لا يتردد البعض في التساؤل عن بعض التصرفات التي تدور في مجتمعاتنا الخليجية ولاسيما عندما يتعلق الأمر بالتباهي في الألقاب التعليمية.
«بريستيج» الشهادات قاد البعض لدفع المال من أجل شراء المؤهلات العلمية، لا لشيء إلا ليسبق اسمه حرف الدال.
ففي تخصصات الهندسة والطب، تكون الدكتوراه محمودة. أما في الصيرفة، فالصناعة المالية تُفضل حملة الماجستير أكثر من الدكتوراه (إلا إذا كان تخصصك في الرياضيات). فالانطباع العام لدى المصرفيين أن الدكتوراه تدور حول الأبحاث والأمور النظرية. وعليه هم ينظرون إليك بأن مكانك سيكون بالجامعات. على العكس من الماجستير التي تدور حول الأمور التطبيقية والعملية (في حالة جانبك التوفيق في اختيار جامعة الأعمال المناسبة). ولذلك السبب علا شأن الشهادات ذات الجانب التطبيقي مثل «المحلل المالي المُعتمد» (CFA). ولذلك ترى اسم هذه الشهادة يُذكر دوما إلى جانب الـ(MBA) في إعلانات الوظائف المصرفية.
وعندما تحصد الماجستير الأولى، ستكون أمام خيارين: إما أن ترى أن الدكتوراه مناسبة لتخصصك أو أنك سترى نفسك في موقف أفضل في حالة حصولك على ماجستير ثانية في تخصص نادر وله آفاق توظيفية عالية في بلادك، فالأعمال الاستثنائية ليست مقصورة على حملة الدكتوراه فقط. فكم من شاب خدم أمته وهو من غير حملة الدكتوراه. وكم من رئيس تنفيذي ارتقى بشركته إلى مصاف العالمية وهو من غير حملة الدكتوراه. علينا أن نتخلص من ظاهرة أن الإبداع قد يأتي فقط من حملة الدكتوراه. علينا أن نتخلص من أسطورة أن العبقرية تأتي من حملة الدكتوراه فقط. علينا آلا نثبط شبابنا الموهوبين الذين يتوقون لخدمة مجتمعاتهم ولكن أصحاب القرار لم يمنحوهم الفرصة بسبب أن حرف الدال لم يسبق اسمهم.