قلم الرجل وقلم المرأة قلمان مُكملان لبعضهما البعض وليسا متنافسين، ففي عالم الأقلام ليس هناك تنافس هناك من هو صاحب الرأي السديد. رَأْيٌ سَدِيدٌ: صَائِبٌ، صَحِيحٌ، سَلِيمٌ. والرأي السديد له معاني كثيرة منها الرأي الذي يوافق عليه غالبية الناس، أو هو الرأي الذي نتائجه الإيجابية واضحة للجميع، أو هو الرأي الذي لا غبار عليه بالبراهين والأدلة. وكما تعوّدنا ليس هناك تعريف موحّد بين البشر. هناك من الناس من يقول قلم المرأة أكثر تحرراً من قلم الرجل، لأنها الأقرب لأغلب المواضيع الاجتماعية من الرجل ولأنّ خيالها واسع ؟ وهناك من يقول : المرأة أصبحت نداً لأخيها الرجل في تنفيذ المهام الملقاة على عاتقها في مختلف المجالات، وأسهمت بفاعلية في تنمية المجتمع وتغيير ملامح الحياة العامة فيه، وأثبتت أنها جديرة وذات كفاءة عالية من خلال مشاركتها في كافة المجالات، ومنها صحفية أو محررة أو إعلامية أو ممثلة، هذا بالطبع إضافة إلى كونها طبيبة ومعلمه وكبتن طائرة وسيدة أعمال وواعظة دينية وخبيرة تجميل ولك أنْ تضيف الكثير.
هناك وفي رأيي الشخصي من يقسم الأدب إلى أدب رجالي وأدب نسائي، وهذا تقسيم غير منطقي فالأدب وحدة واحدة لا يقسم. كيف نقسم الأدب ؟ قلم الرجل وقلم المرأة وأدبهما لا يتجزأ والأدب لا يتجزأ من يخدم الأدب فهو أفضل. هل يستطيع أولئك الذين يقسمون الأدب أنْ يذكروا ما هي مواصفاتهم للأدب النسائي. إذا كانت المرأة ناقصة عقل بسبب تغلُّب العاطفة عليها، فالرجل ناقص عاطفة بسبب تغلُّب العقل. فالقلم بحاجه للعاطفة والعقل، فهما مكملان لانسيابية القلم بالكتابة. أصبح قلم المرأة في صحفنا في مكانه الصحيح، أصبح يأخذ مكانه ويزاحم أقلام الرجال. البقاء للأصلح والرأي السديد. لست منحازاً كما يظن البعض، فالمرأة ليست بحاجة لمن ينحاز لها، فهي شامخة مدركة كيف تمسك القلم وتكتب، هي بحاجة إلى طمس تراكمات النظرة غير العادلة من أذهان بعض البشر.
إن القلم النسائي لا يختلف تماماً عن القلم الرجالي، فهما يكتبان عن نفس الموضوع وعلى القارئ يحدد من أعطى الموضوع حقه من جميع النواحي. الحكم المسبق داء أصاب الكثير من الناس، لا تحكموا على الآخرين دون التعمُّق في ذات الإنسان. المرأة لا تريد من الرجل أن يتعاطف معها فهي ليستْ بحاجة لذلك، هي تريد أن يأخذ قلمها مكانه الصحيح. العمود الصحفي النسائي في صحفنا، العمود النسائي الكثير من يتابعه وبشغف. اقتبس (القراءة تصنع إنساناً كاملاً، والمشورة تصنع إنساناً مستعداً، والكتابة تصنع إنساناً دقيقاً.). هل هناك أدق من قلم المرأة حين تكتب. إنها تكتب بدقه وحِرفية ومتعة وتقدم الموضوع بطبق من الماس وليس من ذهب.
للأسف هناك من يقول: إنّ قلم كحل المرأة أهم من قلم الكتابة، هذا تجنٍّ على قلم المرأة، هل هو خوفاً من قلمها أم إنه قِصر نظر وهذا ما أعتقد. دعوة لجميع أقلام الرجال الخائفة من قلم المرأة المجتمع بحاجة للجميع فلا خوف فالبقاء للأصلح من تلك الأقلام.
أخيراً صفاء ذهن المرأة يجعلها تكتب بقلم واسع الخيال مدرك معالم الطريق، قلم المرأة يجيد إيصال ما تريد بطريقة انسيابية سهلة دون تعقيد. اقتبس (المرأة هي أكبر مربية للرجل، فهي تعلمه الفضائل الجميلة.. وأدب السلوك.. ورقّة الشعور..) أناتول فرانس.