كتب - سلطان الحارثي:
منذ ثلاثة مواسم والهلال يتألم ويتوجع ويشتكي ويُرحم حاله الذي أصبح يرثى له، فلا هيبة بقيت، ولا شخصية واضحة المعالم، وكل ما بني خلال أربعين عاماً هُدم خلال أربعة أعوام.
أربعة مواسم مضت، والحال هو الحال.. تبدل المدربون، وتغير اللاعبون، وبقي الحال على ما هو عليه..! كل شيء تبدل إلا الإدارة الهلالية التي مل من تواجدها المحب الهلالي، وظل يترجاها لكي تتغير للأفضل، فتعود للأسوأ.
أربعة مواسم عاش فيها الهلال أزمة حقيقية بفعل ما صنعته إدارته خصوصاً الرئيس الذي بدل جل أعضاء مجلس إدارته وبقيت المشكلة قائمة.
أربعة مواسم، كان فيها الرئيس الهلالي يدير الهلال عن بعد، وبقي في الرئاسة وهو لا يملك الوقت ولا المادة، فنسيت الجمهور ما صنعه في بداية رئاسته، ولم يعد يتذكر إلا أن الرئيس الشاعر أضاع في وقت رئاسته هلالاً كان يلامس المجد وهو في أسوأ مستوياته، وكانت شخصيته وهيبته تهزم الفرق قبل أن يقابلها، فتبدل الحال، وأصبح هيبة زعيم آسيا ضائعة، وشخصيته لا وجود لها، وأصبحت كل الفرق تتجرأ عليه.. كل ذلك بفعل ما صعنته الإدارة الهلالية أو بالأحرى الرئيس الذي في كل مرة يفشل في إعادة هلال الأمجاد.
يقول الرئيس الهلالي، نحن صنعنا فريقنا هذا منذ ثلاثة مواسم.. ولكن الرئيس نسي أنه لم يصنع دكة بدلاء تليق بحجم واسم ومكانة الهلال، ويكفي أن نقول انه لا يوجد في دكة بدلاء الهلال من يستحق أن يلعب في الهلال، ويكفي أن نقول ان الهلال لا يملك أي لاعب في دكة البدلاء يكون احتياطياً جيداً للاعبي الدفاع بالكامل، ولا يوجد في البدلاء من يستحق أن يمثل الهلال في مركز المحور، ومثلهم في الوسط وفي الهجوم والحراسة.
كل ذلك، ويقول الرئيس نحن صنعنا فريقاً جيداً لهلال المستقبل.
يبدو أن الرئيس لا يعرف الهلال جيداً، ولا يعرف طموح عشاقه، ولو كان يعرف ذلك لما تجرأ وقال ما سبق.
في الهلال، أزمة لاعبين، وأزمة مال، وأزمة وقت، وأزمة عدم ثقة، فكيف يعود الهلال الذي تعرفه آسيا بأكملها وهو على هذا الحال؟!
نعم.. كيف يعود والرئيس الهلالي يصرخ من قل الوقت، وقلة المادة، وعلى النقيض تماماً سعى للتجديد في رئاسة الهلال لفترة ثانية، وارتكب من المصائب بحق الهلال ما يندى له الجبين، وشتت جماهيره وقسمها، وأحدث ربكة على مستوى أعضاء الشرف، ولذلك لم يعد يثق فيه الجمهور الهلالي، ونحن هنا ندخل في إشكالية أخرى، صنعها الرئيس الهلالي بنفسه مع جمهور ناديه، وكل الأماني ألا يخرج ويقول نحن لسنا بحاجة للجمهور.
بقي أن نؤكد أننا منذ موسمين ونحن نقول ارحموا هلال العز والأمجاد من فوضى عارمة تحيط به من كل جهة، وأعيدوا هلالاً كان الوطن كله يتشرف به، وكان الجميع يتغنى ببطولاته وإنجازاته.
والآن نقول.. لن يعود ذلك الهلال إلا حينما تهدأ الأمور فيه، والأمور لن تهدأ إلا حينما يثق الجمهور في فريقه، والجمهور لن تُعاد له الثقة إلا حينما يرى فريقه يعود كما كان، والفريق لن يعود كما كان والإدارة الهلالية الحالية متواجدة على رأس الهرم.
استقيلوا.. وارحموا هلالا لم يعد يعجب الأعداء فما بالكم بالمحبين، استقيلوا.. ولن ينسى الجمهور ما قدمتموه خلال الفترة الماضية.
استقيلوا نقولها لمصلحة عامة وليس لهدف شخصي، فما يجمعنا بالقائمين على إدارة الهلال إلا التقدير.