اثنين | ثلاثاء | أربعاء | خميس | جمعة | سبت | أحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 |
8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 |
15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 |
22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 |
29 | 30 | 31 | 1 | 2 | 3 | 4 |
5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 |
على قمة من قمم إنجازات هذا الوطن الأشم، تعانق هذا الوطن (المملكة العربية السعودية)، مع تقدمه في مجال مكافحة الفساد ثمانية مراكز دولية في تقرير مؤشر «مدركات الفساد»، الذي أصدرته منظمة الشفافية الدولية مؤخراً للعام 2014م، حيث احتل المركز (55) عالمياً والثالث عربياً (مكرر مع البحرين والأردن)، من بين (175) دولة حول العالم. في صورة تتحدى كل لحظات التلاعب بالنظام وبمصالح المواطنين.
في لحظة العناق تلك، حضرت رائعة الشاعر عماد الدين سقاطي:
اذهب أيها الفساد عن العباد ولا تعود
فأنت الفأس والسيف الذي أبكى الوجود
سيدي خادم الحرمين الشريفين
إن بناء الأمم والحضارات يتطلب جهوداً جبارة من أجل أن ترتسم علامات النجاح من ملامح انطلاقاتها الأولى، ولقد بدأ وطنكم وكيانكم الكبير (المملكة العربية السعودية) منذ توحيده على يد والدكم مؤسس هذا الوطن المتوحد الأحد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيَّب الله ثراه - ليكون أمة وحضارة ومجداً وتاريخاً، ولقد ارتسم إخلاص المواطن السعودي لأمته ووطنه في صفحات هذا الوطن المشرقة بذلاً وتضحية وفداء.
فها أنتم تقررون يا مليكنا المحبوب بكل تواضع وبساطة في إحدى المناسبات بقولكم: « إن دورنا يضاعف علينا المسؤولية ويفرض علينا أن نبني فوق ما بنى أوائلنا، لذلك على كل واحد منا في هذا الوطن أن يتصدى لدوره مع المسؤولية المشاعة بيننا».
ولذلك فإنه لا أمان لشجرة وارفة الظلال ينخر السوس في جذورها ويعبث معدومو الضمائر في مقدراتها ومسيرة طولها وعرضها وازدهائها.
سيدي خادم الحرمين الشريفين
أكتب مشاعري ومشاعر كل مواطن في هذا الوطن العظيم المتآزر المتعاضد المبارك - ولله الحمد والمنّة - ، في هذا اليوم الثلاثاء 17 صفر 1436هـ الموافق 9 ديسمبر 2014 م، الذي يجتمع العالم فيه أجمع (اليوم العالمي لمكافحة الفساد) للتذكير بأخطاره، والتأكيد على رغبة المجتمع الدولي بكافة مؤسساته وهيئاته في محاولة اجتثاثه، وتبادل التجارب الناجحة في مجال مكافحته والحد منه، وبناء معايير محكمة للشفافية وابتداع برامج وقائية شاملة إلى جانب تعزيز قيم النزاهة.
ولقد علمتمونا يا سيدي معنى أن ننتمي للوطن، وها نحن ننتمي للوطن مثلما علمتمونا. أسأل الله أن يحفظكم لنا ولهذا الوطن ذخراً، وقائداً، ومليكاً مؤيداً، وأن يديم على مقامكم الرفيع نعمة الصحة والعافية الدائمة.
سيدي خادم الحرمين الشريفين
لم تكن منظومة قراراتكم السامية الإصلاحية الجسورة، ومنها قراركم التاريخي بإنشاء هيئة وطنية لمكافحة الفساد تتبعكم تنظيمياً مباشرة في الأول من صفر عام 1428هـ، سوى مفخرة من مفاخر وإنجازات عهدكم - حفظكم الله ووفقكم ـ وترجمة عملية لما تؤمنون وتنادون به من محاربة الفساد بكافة صوره وأشكاله.
وإشارة ضمن إشارات فكركم الراقي الساعي لأنْ يتبوأ وطنكم الذي هو وطننا المكانة التي يليق به، ويكون له قدم راسخة في العالم الجديد الذي نحن من عناصره.
فلقد كانت قراراتكم الإصلاحية متسمة بالشمولية والامتداد وقدرتها على بعث روح التنمية والبناء في شتَّى ميادين وطنكم، فاستحققتم - يا رعاكم الله - بتلك القرارات أن توصفون بـ«رائد التنمية الحديثة ورجل القرارات الفاعلة».
