موسكو - (أ.ف.ب):
صرحت وزارة الخارجية الروسية أمس السبت أن العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة وكندا على روسيا تعرقل جهود تسوية النزاع في أوكرانيا.
وقالت الوزارة في بيان إن «العقوبات تهدف إلى زعزعة العملية السياسية». وأضافت «ننصح واشنطن واوتاوا بالتفكير في عواقب مثل هذه التحركات».
وأضافت «ننصح واشنطن واوتاوا بالتفكير في تبعات مثل هذه الخطوات». وقد حظر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمرسوم رئاسي كل المبادلات التجارية مع القرم احتجاجًا على ضم موسكو لشبه الجزيرة الأوكرانية في الربيع الماضي.
وأضافت وزارة الخزانة الأمريكية إلى لائحتها السوداء 24 مسؤولاً أوكرانيًا أو روسيًا وميليشياتهم لمعاقبتهم على دورهم خصوصًا في جمهورية دونيتسك الانفصالية.
وفرضت كندا من جهتها قيودًا على تصدير التكنولوجيات المرتبطة باكتشاف واستخراج النفط في القطب الشمالي وفي المياه العميقة وكذلك النفط الصخري (الشيست) إلى روسيا.
وقالت الوزارة الروسية «إن القرم جزء لا يتجزأ من روسيا. وسكان القرم هم اليوم مع الشعب الروسي الذي لم يستسلم ولن يستسلم مطلقًا للضغوط الخارجية». وأضافت أن العقوبات «تدعم حزب الحرب في كييف» بدلاً من أن تساعد على تسوية النزاع، في إشارة إلى المسؤولين الأوكرانيين المعارضين للمفاوضات مع الانفصاليين.
وتستعد كييف حاليًا لجولة جديدة من المحادثات مع ممثلي «الجمهوريتين الشعبيتين» دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من جانب واحد، للسعي إلى وضع حد لنزاع أوقع أكثر من 4700 قتيل منذ منتصف نيسان - أبريل الماضي.
من جهة أخرى تعثرت جهود السلام في أوكرانيا رغم دعوة وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الجمعة في كييف إلى استئناف محادثات السلام الأحد بينما أعلن الجيش الاوكراني مقتل خمسة من جنوده وجرح سبعة آخرين في الشرق الانفصالي في أكبر خسائر يتكبدها منذ بدء سريان الهدنة في 9 كانون الاول - ديسمبر. ولم يتوصل ممثلو كييف والانفصاليون الى الاتفاق مساء الجمعة على موعد لعقد اجتماع في مينسك بهدف استئناف العملية السلمية وانهاء النزاع الذي أوقع أكثر من 4700 قتيل في نهاية مؤتمر بالفيديو عبر الإنترنت.
وقبل ذلك بساعات، وأثناء زيارته لكييف، شدد شتاينماير الذي تعد بلاده الوسيط الأوروبي الرئيس في الأزمة الأوكرانية، على ضرورة بذل أقصى الجهود لعقد اللقاء في مينسك بين المتمردين ومجموعة الاتصال التي تضم ممثلين عن كييف وموسكو ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وأضاف في مؤتمر صحافي بعد لقاء مع الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو «أتمنى عقد لقاء مباشر بينهم الأحد على الارجح».
وتابع الوزير الألماني الذي قام بزيارة لم يعلن عنها من قبل لكييف «علينا أن نبذل جهودًا في هذا الاتجاه وهناك مؤشرات جيدة على ذلك». وبعد محادثة هاتفية مع المستشارة انغيلا ميركل، اقترح الرئيسان الفرنسي فرنسوا هولاند والروسي فلاديمير بوتين، وبوروشنكو هذا الأسبوع يوم الأحد كموعد محتمل. ويعقد الجميع آمالاً على صيغة مينسك للتوصل إلى حل للنزاع الذي تسبب في اخطر تدهور للعلاقات بين موسكو الغرب منذ نهاية الحرب الباردة. ولكن المسؤولين الانفصاليين في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من جانب واحد واللتين قطعت عنهما كييف كل تمويل قبل شهر، أعلنوا مساء الجمعة أنه لم يتم تحديد موعد لاستئناف المحادثات. وقال فلاديسلاف دينيغو ممثل جمهورية لوغانسك لفرانس برس «لم يتم بعد تحديد موعد لقاء مينسك».
من جانبه قال دنيس بوشيلين، ممثل جمهورية دونيتسك في تصريح نقلته انترفاكس «لا يزال ينبغي التوصل إلى تسوية». وكان من المقرر أن يعقد اللقاء الجديد في مينسك حيث وقعت اتفاقات السلام في الخامس من أيلول - سبتمبر، في التاسع من كانون الاول - ديسمبر يوم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. لكن عملية السلام تراوح مكانها مع أن طرفي النزاع يريان أن الهدنة محترمة بشكل عام على الرغم من سقوط 15 قتيلاً في صفوف الجيش الأوكراني حتى الآن.