الجزيرة - نواف المتعب:
قال المستشار السابق بلجنة المنازعات المصرفية عاصم العيسى إن وضع سوق الأسهم وحالة الانخفاضات المتتالية تحتاج إلى العديد من التأملات والمصارحات العميقة الشفافة الواضحة.
وأكد أن فَقْد السوق لما يفوق ربع قيمته الإجمالية في فترة وجيزة يحتاج إلى المزيد من الانتباه. مشيراً إلى أنه لا أحد يمكن أن يقول إن جميع سوقنا هو سوق مضاربة، والمضاربة تمتاز بالتأرجح السريع؛ وبالتالي لا ضير ولا حرج في أن يخسر المضارب. وأضاف: كثيراً ما سمعنا أن الفرص في بلادنا محدودة قياساً بوفرة الإمكانات البشرية والمادية واللوجستية، وأن غالبيةً لا بأس بها تقصد العقار أو الأسهم لمحدودية الفرص الأخرى، أو ما يصاحبها من معوقات؛ وبالتالي كان يُعد ذلك في نظر البعض ميزة وإيجابية للاستثمار في سوق الأسهم؛ لذلك أرى أن أحد أهم أسباب نزول السوق هو الاتكال الكبير عليه، في حين أن البلد يحتاج بحكم موارده العظيمة إلى مجالات وأبواب مشرعة في الصناعة والتجارة والسياحة وغيرها من القطاعات؛ ليجد السوق عمقه بمفهومه الكبير، لا بحصر السوق أنه سوق أسهم وكفى.
هناك فقط سنجد أنفسنا أمام سوق مستقر، لا تهزه الأخبار، ناهيك عن الحوادث، وإن كَبُرت. مضيفاً بأن الغرض من تأسيس الشركات المساهمة هو صنع هذا السوق العميق، فسابك (مثلاً) لا يستطيع إنشاؤها أفراد؛ فاحتاجت إلى تكتل المساهمين بل الدولة معهم؛ لنصنع شركة مساهمة عملاقة، تضيف للسوق والمعرفة والإنتاج والتصدير والتوظيف، تضيف لكل هذا وأكثر العمق المطلوب للسوق، ولم يكن الهدف من إنشائها هو المضاربة بسهمها، والتربح من وراء ذلك.. وقس عليه.
وأضاف: ما زلنا بحاجة إلى المزيد من التشريعات المنظمة لسوق الشركات المساهمة، بحيث تسهل في إنشاء الشركات المساهمة العاملة خدمة للاقتصاد، إضافة إلى تسهيل جميع مجالات الصناعة والتجارة. مع سن التشريعات أيضاً التي تحد من المضاربة، وترك سعر السهم للسوق وحده يتحكم به المضاربون، الذين لا همَّ لهم سوى جني الأرباح السريعة، فإذا ارتفع السعر قلنا السوق بخير وانتعش، وإذا نزل السوق قلنا انهيار ونكسة. والمشرع المبدع سيجد آليات لذلك، واقتصادنا يحتاج إلى سوق عام عميق، لا سوق يُقاس فقط بارتفاع سعر السهم وحده؛ لذلك هذا هو السبب في حالة انخفاضات أسعار الأسهم اليوم؛ فلذلك يحق للبعض أن ينزعج أو يرتبك بسبب إعلان انخفاض سعر البترول، لماذا؟ إذا كان عمق سوقنا يرتكز عليه فقط، أما إن اعتقدنا أن اقتصادنا متين متنوع فلا مبرر لهذا الهلع.
من جهته، أوضح الاقتصادي الدكتور صلاح الشلهوب أن هذا النزول يُعتبر مفجعاً لكثير من المستثمرين، ويؤثر بصورة واضحة على صورة السوق المالية والأسواق الخليجية بسبب أن أسعار النفط وتداعياتها في النزول الكبير في السوق، وأي مستثمر مستقبلاً في السوق، وخصوصاً المستثمرين الاستراتيجيين، سيترددون في ضخ استثمارات استراتيجية في سوق يتأثر بعامل واحد، هو أسعار النفط. مضيفاً بأن الإشكال هنا يرد على مستوى الوعي والمعلومات عن أثر المتغيرات في أسواق النفط على السوق؛ إذ إن النزيف المستثمر للسوق سيبقى دون وضوح للمآلات إلا بتوافر معلومات عن حجم التأثير، والجهات التي لديها أدوات لتقييم حجم الأثر ليس لديها قدرة لتنشيط السوق بسبب أن الغالبية من المستثمرين هم من الأفراد وليس المؤسسات.