بالأمس تناولت إفطاري في (فريج القصاصيب) بالقرب من (سوق المحرق)، وعندما وصلت أحد المقاهي في المنامة، وجدت أن الجميع يتابع باهتمام (صدور الميزانية السعودية) عبر قناة العربية على (الهواء مباشرة)، وكأنهم يتابعون (مباراة جماهيرية) في كرة القدم؟!
استغربت هذا الاهتمام والنقاش، الكل يتحدث بلغة (الريال والدولار)، الموجودون من العرب تحولوا إلى محلّلين (اقتصاديين)، يتحدثون عن المشاريع، وتأثير أسعار النفط، يقارنون، ويتناقشون، كان بجواري رجل بحريني (مُسن)، بادرني بالقول (مبروك الميزانية)، قلت له (الله يطرح فيها البركة) يا عم - شعرت بالزهو والفخر - كيف لا، وأنا أرى هذا الاهتمام الكبير (بميزانية بلادي)!
سألت الرجل بجواري: لمَ كل هذا الاهتمام؟!
فقال يا ولدي (السعودية هي العودة) هي (خير العرب)، وإذا أمورها زينة (كلنا بخير)، تذبذب أسعار النفط، والتحديات اللي تواجها مجتمعاتنا الخليجية، مُرتبطة بقوة الاقتصاد السعودي، متى ما كان الازدهار والعمار (عندكم) ثق أنه سينعكس على كل (الخليج والعرب)!
أن تكون كبيراً تلك (مسئولية عظيمة)، هذا هو الدرس الذي عرفته وقرأته في وجوه المتابعين يوم صدور (الميزانية السعودية)!
وهذا ما أكدته (رويترز) في تقريرها مطلع الأسبوع، بأن (بورصات الخليج) استأنفت الصعود، مع قرب إعلان (الميزانية السعودية)، بعد تبدد المخاوف من تقليص المشاريع التنموية بسبب تدني (أسعار النفط)، واستمرار (الإنفاق الحكومي السعودي) على المشاريع، وهذا ما جاء بالفعل في (ميزانية الخير)، باستمرار الخطوات السعودية الواثبة نحو مستقبل زاهر (للمواطن السعودي) بتحسين الخدمات، وتوفير السكن، وزيادة الفرص الوظيفية، والاهتمام بمجالي (التعليم والصحة) والتي هي الاستثمار الحقيقي في (الإنسان)!
لسنا وحدنا من ننظر (لميزانيتنا) التي جاءت مُلبية لطموحات (التنمية) التي سيلمسها كل مواطن، العالم كله كان يترقب ذلك، لأن السعودية اليوم (بمشاريعها العملاقة) تُشكل الثقل الأكبر (بلغة الأرقام)، كم من (شركة أجنبية) تعمل في بلادنا؟ وكم من (مشروع سعودي ضخم) يؤثّر في اقتصاديات الدول الأخرى؟!
هذا قدرنا، (الكبار) دوماً يؤثّرون فيمن (حولهم)؟!
يحق لكل (سعودي) أن يفخر، بالرؤية الحكيمة لقيادته، التي جعلت (مستقبله وطموحاته ورفاهيته)، في أمان من (التقلبات الاقتصادية)!
وعلى دروب الخير نلتقي.