من دوحة العز والكرم، ومن منابت العطاء والإحسان، نشأت وانبعثت زهرة الخير وأم الجود، صاحبة السمو الملكي الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز -رحمها الله-، التي اشتهرت بـ (نبع الخير) و(أم السعوديين) و(أميرة المسؤولية الاجتماعية). يكفي أنها ابنة الملك عبدالعزيز القائد والمؤسس، وأخت الماجدين الأكرمين أبناء عبدالعزيز.
ولدت في الرياض موطن القيم الإسلامية والشيم العربية، واكتسبت أصدق المشاعر وأطيب الخصال من بيئتها حين شبت عن الطوق وأدركت..
اتجه نظرها وبفطرتها السمحة إلى الأعمال الخيرية وإلى الإحسان والعطاء.
توفيت والدتها الأميرة فهدة بنت العاصي -رحمها الله- عام 1343هـ.
تزوجت من صاحب السمو الأمير عبدالله بن محمد بن سعود الكبير.
أبناؤها: فهد ـ بندر ـ تركي ـ نورة ـ نوف.
وكان نصب عينيها مساعدة الأسر المحتاجة بكل أنواعها (أرامل ومطلقات ومرضى وأسر سجناء ومعوزين وأبنائهم)، يحدوها حب الخير والرغبة فيما عند الله من الأجر العظيم للمحسنين.
ساهمت في مجالات عدة، وبذلت أصنافاً متعددة من العطاء مع الحرص على الكتمان والسر ابتغاءً لوجه الله وحفاظاً على مشاعر المحتاجين ودرءاً للشكوك والظنون.
حاولنا أن نعدد مجالات أعمالها، وأنواع جهودها، وأحصينا جزءاً وبقي الكثير.
شاركت في وضع ميثاق الأسرة السعودية (ميثاق سعفة) الذي يهتم بقيام أسرة صحية قادرة على تحقيق مفاهيم التنمية والرفاهية.
دعمت الجمعيات والمؤسسات الخيرية.
ساندت أعمال التطوع وإصلاح ذات البين.
خصصت باحثات اجتماعيات للتعرف على الأسر المحتاجة ودراسة أحوالها.
رعت كرسي الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز لدراسات الأسرة السعودية في جامعة الملك سعود.
دعمت البحوث الاجتماعية في الجامعات، وقدمت تبرعات لإجراء البحوث لا سيما ما يخص العمل التطوعي الخيري في المملكة.
دعمت المرأة السعودية العاملة والناشطة في حقول التعليم والعمل التطوعي.
رسخت سمو الأميرة مبدأ المسؤولية الاجتماعية وسعت لنشر الفكرة وتطويرها.
أسست ملتقى «نساء آل سعود»، فهي صاحبة فكرة الملتقى، وقامت بتفعيل دوره في خدمة المجتمع، وضم الملتقى أميرات ناشطات وفاعلات. ومن أمثلة مساهمات الملتقى: دعم أسر شهداء الواجب، ودعم المتضررين من السيول، ودعم وقف مشروع الأمير سلمان، وحملة نازحي منطقة جازان.
جاهدت لجعل العمل الخيري والتطوعي في إطار مؤسسي ذي إستراتجية واضحة في المجتمع السعودي على المستويين الفردي والجماعي.
ساهمت في تأسيس برنامج الأمان الأسري الوطني (1426هـ) لحماية الطفل في المملكة من العنف الأسري.
مُنحت جائزة الشخصية المميزة للأعمال الخيرية من قبل المهرجان الثاني لدول مجلس التعاون الخليجي للعمل الاجتماعي لعام 2010م.
حصلت على شهادة شُكر وتقدير من مركز الكويت للتوحد.
رسخت جهود الأميرة صيتة على مستوى الفكر والممارسة أحدث المفاهيم العالمية في العمل الاجتماعي والخيري، وخاصة ما يعرف في الأدبيات بالمسؤولية الاجتماعية، فكانت جهودها ذات طبيعة استشرافية. ولقد كانت جهود الأميرة صيتة تصب في تطوير مسار مؤسسي- إستراتيجي لتأسيس العمل الخيري والتطوعي في المجتمع السعودي على المستويين الفردي والجمعي.
توفيت الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز -رحمها الله- بمدينة الرياض في التاسع من جمادى الأولى لعام 1432هـ عن عمر ناهز الثمانين عاماً، تاركة وراءها بصماتٍ واضحة في العطاء والإحسان، وألسنةً تلهج لها بالدعاء وتستمطر لها الرحمة.