كتب - عبدالله الهاجري:
«لخالد بن عبد العزيز آل سعود في نفوسنا جميعاً مكانة مميزة لذلك اعلن تسمية هذه الجامعة باسمه بدلاً من اسمي».. بهذه الكلمات أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ثامن الجامعات السعودية من أبها ليكون اسمها جامعة الملك خالد بدلاً من جامعة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز.
أتذكر جيداً ذلك اليوم من أيام شهر مايو من عام 1998م ، وتلك الزيارة «الماطرة الممطرة» على أرض وإنسان عسير ، حين زارها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - كان حينها ولياً للعهد - تلك الزيارة حملت المثير الوفير لبناء ونماء ابن عسير، من بينها ضم فرعي جامعتي الملك سعود والإمام محمد بن سعود بأبها لتصبح جامعة مستقلة.
يبدو بأن حظ التعليم العالي قد تطور منذ ذاك الحين ، وازدهرت لينمو عدد الجامعات من ثماني جامعات لتصبح 25 جامعة موزعة جغرافياً على مناطق المملكة ، رعاها وتبناها قائد نهضتنا وبانيها - أبو متعب - حتى أرسل أبناءه وبناته لدول العالم المختلفة ضمن برنامجه - حفظه الله- في الابتعاث وانعكست إيجابيات هذا البرنامج على ثقافة المواطن السعودي وتعليمه وعلمه وخدمة هذا الوطن .
وفي جامعة الملك خالد وفي تلك الزيارة الميمونة لخادم الحرمين الشريفين قال - رعاه الله - في يوم إطلاق الجامعة : «بسم الله الرحمن الرحيم, بسم الله وعلى بركة الله, لجامعة المغفور له الملك خالد بن عبد العزيز طيب الله ثراه»، ومن يومها وجامعة الملك خالد تشهد العديد من مراحل العلم والنماء ، مدت الدولة يدها لهذه الجامعة - كما هو الحال - لبقية الجامعات ووفرت لها ما ترغب وتريد ، حتى نمت وأصبحت واحدة من أكبر جامعات العالم عدةً وعتاداً.. علماً وأملاً.. تطوراً ونماء.
وقد قامت جامعة الملك خالد بدور بارز في الحراك التنموي الذي تشهده منطقة عسير، فهي الشريك الدائم والثابت في جميع الخطط التنموية والتطويرية التي تشهدها المنطقة ، كما أنها بيت خبرة متنوع الخبرات يسخر جميع طاقاته البشرية والمادية لدفع عجلة التنمية في منطقة عسير ، كما رفعت مستوى التعليم والثقافة العلمية في المنطقة بشكل عام، وأسهمت بمخرجاتها المتميزة في سد كثير من احتياجات المنطقة والوطن من الكفاءات المؤهلة.
ولصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير دور بارز وواضح في رقي الجامعة وتطورها، ظل متابعاً لأدق تفاصيلها وخطواتها ، يحضر مناسباتها وأنشطتها ، يستقطع من وقته ليهبه لأبنائه وبناته الطلاب، يلتقي ويجتمع مع قيادات الجامعة ، يسمع ويستمع لكل أطروحاتهم وتساؤلاتهم ، والسمة الدائمة التي يقابلها قيادات الجامعة وطلابها من سمو الأمير هي الابتسامة والإنصات ، وقد تجلت حنكة فيصل بن خالد الإدارية وحكمته القيادية مع أحداث الجامعة وتلك المطالبات التي قدمها الطلاب والطالبات في شهر مارس من عام 2012 م ، حيث تمكن سموه بقدرته الإدارية الفائقة وتعامله الرائع ووقوفه في صف الطلاب وتحقيق مطالبهم من إنهاء تلك الأحداث وسيظل التاريخ راوياً جيداً لهذا الموقف الحكيم والذي على ضوئه تم إنشاء مجلس شباب منطقة عسير حيث يعتبر الأول من نوعه محلياً .
