كلمتك المبرمجة وليست المكتوبة بسنة قلمك, بينهما بون شاسع.., فالثانية لك، والأولى ليست أنت..!!
فإن الخطأ في الكلمة المبرمجة ليس خطأك ما لم تعد إليها بالنظر,..!!
بينما إن أخطأت كلمتك المدونة بقلمك الذي بين إصبعيك فهو خطأك..
أخطاؤنا الدخيلة هل نحمل وزرها إن دونَّا كلماتنا بانسيابية ثقتنا فيما تدون أقلامنا لا لوحة مفاتيح أجهزتنا..!!؟
المفارقة المدهشة أن سنة القلم بين إصبعي صاحبه لا تخونه, إذ تُنزل له حروفَه، وكلماته منزلتها فوق قرطاسه كما يدونها هو..,!!
بينما يخطئه من أودع الكلمة في ذاكرة الحاسوب إن كتبها وهو مندمج مع الفكرة دون أن يعود إليها تيقناً من صوابها, كالتي يكتبها بقلمه الذي بين إصبعيه..!!
ومن تكون له الكتابة نَفَسا دائماً لا يتوقف كالذي في صدره قبل أن يموت, كثيراً ما تجرحه حروف اللوحات في الأجهزة المبرمجة، أو كلماتها بعد أن يعود إليها من استغراقه..!!
الشاهد أن الإنسان الآخر يقتحم عليك علاقتك الحميمة بحرفك, وبكلمتك..!
وعليك بمثل ما عليك من اليقظة وأنت تراقب باب بيتك من لص مارق، وأنت في دعة ثقتك بإصابعك، وحروف لوحة جهازك... أن تعيد النظر لفضاء شاشة حاسوبك لئلا تجد فيما كتبت ما يستنزف وقتك لتصويبه, يكون بلغة أخرى نسيت أن تحرك مؤشرات اللوحة إلى لغتك قبل الكتابة فتكون قد فقدت كل الذي أفرغت.., أو أن تجد بعضاً من الكلمات قد سجلت كما دونها وحفظها لك آخرٌ خفي عنك..!!
هذا الجهاز, وأولئك المتسلّلون إليك ليسوا كمن صنع لك ريشتك، أو قلمك الجامد من الشجرة والمعادن وأسلم شأنه إليك.., بل صنعوا لك الحاسوب، واختبأوا لك في غيبه..!!
ولأن كلَّ مُذَوَّقٍ, ومُجَمَّلٍ, وماهرٍ, قد اختبأ فيه الإنسانُ ليس أنت, لا تسلم نفسك له, ولا تجفاه, بل تعامل معه بوعي الحذر, ويقظة المنتبه, تماماً كمن يخوض غمار البحر رخواً, منساباً، جميلاً، خلاباً لكنه لا يدري أتحته مفترسٌ فيحذر,..., نهاش فيتقي,، أو هاوية مهلكة فينأى..؟
أما قلمك الجامد بلا عقل, ولا إنسان بداخله, فإنك أنت من تكون عقله.., ومن تبث فيما يخطه الحياةَ..
إنك ما تعاملت مع معطيات الإنسان التي يعشش هو داخلها, فلن تكون نفسك..
عد لقرطاسك وقلمك, من خشب أو معدن, ليبقى حسك المتحرك له, وعقلك المندس فيه..!!