قرابة عقد من الزمن تمر على رحيل صديق الشباب، صاحب البسمة العذبة، والأخلاق الفاضلة، والطرفة الحاضرة.
صديق لا تمل مجلسه، ولا تسأم من صُحبته، ولا تضجر من حديثه.
إن تحدّثَ رسم البهجة على محبيه، وإن صمت كان صمته سفراً إلى قلوب أحبابه.
بسيط في حياته، لا يعرف تكبراً ولا حقداً.
كان برّا بأمه بِراً يعرفه عنه القاصي والداني.
عقد من الزمن يمر كلمح البصر، لا يحس به إلا من فقد أحبابه وخلانه.
مرَّ بي طيف صديقي وأخي وصاحبي: خميس بن مبارك السعد، من أهل حويلان، غرب بريدة، فتذكرت خصاله وأفضاله، ومواقفه الحميدة، وأعماله الجليلة؛ إذ كان صاحب أول مشروع إفطار صائم في بريدة، حين كان يفطر الصائم وعابر السبيل في مسجد مزرعتهم بحويلان عام 1392هـ. والمعروف بساقي خميس واستمر بهذا المشروع حتى وفاته رحمه الله عام 15-11-1426هـ.
فرحم الله ذلك المحيّا، وغفر لك يا أبا خالد، فلعلك تدخل في الحديث الشريف (من سنَّ في الإسلام سنَّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة)، وإنا لنرجو لك عند الله خيراً وذخراً.