إن اللافت في رؤيتك الإصلاحية هو وضوح هدفكم، حيث أكدّتم مراراً وتكراراً بحزمكم العاتي وعزمكم الأكيد وإرادتكم القوية: «نحن ماضون في هذا الفكر الإصلاحي ولكن ضمن خصوصياتنا وتقاليد شعبنا وضوابط عقيدتنا».
سيدي خادم الحرمين الشريفين
قال والدكم ووالد الجميع الملك عبد العزيز - طيَّب الله ثراه - تأكيداً على مبدأ الالتزام بالأحكام الشرعية: «إن القرآن والسنة، وما أقره علماء الإسلام بطريق القياس أو الإجماع ستكون مصادر التشريع»، وها أنتم - يحفظكم الله ويلبسكم لباس الصحة والعافية - لم يكن إعلان حربكم على الفساد إلا مستنداً على ذلك المبدأ الذي يمثل رؤية دينية استقيتموها من كتاب الله وسنة رسوله عليه أفضل صلاة وأتم تسليم بوصفكم القائد المسلم المؤتمن على سلامة الوطن وعافية المواطن.
مؤمنين بأن الفساد له ألف صورة وألف وجه يختلف باختلاف الزاوية التي ينظر من خلالها إليه. قال تعالى: «ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها» وقال تعالى: « إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعاً بصيراً «وقال تعالى» وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد».. كما جاء في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم - : « لا يسترعي الله عبداً على رعية يموت حين يموت وهو غاش لها إلا حرم الله عليه الجنة».
سيدي خادم الحرمين الشريفين
لقد سعيتم - يا رعاكم الله - لتشخيص مشكلة الفساد في المملكة؛ وذلك بتنظيم قاعدة معلومات وطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد تشتمل على جميع الوثائق النظامية والإدارية ورصد المعلومات والبيانات والإحصاءات الدقيقة عن حجم المشكلة وتصنيفها وتحديد أنواعها وأسبابها وآثارها وأولويتها ومدى انتشارها زمنياً ومكانياً واجتماعياً. وتزويد الأجهزة الضبطية والرقابية والتحقيقية والقضائية بالإمكانات المادية والبشرية والخبرات والتدريب والتقنية والوسائل العلمية الحديثة الكافية لتمكينها من أداء مهماتها بفاعلية واختيار المسؤولين في الإدارات التنفيذية التي لها علاقة بالجمهور من ذوي الكفايات والتأكيد على عدم التمييز في التعامل وعدم النظر إلى المركز الوظيفي أو الاجتماعي للشخص.
والعمل بمبدأ المساءلة لكل مسؤول مهما كان موقعه وفقاً للأنظمة وإيجاد السبل الوقائية الكفيلة بسد الثغرات التي تؤدي إلى ولوج الفساد إليها، وسرعة البت في قضايا الفساد والعمل بمبدأ التعويض لمن تضار حقوقهم ومصالحهم من جراء الفساد بعد ثبوت ذلك بحكم قضائي نهائي من الجهة المختصة ونشرها بطلب من المدعي العام، والعمل على توحيد اللجان ذات الاختصاص القضائي في جهة قضائية واحدة ومنحها الاستقلال التام وكفالة حرية تداول المعلومات عن شؤون الفساد بين عامة الجمهور ووسائل الإعلام ومشاركة مؤسسات المجتمع المدني في حماية النزاهة ومكافحة الفساد.
سيدي خادم الحرمين الشريفين
لقد كانت شفافيتكم.. صورة ناصعة لا تحتاج لشرح أو تفسير أو تحليل.. فقد كانت هي إحدى الركائز الأساسية التي تقوم عليها رؤيتك الإصلاحية؛ لجزمكم بأنها - وحدها - الخاصية الجوهرية في حياة المجتمعات وحراكها الحضاري التي لم تزل حتى الآن - بقدرة الله تعالى وقوته - مبدأ حيوياً في مسيرتك المطمئنة - يحفظكم الله - وقاعدة في جميع مناصبكم التي توليتموها، وقد عملتم على تفعيلها بين فئات مجتمع وطنك كافة، حيث وسّعتم مبدأ الشفافية من هامش حرية التعبير المسؤولة، واستجليتم الآراء الوطنية المتزنة؛ الأمر الذي شكل دعامة قوية لمنهجكم الإصلاحي الذي انتهجتموه والخطى التي رسمتموها، فقدمتم بشكل مباشر حماية مبدأ النزاهة وطمأنة المواطن ومحاسبة المسؤول.
