كتبت الدكتورة هياء بنت عبدالرحمن السمهري يوم الأحد 23-1-1436هـ عن حادثة الأحساء.. وأعقب على مشاركتها، وأقول الأحساء ماذا نعرف عن الأحساء.. وماذا نقول عن الأحساء وماذا نكتب عن الأحساء وأهلها الأفاضل.. إذا ذكروا الأحساء تذكرنا الرجال الذين خرجتهم هذه المنطقة الطيبة بأهلها وأرضها.. فهي خرجت رجالاً خدموا هذا الوطن بكل المجالات.. وهي إقليم وقف مع موحد هذا الكيان العظيم المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيّب الله ثراه- الذي جعلنا من بعده نعيش في أمن وأمان.. ولم نعلم بأنه من بعده سوف تأتي فئة ضالة تضل الطريق وتستبيح الدماء وتقتل الأبرياء.. نعم فئة يتمت الأطفال وأثكلت الأمهات.. ورملت النساء.. وأبكت عيون الأحساء بهذه الحادثة.. فئة ظهرت في هذا الزمن ولكن الوطن ورجاله وأمنه لهم بالمرصاد.. لن ينالوا من أمن الوطن.
الأحساء إذا ذكرنا الأحساء ذكرنا تلك الأرض الطيبة المعروفة بنخيلها وجمالها وطيبة أهلها.. الأحساء وتلك العيون الحساوية.. التي غذت النخيل فيها وأضفت على الأرض الخضرة.. لقد بكت عيون الأحساء هذه المرة من فعل هذه الفئة الضالة وأبكت عيون الوطن.. والتف الوطن كله حول الأحساء وأهلها حول الدالوة ورجالها.. حول تلك المدينة الهادئة بطبيعتها التي غدر فيها هؤلاء.. لله درك وعلى الله نصرك.. وعلى الله عزك.. ومن الله أمنك.. وعلى جنودك حماك.
لقد بكت عيون الأحساء لأن الدماء كان منظرها يبكي ولأن الأطفال كانوا أبرياء وقتلوا.. لقد بكت عيون الأحساء هذه المرة على قتلاها وعلى جرحاها وعلى نسائها وعلى أطفالها.. وتسأل وتقول ماذا يريد هؤلاء؟.. إلى أين هم ذاهبون؟.. ألم يعلموا أن الوطن واحد وأن المجتمع واحد وأن الدين واحد وأن أصحاب التفرقة لا يستطيعون تفرقنا؟.. بكت عيون الأحساء وهي تنظر إلى قتلاها.. بكت وهي تنظر إلى جرحاها.. بكت وانتقلت بعدها إلى القصيم تعزيهم في شهيدهم.. وواصلت مسيرها إلى حائل لتعزيها بفقيدها.. واجتمعوا على كلمة واحدة لن يستطيع هؤلاء تفرقتنا.. والنيل من أمننا.. لله درك.. ومن الله صبرك.. وعلى الله أجرك... يا عيون الأحساء.. بكيتِ وأبكيت عيون الوطن.. سهرتِ وأسهرتِ عيون الوطن من شماله إلى جنوبه ومن غربه إلى شرقه.. وطن واحد أتاك ليمسح دموعك.. أتاك ليكفكفها.. أتاك معزياً.. أتاك زائراً.. أتاك مستغرباً.. أنتِ الأحساء عيونك نابعة بالمياه الصافية.. أنتِ الأحساء قلوب أهلك صادقة.. أنتِ الأحساء من قديم الزمان كان يأتي منك المديد بحسائهم وغذائهم.. فأنتِ الأحساء التي أنجبتِ الرجال المخلصين لهذا الوطن.. وأنتِ يا عيون الأحساء التي أرويتِ النخيل بمواردك .. وجملتِ الأرض بنخيلك.. زرعتِ الخضرة.. والخضرة زرعة البسمة.. والبسمة أزالت الكدر والكآبة.. فلن يستطيعوا أن يكدروا عليك.. لا تبك يا عيون الأحساء اصبري واصطبري وكل الوطن يمسح دموعك.. كل الوطن يواسيك.. كل الوطن نهض من أجلك واتجه إليك.. كل الوطن سأل عن الذي أبكاك.. وكل الوطن فداك.. وكل الوطن التحم لحماك... هذه القصيم تفديك بشهيدها الذي استشهد في سبيل حماك.. وهذه حائل تفقد جنديها لعيناك.. وهذا هو الوطن بوزير أمنه يصل إليك.. وهذه الشرقية أميرها يأتي مسرعاً في حراويك... وهذه نجد العذية تستنجد وتجاريك.. وهذه مكة وأئمة حرمها تخطب فيك.. وهذه طيبة الطيبة وإمام مسجد رسولها صلى الله عليه وسلم يشجب بخطبته ما حل فيك.. إذاً لا تحزني ولا تبكي يا عيون الأحساء.
- مناور صالح الجهني