في التسويق الرياضي هناك أفكار قد ترفع هذه المنظمة أو ذلك النادي من القاع الي قمة النجاح والشهرة والأرباح ، وهناك أفكار مهما أوتيت من قوة ترويجية لا تستمر لفقرها التسويقي، في هذا المقال سوف أتحدث عن تلك الأفكار التي رفعت أصحابها إلى مصاف المليونيرات ودخلت عالم التسويق الرياضي والكروي تحت بند «أفكار تسويقية مدهشة»!
منذ 14 عاماً كان المواطن البرازيلي « هايني أليماني» متوسط الحال يتابع إحدى مباريات الدوري البرازيلي ، وفجأة احتسب الحكم ضربة حرة أمام منطقة الجزاء وتماطل لاعبي الفريق الآخر في الوقوف في الحائط البشري بشكل أضاع الوقت، كانوا يقفون أمام الحكم ويعيقونه وهو يعد الخطوات المناسبة محتسباً مسافة تسديد الضربة الحرة، هنا صاح المعلق منفعلاً « ألا توجد طريقة تتحدد بها تلك المسافة بين الكرة والحائط البشري بـدون خطوات الحكام ؟» .
هنا جاءت الفكرة التسويقية الرائعة كالبرق في ذهن « أليماني « انكبّ الرجل على تنفيذ فكرته وهي التي تعرف اليوم باسم « الرذاذ المتلاشي « وهي تلك المادة البيضاء التي يرشها الحكم أمام الحائط البشري لتحديد مكان وقوف اللاعبين وتختفي بعد 60 ثانية !
استعمل «أليماني « مواد مضحكة في بداية الأمر مثل «الفوم» ومواد «كريم الحلاقة» ومواد تجميل السيدات، في النهاية استعان بمصنع لمستحضرات التجميل ليتوصل إلى تركيبة « الرذاذ المتلاشي « البيضاء المدهشة من مواد كالبروبان والبوتان، حصل «أليماني» على براءة لاختراعه دولياً عام 2000 ، وذهب بفكرته المدهشة إلى الاتحاد البرازيلي الذي انبهر بها ، وقبل انطلاق مونديال 2014 واستخدام هذا الاختراع بشكل رسمي وكان قد استخدم من قبل في 18 ألف مباراة في البرازيل والدول المحيطة .
ومع انطلاق كأس العالم طلب الفيفا 320 عبوة لاستخدامها في 64 مباراة ، بسعر للعبوة 3 جنيه استرليني ،كان الرذاذ المتلاشي حديث المونديال وظاهرته ، جلس «أليماني» في مدرجات « الماراكانا» أثناء مباراة النهائي بين «ألمانيا» و»الأرجنتين» وفي عينيه الدموع ، دموع الفرح والنجاح ومشاهدة الحلم يتحقق !
الآن يستخدم الرذاذ المتلاشي في جميع المسابقات وجميع الدول تقريباً، بعد اعتماده رسمياً في بطولات العالم للكبار والناشئين ودوري أبطال أوروبا وكئوس الأمم وجميع البطولات التابعة للفيفا بعد أن ثبت أن استخدامه يقلل من زمن تنفيذ الضربة الحرة من 48 ثانية إلى 20 ثانية !
فكرة مبهرة في عالم التسويق! جعلت من هذا الرجل البرازيلي مليونيراً وفي عداد رجال الأعمال الآن !
عند الفوفوزيللا .. سد أذنيك:
«أليماني» البرازيلي لا يختلف عن مليونيرات آخرين أصحاب أفكار تسويقية رهيبة الانتشار ، مثله مثل « فريدي ماكاي» الجنوب إفريقي مخترع « الفوفوزيللا « ذلك المزمار الطويل البلاستيكي المزعج الذي أعطى طعماً عجيباً لمونديال جنوب إفريقيا !
«ماكاي» حاول مع الفوفوزيللا عدة مرات قبل أن يخرجها بهذا الشكل الذي كرهه العالم بسببها، رغم ذلك أصبح» ماكاي» في عداد الأغنياء بعد بيع ملايين من تلك الآلة العجيبة التي تتكلف صناعتها 60 سنتاً أي نصف يورو تقريباً وتباع بـ 5 يورو !!