وفيما تتسارع وتيرة العمل والبناء في مشروع المدينة الجامعية لجامعة الملك خالد بالفرعاء بأبها والذي يعمل عليها قرابة 9000 عامل على مساحة تتجاوز الثمانية ملايين متر مربع ، اكد معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن حمد الداود بأن جامعة الملك خالد تعتبر واحدة من أكبر جامعات العالم يدرس فيها حوالي ثمانين ألف طالب وطالبة في حوالي خمسين كلية موزعة على محافظات المنطقة، يقوم على تدريسهم حوالي 3500 عضو تدريس ، فيما يقوم قرابة 4000 موظف وموظفة على خدمتهم ، وأشار بأننا قد رفعنا ومع الانتقال الكامل للمدينة الجامعية الجديدة لأن يصبح المبنى الحالي جامعة جديدة للبنات بمدينة أبها، كما رفعنا طلبنا بأن تصبح أفرع الجامعة في تهامة عسير جامعة مستقلة لتحلق بفرع الجامعة في محافظ بيشة والتي أصبحت جامعة مستقلة بأمر خادم الحرمين الشريفين وبميزانية مستقلة اعتباراً من العام المالي القادم.
وعبر مدير الجامعة الاستاذ الدكتور عبدالرحمن بن حمد الداود في حوار تنشره الجزيرة عن فخره بما تحققه الجامعة من مستويات في الأداء والذي يتصاعد يوما بعد يوم، وبأنه وفي نفس الوقت يرى فضاء واسعا من التميز والإبداع يمكن للجامعة أن تظهر فيه شيئا كبيرا من قدراتها، فالطموح عال، والدعم لا محدود ، والأمانة عظيمة ، وحب الوطن والمواطن يشحذ هممنا لتقديم المزيد والمزيد خدمة لأبناء هذا الوطن الغالي.
وأشار الى إحداث لجنة باسم (لجنة الحقوق الطلابية) تعنى بكل ما يخص الطالب من حقوق، وقد فصلت في عدد من القضايا الطلابية سواء كان خصم الطالب فيها أستاذا أو كلية أو إدارة ، مبيناً بأن الجامعة فتحت البرامج الصيفية للطلاب الزائرين دعما للسياحة التعليمية في المنطقة وانتظم فيها في الصيف الماضي 13 ألف طالب وطالبة ، مشيراً إلى زيادة القبول في الدراسات العليا فمن 113 طالبا إلى حوالي 3000 طالب وطالبة، وذلك في 28 برنامجا للدراسات العليا (ماجستير ودكتوراة) في تخصصات مختلفة نظرية وتطبيقية.
واعتبر وكيل جامعة الملك خالد للمشاريع الدكتور سليمان بن صالح الصويان مشروع المدينة الجامعية الجديدة لـ«جامعة الملك خالد» الذي يتربع على قمم جبال السراة بمساحة تزيد على ثمانية ملايين متر مربع، وتحديداً بالجنوب الشرقي لمدينة أبها بمنطقة «الفرعاء»، مصدر فخر واعتزاز ليس لمنسوبي الجامعة وطلابها فحسب بل ولمواطني وقاطني منطقة عسير والمملكة عموماً ، مؤكداً على أنه سيخدم الأجيال من أبناء وبنات المنطقة خلال العقود القادمة.
وقال الصويان: إن هذه المدينة التي تعتبر من أبرز مشاريع التعليم العالي في المملكة وأجملها، وستشكل نقلة تعليمية وتنموية متميزة في منطقة عسير، حيث روعي في تنفيذها أن لا تتعرض لمجاري السيول والاستفادة من المكونات الطبيعة للمكان والمحافظة على النباتات الطبيعية والثروة الحيوانية خصوصاً أن يخترق المشروع وادي (عتود) وهو من أكبر الأودية في المنطقة ومن أغناها بعناصره الطبيعية .