يكاد لا يخلو مجلس من المجالس هذه الأيام عن الحديث عن سوق الأسهم وما آل إليه.... المتعلقون بها والخاسرون أكثر من الرابحون والمستفيدون.
في المكتب...
تذهب لمكتبك صباحاً... متطلعاً لبداية يوم جديد...
يفاجئك بعض زملائك باكراً في حديث عن الأسهم...
هل سمعت ما حصل... وما سيحدث اليوم وغداً...
تتشتت أفكارك... وتحاول أن تعود لتركيزك على عملك...
في المنزل...
وبعد عودتك من عناء يوم عمل شاق...تقلب في التلفاز...
تبحث عن أخبار ...عن أي جديد ...تتفاجأ بأن الكثير من القنوات تتحدث عن الأسهم...
أصبحت المواضيع الاقتصادية المهمة قليلة الأهمية...
معظم التحليلات والتعليقات تتركز حول سوق الأسهم...
تقلب الصحيفة... فتجد الصفحة الاقتصادية تركز على الأسهم...
الكتاب الذين تحرص أن تقرأ لهم تحولوا للكتابة عن الأسهم...
في الاستراحة...
تنتظر بشوق ولهفة موعد لقائك الشهري مع زملائك القدماء...
من ابتعدت عنهم بسبب ظروف العمل والارتباط الأسري...
تتشوق للحديث معهم ولتذكر الماضي...
وللأسف الشديد تفاجأ بأن حديث المجلس من البداية للنهاية عن الأسهم...
تنتظر الوقت ليمضي بسرعة لتغادر هذا المجلس...
في الكوفي شوب (المقهى)...
تذهب لاحتساء كوب من القهوة ...بصحبة حاسبك الآلي المحمول لإنجاز عمل...
أو لقراءة صحيفة أو مجلة أو كتاب...
تفاجأ بالأصوات العالية القريبة منك التي تتحدث عن الأسهم...
في البر...
تتفق مع بعض زملائك للذهاب في نزهة برية للاستمتاع في الأجواء الربيعية الحالية...
تكتشف أن الأسهم لا مفر منها حتى في البر...
يشغلك من معك بمتابعته للسوق عبر الجوال...
في اللقاءات العائلية...
تذهب لحضور مناسبات واجتماعات الأسرة... لتلتقي بالأقارب...
تفاجأ بأن لا حديث في المجلس سوى عن الأسهم...
الجوال...
تفتح جوالك...تجد رسائل نصية...
تقرأها...فتجدها في الغالب عن الأسهم....
بعد كل ذلك ...
تتساءل باستغراب...
ما الذي يحدث...
هل انتهت المواضيع السياسية والاقتصادية والدينية والاجتماعية...
ولم يتبق إلا الأسهم!!!...
هل أنا شاذ عن هذا المجتمع...أم ماذا؟
هل هذا نوع من أنواع الإدمان الجديد؟...
هل انتهى علم الاقتصاد الحديث وانحصر فقط في الأسهم؟
لا تجد إجابات لأسئلتك...
فتدعو ربك وتقول (يالله لا تلهينا إلا بطاعتك).