** لديّ من المآخذ والحيثيات الوفيرة، ومن الأدوات التعبيرية الحرّة، ما يمكنني من ركوب موجة تقريع الإدارة الهلالية، ولا أعني هنا النقد القيّم، خصوصاً أنني (ولله الحمد) لست من المقرّبين الأثيرين، ولا يمكنني أن أكون كذلك، لا لشيء سوى أنني لا أتمتع بالكاريزما، ولا الصفات التي يتمتع بها الذين يحظون بمثل هذه الميزات والحظوات لدى الإدارات.. كما أن بحوزتي الشيء الكثير من حيثيات الدوران في فلك الإدارة، ولا بأس من إخضاع المسائل لعمليات النِسب والتناسب.. لكنني لن أمارس لا هذه ولا تلك.
** وسأذهب مباشرة للحديث عن ثقافة رديئة استنسخها الهلاليون مؤخراً، ولا أستثني من ذلك أحدا.. تلك الثقافة المتمثلة بنشر الغسيل التي كانت في قناعاتهم وقناعات المحايدين العقلاء، وإلى عهد قريب، واحدة من المعايب، وإن شئت فقل (المصائب) التي ظلت، وما تزال تعصف بكيانات معروفة، فيما استطاعت أخرى التخلص منها فعادت تتنفس هواء الحضور وحصد البطولات التي غابت عنها سنوات وسنوات؟!.
** فلم نعهد، وعلى مدى تاريخ الهلال الطويل، ظهور أي عضو شرف، أو إداري متباهياً بالإساءة إلى أي مكوّن هلالي آخر، ولم نعهد الجماهير الهلالية تنقسم مثلاً، إلى سامية ولا سامية، ولم نعهد الزعيم بهذا المستوى من الهوان إلى درجة أضحى من السهولة على أي مغرض من خارج أسواره أن يُثير فيه الزوابع؟!!.
** هذا الداء العضال إن لم يتم القضاء عليه، والعودة بالهلال إلى وضعه الطبيعي الذي جعل منه سيداً لآسيا قاطبة، فسيكون مصيره هو مصير الكيانات التي استنسخ منها ثقافته الرديئة الحديثة؟!!.
الغائب الحاضر؟!
** رغم غياب الفريق النصراوي عن منصات التتويج، وعن الحضور الميداني لما يقارب العشرين عاماً.. إلا أن مريديه وأنصاره ظلوا يحتفظون بالنسبة الأعلى من النفوذ القوي داخل أروقة ومفاصل اتحاد اللعبة، وسأورد لكم لاحقاً أحد الأدلّة الدامغة التي لا تقبل الجدل حول قوة النفوذ النصراوي الممتد والمتمدّد.. فضلاً عن انكبابهم على ملء فراغ ذلك الغياب الطويل باختراع المكائد ونصبها، وحبك وتأليف المزيد من (الفانتازيات) التي يبرعون أساساً في صناعتها ومن ثم العمل على تكريسها وتصديرها؛ بغرض تعويض الغياب عن المنجزات من ناحية، وفرض وجودهم الطاغي والأكثر ضجيجاً على الساحة الإعلامية من ناحية أخرى، إلى الدرجة التي تمكنوا خلالها من السيطرة المطلقة على منظومة القنوات الرياضية الرسمية، ومعظم الخاصة، ناهيك عن معظم الصحف والنشرات المتخصصة التي لا تشك وأنت تطالع برامجها ومحتوياتها من أنها تُدار من داخل النادي الأصفر رغم رداءة غالبية البضاعة؟!!
** قلت آنفاً سأورد لكم أحد الأدلّة على مدى ما ظل يتمتع به النادي الأصفر من النفوذ القوي والفعال، وأعني بذلك ردود الأفعال الرسمية، والإعلامية النصراوية الموجهة، على خلفية القرار الرسمي الحكيم باختيار الروماني (كوزمين) لتولي مهمة قيادة الأخضر فنياً خلال فترة المشاركة في نهائيات آسيا للأمم، وفي هذه المرحلة الأسوأ في تاريخ الكرة السعودية على مستوى المنتخب تحديداً.. وهم بذلك إنما يثبتون ويبرهنون، سواء بقصد أو بدون قصد على أنهم يدافعون باستماتة عن قرارهم الظالم السابق بحق (الروماني) الذي تم الترصّد له من قِبلهم سعياً وطمعاً في إبعاده عن الهلال بعد أن أثبت كفاءته الفنية، وبعد الشعور بأن استمراره مع الزعيم إنما يشكل لهم هاجساً من شأنه أن يزيد من معاناتهم فكان لا بد من المكيدة؟!!.
** العجيب المريب في الأمر هو سرعة (لحس) حديثهم حد الملل عن مصلحة المنتخب، ووجوب دعمه والتضحية من أجله بكل الوسائل.. إلا أنهم حين أجمع الكل تقريباً على إيجابية الفكرة من تكليف (كوزمين) بالمهمة في سبيل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، تخلّوا عن كافة تلك المبادئ الرنانة، والعبارات المنمقة، فقط من أجل الانتصار لموقفهم الواضح القاضي بضرورة الاستمرار في الكيد لـ(كوزمين) حتى لو كان على حساب مصلحة المنتخب.. يعني باختصار: سقطوا ورسبوا كالعادة في التفريق بين المصلحة العامة وبين الخاصة، بل غلّبوا الخاصة على العامة، وهنا لا مجال للمراوغة والمزايدة طالما أن المواقف المعلنة هي الفيصل في الأمر؟!!.
الشيء بالشيء يذكر
** بما أن الحديث عن الاتحاد الآسيوي للعبة، وبما أن (الصُفر) تنتابهم حالة من (الهيجان والغليان حد الهذيان) كلما حصل الهلال على شيء من حقوقه الآسيوية نظير زعامته وتميزه الآسيوي، والتي كان آخرها حصوله على مركز الصدارة آسيوياً.. مما جعلهم يتهافتون ويتبارون في استعراض قدراتهم المشهودة والمتعارف عليها في ممارسة لغطهم المتوارث، من عيّنة (كيف، ولماذا، وأين، ومتى)، في محاولة بائسة ويائسة منهم لتشويه المنجز الذي يصب في مصلحة رياضة الوطن بلا جدال، لو كانت تهمهم مصلحة رياضة الوطن أصلاً بدون مزايدات.. ولن نتساءل كيف هي مواقفهم لو كان غير الهلال هو من ظفر بهذا الشرف، لأننا نعلم وندرك يقيناً فحوى واتجاه تلك المواقف؟!!.
** وهنا لا بد من توجيه النصيحة لاتحاد اللعبة الآسيوي بأن يأخذ في حسبانه مستقبلاً ضرورة الاستئناس برؤى وخبرات (بني خيبان) هؤلاء في مسائل تصنيف الأولويات والاستحقاقات والتميزات؟!!.
** بالمناسبة: هم يذكروني بمقولة عادل إمام في مسرحية الزعيم حينما انتقد الطريقة الانتخابية الرئاسية الأمريكية قائلاً: المفروض يطلبوا منا نبعث لهم خبراء انتخابات من عندنا!!.
لقطة ختام:
** يبدو أن النية قد عُقدت على ضرورة حرمان الهلال من حقوقه في ركلات الجزاء مع ما يتيسر من الأهداف الصحيحة بدعوى التسلل.. لك الله يا هلال، تلاقيها من أين ولاّ من أين؟.