدائم واهتمامه بكل ما من شأنه أن يضيف لنا ويعمل على تطوير وجودة الأداء العام سائلة الله العلي القدير أن نحقق الأهداف المرجوة وفق ما هو مخطط له.
وحول أوجه التعاون بين وزارة التربية والتعليم وهيئة الرقابة والتحقيق في مكافحة الفساد أشار مدير عام الإدارة العامة للمتابعة والبحوث المتحدث الرسمي لهيئة الرقابة والتحقيق الأستاذ عبدالعزيز بن محمد المجلي إلى وجود تنسيق متكامل بين وزارة التربية والتعليم وهيئة الرقابة والتحقيق وذلك من خلال اجتماعات تعقد بين كبار المسؤولين في الجهتين ومن خلال إدارات التربية والتعليم في كافة مناطق ومحافظات المملكة وبين فروع الهيئة في المناطق والمحافظات البالغ عددها 26 فرعاً، كما يوجد تنسيق بين وكالة الرقابة بالجهاز الرئيسي بالهيئة والإدارة العامة للمتابعة بالوزارة.
وتابع المجلي مبيناً أبرز الأعمال الميدانية التي تضطلع بها الهيئة: تقوم الهيئة بتنفيذ عدد من الجولات الرقابية لمتابعة الأداء في عدد من الجهات التعليمية والمدارس الحكومية التابعة لوزارة التربية والتعليم (بنين وبنات) وكذلك القطاعات الأهلية (المدارس الأهلية التي تشرف عليها الوزارة) والقيام بجولات ميدانية على المباني المستأجرة للتأكد من سلامتها كما تقوم الهيئة بتنفيذ عدد من البرامج الرقابية على تلك الجهات.
وفي سؤال عن الإجراءات المتخذة عادة حين اكتشاف قصور ما، أجاب المجلي: في الحالات التي يظهر فيها قصور في الآداء يتم إبلاغ الوزارة عنها وتقوم الوزارة باتخاذ الإجراءات المناسبة لتلافي ماوقفت عليه الهيئة من ملحوظات ويتم إفادة الهيئة بما تتخذه الوزارة في هذا الشأن وقد حقق ذلك السرعة في تلافي الملاحظات والعمل على معالجتها في حينها بما يساعد على رفع مستوى الأداء في تلك القطاعات العامة.
كما تحدث المستشار القانوني بالإدارة العامة للشئون القانونية بوزارة التربية والتعليم الأستاذ فايز منصور العنزي عن دور الإدارة العامة للشئون القانونية بالوزارة قائلاً: للإدارة العامة للشئون القانونية في جهاز الوزارة دور في ترسيخ مفاهيم النزاهة ومكافحة الفساد من خلال تطبيق الأنظمة واللوائح والتعاميم ومحاسبة المقصر مرتكب المخالفة ودراسة القضايا والتظلمات ومراجعة مشاريع الأنظمة واللوائح والترافع في الدعاوى المقامة من أو على الوزارة، ويتم إحالة بعض المخالفات لجهات الاختصاص خارج الوزارة في حال أن معالجة هذه المخالفة من اختصاص جهات أخرى مثل هيئة التحقيق والادعاء العام وعن إيجابيات ذلك تابع العنزي: إن قيام الإدارة العامة للشئون القانونية بتطبيق الأنظمة واللوائح هو تحقيق لمبدأ العدل والشفافية وترسيخ لمفاهيم النزاهة ومكافحة الفساد والتي هي تنفيذاً لتوجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وقيادات الوزارة ممثلة بصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل.
وقد حرصت وزارة التربية والتعليم على توعية الميدان التربوي في مكافحة الفساد وترسيخ مفهوم النزاهة خاصة لدى النشء وتحديد الإدارات المعنية بالدور الأكبر في التوعية (النشاط - الإرشاد - التطوير الإداري - الإعلام التربوي - التوعية الإسلامية)، وحول ذلك تحدثت مديرة عام التوجيه والإرشاد الأستاذة موضي بنت علي المقيطيب؛- بأن مكافحه الفساد هي من أهم الملفات الأساسية في وزاره التربية والتعليم والإدارة العامة للتوجيه والإرشاد بدورها تبني برامجها علي ثلاث إستراتيجيات أساسية ثابتة (الإنماء، الوقاية، العلاج) وتعمل الإدارة على البرامج التي تعزز قيم النزاهة مثل برنامج المحافظة على الممتلكات العامة وبرنامج مكافحة ظاهرة الكتابة على الجدران وبرنامج رعاية السلوك لتقديم رعاية فاعلة للطلاب والطالبات وحصر المشكلات السلوكية الأكثر انتشاراً في المدارس وتقديم طرق العلاج والوقاية لها وقواعد السلوك والمواظبة وكذلك برامج حماية للوقاية من المخدرات والعنف.