سيدي خادم الحرمين الشريفين
ها هو نجلكم وأحد المقربين منكم (متعب) - سلمه الله ـ يأتيه الدور ليتحدث عن وطنه الذي كبر وترعرع على أرضه.. الوطن الذي احتفظ آثار أقدامه.. ومعاهد ذكرياته.. وصدى صوته منذ صغره وحتى كبره.. في ذلك الحوار الذي قرأته منشوراً في إحدى الصحف المحلية: «.. استشهد الأمير متعب بن عبد الله - حينما كان قائداً لكلية الملك خالد العسكرية - بقصة التحقيق معه بأمر من الملك عبد الله - ولي العهد آنذاك - على خلفية شكاوى مواطنين من عدم قبول أبنائهم، وقال: كانت أعداد القبول محدودة في الكلية، والمتقدمون يأتون بالآلاف، والحاجة إلى بضع مئات، ومن الطبيعي جداً ألا تستوعب الكلية الجميع، وهو ما اضطر البعض إلى عدم الرضا، والتظلم أمام عبد الله بن عبد العزيز، وتحديداً حينما كان الاتهام أن هناك محسوبيات في القبول، فاستدعاني في مكتبه، وسألني عن هذا الموضوع، فأجبته: هذا الكلام غير صحيح، فأصرّ أن هذا الكلام صحيح، وهو يريد أن يعمل تحقيقاً مع المسؤولين عن القبول، فرددت عليه بأنني أنا المسؤول عنهم، فقال: إذا جهّز نفسك للتحقيق، فقلت له: أنا جاهز، وبعد يومين سلمته كشفاً بأعداد المقبولين وفق الضوابط والشروط والآليات المعمول بها، فاقتنع بذلك».
سيدي خادم الحرمين الشريفين
لقد أدركتم - يا رعاكم الله - بثاقب فكركم، وعين بصيرتكم، وواعي بصركم، أن أخطر ما يواجه أي دولة هو استشراء الفساد وعواقبه الوخيمة في مختلف نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ولأن الفساد يُعدُّ من أشد أعداء أي نظام سياسي، فقد أعلنتموها مدوية لتبيان واحد من أهم أركان دولة العدل والتوحيد، التي عملتم عليها شخصياً دون كلل أو ملل، فقلتم بكل صراحة وشجاعة واعتزاز في كلمتكم التي ألقيتموها أثناء افتتاحكم أعمال السنة الثالثة من الدورة الرابعة لمجلس الشورى عام 1428هـ: «ومن هذا المكان أقول لكم من حقكم علي أن أضرب بالعدل هامة الجور والظلم، وأن أسعى إلى التصدي لدوري مع المسؤولية تجاه ديني ثم وطني وتجاهكم، وأن أدفع بكل قدرة يمدني بها الخالق - جل جلاله - كل أمر فيه مساس بسيادة وطني ووحدته وأمنه، واضعاً نصب عيني الأمانة التي حملني إياها العزيز القدير. وليعلم كل مسؤول بأنه مساءل أمام الله - سبحانه وتعالى - ثم أمامي وأمام الشعب السعودي عن أي خطأ مقصود أو تهاون».. انتهى.
فقد سعيتم إلى حماية النزاهة ومكافحة الفساد بشتَّى صوره ومظاهره، وعملتم على تحصين مجتمعك السعودي ضد الفساد بالقيم الدينية والأخلاقية والتربوية، وتوجيه المواطن والمقيم نحو التحلي بالسلوك، واحترام النصوص الشرعية والنظامية، وتوفير المناخ الملائم لنجاح خطط التنمية، ولاسيما الاقتصادية والاجتماعية.
سيدي خادم الحرمين الشريفين
لقد سرتم في خطواتكم الواسعة والحثيثة في مجال الإصلاح الإداري والاقتصادي ، توَّجتم بإصداركم - يرعاكم الله - أنظمة دعمت سعي القطاعين العام والخاص في تحقيق الكفاية الاقتصادية ، وهيأت المملكة للانضمام لمنظمة التجارة العالمية ، ومن هذه الأنظمة صدور نظام المنافسات والمشتريات الحكومية الصادر بقرار رقم (م - 58 بتاريخ 4 - 9 - 1427هـ) الذي هدف إلى تنظيم إجراءات المنافسات والمشتريات التي تقوم بها الجهات الحكومية ومنع تأثير المصالح الشخصية فيها ، وذلك حماية للمال العام ، وتعزيز النزاهة والمنافسة ، وتوفير معاملة عادية للمتعهدين والمقاولين ، حرصا على مبدأ تكافؤ الفرص ، وتحقيق الشفافية في جميع مراحل إجراءات المنافسات والمشتريات الحكومية.
