إلى روح الشهيد ومفخرة الجبلين، إلى من باع الروح فداءً للوطن، وأرخص النفس في تلبية الشهادة، إلى من تعجز الكلمات عن وصف ألم رحيله، إلى شهيد الواجب تركي رشيد يوسف الرشيد، رحمه الله وأسكنه منازل الشهداء بين النبيين والصديقين.
علوٌ نلته بعد الممات
لما قدّمته من تضحياتِ
رحلتَ مجاهداً في حفظ أمن
وبعتَ الروحَ في طلبِ النجاةِ
وسجّلتَ الشهادة في الأماني
فجاءتك الأماني كالهباتِ
بكتكَ سماءُ حائلَ والرواسيْ
وهلْ يُغني بكاءُ الراسياتِ
وهزَّ الخطبُ أرجاء الفيافيْ
وعمّ الحزنُ من خبر الوفاةِ
وأقبلت الجموعُ إليك تترى
تعزي فيك من غادٍ وآتِ
مشى العظماءُ خلفكَ والحواشيْ
وجمعٌ ليس يُحصى في الصلاةِ
وفودٌ أقبلت تبغي وداعاً
تهيلُ التُربَ فوقَ المكرماتِ
تجمّع حولك الباكون حتى
رأينا الحزن في وجه الفلاةِ
ملأت الأرض والإعلام شُغلاً
وكلٌ ضجّ من فعلِ الجُناةِ
فنعمَ التُربُ ما ضمّتْ شهيداً
خلوقاً طيباً حسنَ الصفاتِ
* * *
فيا تركي تركتَ الأمَ ثكلىْ
وأرملة غدت في النائحات
ووالدك الحزينُ بكاكَ دمعاً
ترِقُّ له قلوبُ الضارياتِ
ونورة! ليس تدري ما دهاهمْ
ولم تعلم بأنَّ اليُتمَ آتي
فآه كمْ تطوفُ بيَ الأمانيْ
لفعلِ الواجباتِ المُرضياتِ
فلو أني قدِرتُ على مجيءٍ
لدفنكَ والدعا بعدَ الصلاةِ
لطرتُ إليكَ من أقصى الأراضي
وقمتُ بما أطيقُ بلا فواتِ
وأعلنتُ الحداد عليكَ دهراً
وكفكفتُ الدموعَ الجارياتِ
سقى مثواكَ رحمنٌ رحيمٌ
بغيثٍ من مزونٍ هاطلاتِ
خالد فهد الشغدلي - بريطانيا