في الوقت الذي خسر فيه الجيش العراقي المدعم بمليشيات الحشد الشعبي (الشيعي) مدينة بيجي التي عادت إليها عناصر داعش، استطاعت البشمركة جيش إقليم كردستان استعادة جبل سنجار وإنقاذ مئات الأسر العراقية وبالذات العوائل الإيزيدية التي تعرضت إلى مأساة (السبي) الأسلوب الهمجي الذي استخرجه الداعشيون المتوحشون من القرون الوسطى لتذكير البشرية بظلم الإنسان لأخيه الإنسان.
نجاح البشمركة في تحرير جبل سنجار والسيطرة على طريق الموصل بين المنفذ العراقي على الحدود مع سوريا، ربيعة مع مركز محافظة نينوى الموصل، يظهر النجاح الذي تحققه قوات البشمركة التي يحرص قادتها، بل حتى قادة إقليم كردستان، على التواجد في المواقع المتقدمة للمعارك، حيث شوهد السيد مسعود البارزاني في أكثر من موقع متقدم، كما أن معرفة مقاتلي البشمركة وأكثرهم من أهل المنطقة قد سهل لهم التفوق في معركة تدور على أرضهم، كما أن مقاتلي البشمركة يقاتلون وفق عقيدة قتالية ترتكز على الإخلاص والتفاني لهويتهم القومية، وهو ما تفتقر إليه القوات العراقية التي يشعر أفرادها بأنهم يؤدون عملاً مناطًا بهم، أما عناصر مليشيات الحشد الشعبي وجلّهم من المليشيات الطائفية هدفهم الانتقام من المدن التي سيطر عليها الداعشيون، إذ يعتقد أفراد الحشد الشعبي أن هذه المدن التي تنتمي إلى نفس المكون الطائفي الذي يزعم الداعشيون بأنهم يدافعون عنهم، هم الذين جلبوا البلاء والخراب لهم، ولهذا فإن أفراد الحشد الشعبي ما إن يدخلوا المناطق التي كان الداعشيون يسيطرون عليها حتى يبدؤوا عمليات انتقام شرسة جعلت حتى المرجع الشيعي علي السيستاني يحذر منها ولافتقار مليشيات الحشد الشعبي للخبرة القتالية وعدم معرفتهم بمسرح العمليات؛ لأن جميعهم تم استقدامهم من خارج المحافظات التي سيطرت عليها داعش، فقد عجزت حتى الآن من التفوق على داعش وحتى المناطق التي سبق أن أخرجت منها داعش عادت فاستعادتها وقد أدى ضعف عناصر الحشد الشعبي إلى تحول عناصر داعش من الدفاع إلى الهجوم.
أمام هذا الوضع يطالب العديد من الخبراء العسكريين والأمنيين أن يتم التسريع بتشكيل قوات الحرس الوطني من المحافظات الست المهدّدة من قبل داعش، بغداد وكركوك وديالي وصلاح الدين ونينوى والأنبار، وأبناء هذه المحافظات عرفوا بخبرتهم القتالية، كما أنهم خير من يدافع عن أهلهم ووطنهم وأكثر معرفة بتضاريس أرضهم.