تقدمت المملكة ثمانية مراكز دولية في تقرير مدركات الفساد، الذي أصدرته منظمة الشفافية الدولية اليوم للعام 2014م، حيث احتلت المركز (55) عالمياً والثالث عربياً (مكرر مع البحرين والأردن)، من بين (175) دولة حول العالم.
كفل ذلك كله؛ ازدهاء وطنكم الذي هو وطننا بتقدمه ثمانية مراكز دولية في تقرير مدركات الفساد، الذي أصدرته منظمة الشفافية الدولية مؤخراً للعام 2014م، حيث احتل وطنك المركز (55) عالمياً والثالث عربياً (مكرر مع البحرين والأردن)، من بين (175) دولة حول العالم.
وسبقها نيلكم جائزة الشفافية والنزاهة عام 1432هـ 2014م التي قدمتها مؤسسة «سعفة القدوة الحسنة».
سيدي خادم الحرمين الشريفين
لازال صدري ترتفع نبضاته عندما أوجه رسالتي هذه إليك أنت.. ومن أنت؟!.. أنت الذي نحبه ونجله ونفتديه.. أما وطنك الذي هو وطننا.. فهو بيتنا الكبير.. هو عش أحلامنا.. هو حضن آمالنا.. هو حصن كبريائنا.. هو نعيمنا وشقاؤنا نفرح معه وله، ونشقى له ومن أجله. ولأنك و(هو) كل ذلك؛ فإنني أتمنى على كلّ عاقل في وطني أن يكون تناوله وطرحُه ونقاشه عن الفساد تناولاً وطرحاً عقلانياً متوازناً، وأن يبقي لحُسن الظن والثقة بما لدينا من مُكتسبات وطنية وإنجازات موضعاً، فمع أنه لا يجادل عاقل بوجود الفساد وانتشاره، إلا أني أخشى على عقول أجيالنا الصاعدة المنيرة، وشبابنا الناشئين (الذين يحرسون وطنهم في خزائن عقولهم وقلوبهم)، من أبناء هذا الوطن، الذين لا يكاد يطرق أسماعهم شيء أكثر من عبارة (الفساد) التي أخشى أن تقتلَ في نفوسهم كل طموح، وأن تقضي على كلّ بارقة أمل في صلاح الوطن وإمكانية إصلاحه، وأن تقودهم إلى مرحلة متقدمة من اليأس والإحباط، لا يمكن معالجتها.
سيدي خادم الحرمين الشريفين
إن مواطنيك - يا رعاكم الله - يأملون الالتزام بالشفافية العالية من الجهات المختصة في إعلان حالات الفساد والتشهير بالمفسدين ردعاً لهم، وكذلك تطوير أداء الجهات الرقابية وإصلاح ما بها من فساد، وتوسيع صلاحيات الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وحماية النزاهة بشكل أكبر. إضافة إلى استكمال مشروع تطوير التعليم وتفعيل دور المؤسسات التربوية بكل مراحلها؛ من أجل خلق قيم وسلوكيات دينية وإِنسانية تؤثر في الاستقامة والسلوك الجيد وأهمية العمل والكسب الشريف، وإدخال مناهج نزاهة ومكافحة الفساد في مناهج وزارة التربية والتعليم وحماية الموظف النزيه الذي بلغ عن مسؤول فاسد وإطلاق المحاكم المتخصصة، ومحاسبة القضاة في الأخطاء التي لا يمكن إدراجها ضمن قضايا الاجتهاد، وتغريمهم وإعادة القضايا التي حكموا فيها للتداول. والسرعة في البت في الأحكام من القضاء، ومتابعة المشروعات الكبرى التي تتولاها الدولة لخدمة المواطنين. والإشادة بالعاملين المخلصين.
اثنين | ثلاثاء | أربعاء | خميس | جمعة | سبت | أحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 |
8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 |
15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 |
22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 |
29 | 30 | 31 | 1 | 2 | 3 | 4 |
5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 |