عواصم - من بلال أبو دقة - رندة أحمد - الجزيرة:
هدّد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس بوقف كافة أشكال التعامل مع إسرائيل في حال رفض مشروع القرار المقدم لمجلس الأمن الدولي من أجل تحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي الدولة الفلسطينية.
وقال الرئيس الفلسطيني في مؤتمر صحفي مشترك عقده في العاصمة الجزائر مع رئيس مجلس الأمة الجزائري، عبد القادر بن صالح، ووزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة: «نعلن من هنا من الجزائر، إن لم يمر المشروع العربي الفلسطيني المقدم لدى مجلس الأمن الدولي لإنهاء الاحتلال، سنتخذ جملة من الخطوات السياسية والقانونية التي سيكون لها تداعياتها».
وأضاف الرئيس عباس «إذا فشلنا، سنوقف كافة التعامل مع الحكومة الإسرائيلية، ونطلب منها تحمل كل مسؤولياتها لأنها دولة احتلال».
وأكد الرئيس الفلسطيني في تصريح مُطول نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية أن القيادة الفلسطينية مصممة على استرجاع حقوق الشعب الفلسطيني، ومنها حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، وإطلاق سراح كافة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن القيادة الفلسطينية لن تستسلم لسياسة الهيمنة وطغيان الاحتلال، «فلا بد أن يبزغ فجر الحرية، وتقام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف».
واعتبر الرئيس عباس أن «القضية الفلسطينية هي مفتاح السلام والحرب في وقت معاً في الشرق الأوسط، وأساس لحفظ الأمن والسلام العالمي».
وأنهى الرئيس عباس زيارة إلى الجزائر دامت ثلاثة أيام بدعوة من نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لبحث التعاون الثنائي، وملف الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وتقدم الأردن، نيابة عن المجموعة العربية، إلى مجلس الأمن الدولي، مساء الأربعاء الماضي، بمشروع قرار ينص على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في حدود 1967 مع نهاية العام 2017، لدراسته، تمهيداً لتحديد جلسة للتصويت عليه لاحقًا.
وفي وقت لاحق قال الرئيس الفلسطيني - محمود عباس: «أن حكومة دولة فلسطين ملتزمة التزاماً كاملاً بسيادة القانون واحترام حرية العبادة، مشدداً على أن المسيحيين في فلسطين ليسوا أقلية، ولكن جزء لا يتجزأ من أمتنا والحركة الوطنية.
وقال الرئيس الفلسطيني إنه في الوقت الذي يتحدث فيه المجتمع الدولي عن استئناف عملية السلام، يذكّرنا الوضع في مدينة بيت لحم بشكل خاص أنّ كلمة السلام لا يمكن أن تبقى فارغة على الدوام، مؤكداً أن أي مبادرة لتحقيق السلام ستفشل ما لم يتم تحقيق العدالة للفلسطينيين.
ودعا الرئيس الفلسطيني، المجتمع الدولي للدخول في شراكة مع الشعب الفلسطيني من خلال وقف جميع السياسات الإسرائيلية التي دفعت شعبنا، مسيحيين ومسلمين، لترك وطنهم، وهذا يشمل الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967 ودعم مبادرتنا المقدمة للأمم المتحدة لتحديد موعد نهائي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وعلى الجهة المقابلة، قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: «إن ما أسماها بـ «القدس الموحدة» ستبقى بيد الكيان الإسرائيلي للأبد وأنه لن يتم التنازل عنها في أي اتفاق.
وأضاف نتنياهو في حديث نقلته القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي: «الشعب اليهودي» لم يتغرب عن أرضه ألفي عام ويعود بعدها لحائط المبكى بالحديد والنار ليأتي بعدها من يجبره على الوصول إليه بالمدرعات» على حد تعبيره.
وكان نتنياهو يرد على تصريحات سابقة لرئيس حزب العمل الإسرائيلي «يتسحاق هرتسوغ» التي قال فيها: «إن حائط البراق سيبقى بيد الاحتلال في إطار أي اتفاق مستقبلي». وعَقَّبَ نتنياهو على ذلك بقوله: «كيف بإمكاننا الوصول لهذا المكان بعد تسليم المدينة للفلسطينيين؟ هل سنصله بالمدرعات؟!»