إلى جنة الخلد يا زياد
إلى واحة التضحية والفداء
إلى منازل المناضلين الشهداء
تغيب عنا جسداً، لكنك تبقى فينا روحاً تحمل راية الصمود والمقاومة والكفاح
وستبقى المقاومة قائمة؛
ليس فقط مقاومة الجدار، ومقاومة الاستيطان، ومقاومة الظلم والقهر والعدوان،
وليس فقط مقاومة الاقتحامات الإذلالية، ومقاومة الحواجز والحصار،
وليس فقط المقاومة للحصول على المياه والكهرباء والغاز،
وليس فقط المقاومة لبناء المطار والميناء،
وليس فقط مقاومة التمييز العنصري البغيض،
وليس فقط مقاومة حلم الدولة اليهودية، ومقاومة الغطرسة الصهيونية،
بل كل ذلك معاً في إطار مقاومة الاحتلال بكل تفاصيله،
وهذه رسالة إلى الأخ الرئيس محمود عباس، وإلى كل القوى الفلسطينية على أرض فلسطين وخارج فلسطين، نعبر فيها عن سخطنا واستنكارنا لهذا الاعتداء الحاقد على شعبنا الصابر المرابط الذي يمارس حقه المشروع في الدفاع عن أرضه وحريته وكرامته وتقرير مصيره، في وقت تطعننا فيه الخلافات والمناكفات والشتائم والسباب.
هذا العدو يا سيادة الرئيس يعرف لغة السلم والسلام، ولغة المقاومة الشعبية، ولغة المفاوضات التي لا طائل من ورائها، بل تأخذنا من خسران إلى خسران.
لقد بلغ السيل الزبى، ونحن كما نحن، في تقسيم وانقسام، وضعف وهوان، مما أتاح لهذا العدو الغاشم أن يتمادى في غيه وصلفه.
بالأمس أبو عمار، والشيخ أحمد ياسين، وأبو علي مصطفى، وفتحي الشقاقي، ويحيى عياش، ومن قبلهم وبعدهم القائمة تطول من رموز رجالاتنا.
واليوم رئيس مقاومة الجدار والاستيطان الشهيد زياد، الذي اغتيل أثناء احتجاج سلمي أمام عدوحاقد، وأنتم وغيركم أمام حقد صهيوني قادم لا محالة، فأصبعه لا يعرف إلا الزناد.
فصرخة الرفض يجب أن نهتف بها بملء الجوارح في وجه المؤامرة الصهيونية لأمريكية، والخطوة الأولى عودة اللحمة إلى شعبنا بكل فئاته وأحزابه، ووقف ما أسموه تنسيقاً أمنياً، والوقوف صفاً واحداً بكل السبل والإمكانات لاسترداد أرضنا، وإقامة دولتنا، وانتزاع حقوقنا الثابتة كلها.
وصرخة الرفض كذلك يجب أن ندوي بها عالياً أمام مهزلة التحقيقات المحلية والدولية التي يظنون أنهم يخدّرون بها مشاعرنا، فالحديد لا يفله إلا الحديد.
والوفاء لشهدائنا، ولأسرانا، ولجرحانا، ولأرضنا، ولمقدساتنا، ولحرية شعبنا وعودته من شتاته إلى ثرى بلاده، أمانة في أعناقنا.
والمجد والخلود للشهيد زياد ورفاقه السابقين، ومن ينتظر.