لقد انتصر الإعلام الجديد للمواطن والمجتمع من خلال فتح قنوات مختلفة له سواء للتعبير عن رأيه أو التواصل مع المسؤول، حيث وعلى سبيل المثال درج عدد من المسؤولين والوزراء في المملكة لعمل حسابات شخصية لهم على اليوتيوب الأكثر استخداما في المملكة وسبقها الفيس بوك، ووجدنا نماذج رائعة للتواصل ما بين المسؤول ومتابعيه، وقد حضرت بعض الشكاوى والانتقادات على أجندة الاهتمام كما تداولتها الصحف الورقية والقنوات التلفزيونية مع وجهات النظر المختلفة التي أثيرت حولها.
ولعل الذي دفعني لكتابة هذا المقال المواضيع التي تتناقلها وسائل الإعلام الجديد من مقاطع يوتيوب قد لا تكون جميعها صحيحة، وقد أغوت المتلقي وضللته، وقد استهان البعض بسهولة النشر وتوفر وسائله بين أيدي الصغير والكبير، والمثقف والسفيه.
كما النقاش الذي دار في برنامج الثامنة بين الإعلامي داوود الشريان ود صالح المشرف على مدينة الملك سعود الطبية الذي دعا الشريان بالنزول للشارع والتحقق بنفسه والتواصل مع المسؤول دون أن يكون الغرض من عرض مقاطع اليوتيوب لمجرد الإثارة.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا، إلى أي مدى خدمت وسائل الإعلام الجديد المجتمع وإلى أي مدى ضللته؟ وهل عاد الحنين وترسخت المصداقية لوسائل الإعلام التقليدية؟
ربما انتظار معظمنا لقراءة الخبر في صحيفة أو مشاهدته على التلفاز الحكومي هو ما يؤكد بعد كل الفوضى الذي تسبب بها عدد من الأخبار والمقاطع المضللة والتي لا صحة لها أن المجتمع مجتمع زاد وعيه وبدأ يتحقق مما ينشر.
قوة الإعلام الذي أثبت أنه في العصر الحديث ارتفعت مرتبته من السلطة الرابعة إلى السلطة الثانية لا بد أن تستخدم في مصلحة المجتمع وجعلته أداة بناء وتقدم لا وسيلة لإثارة الفوضى والنقد الهدام.
***
من المواضيع المهمة التي ناقشتها الحلقة آنفة الذكر هو المعايير والشروط التي تتوفر في محفظي القرآن الكريم في المساجد، التقرير الذي عرض وما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي عن محفظي القرآن الكريم يثير الشك والريبة، فالذين ظهروا في التقرير من جنسيات شرق آسيوية وشمال أفريقية ويعملون كسائقين خاصين ويمارسون في نفس الوقت تحفيظ القرآن الكريم، كيف لنا أن نأمنهم على أبنائنا وفكرهم وتوجههم ونحن وسط ما يسمى بالتنظيمات الإرهابية كداعش وما شابهها التي تهدد شبابنا وتترصد بهم وتشن حملتها وحربها الإلكترونية!
لابد من رقابة صارمة من الجهات المختصة ومراقبة هؤلاء والترصد بهم، كما تطبيق رؤية الأمير خالد الفيصل التي سبقت الأحداث فترة إمارته لمكة المكرمة في سعودة تلك الفئة.
الإعلام أمانة في أعناق أصحابه وسلاح ذو حدين وأمام الله يسأل المرء عما فعله.