من أركان الإدارة الناجحة إلمام قائدها بكل تفاصيل العمل، ومعرفة كفاءة العناصر البشرية فيه، وبقية مكوناته الأخرى، واطلاعه بشكل يومي على مجريات العمل، وإجراءاته..، واضطلاعه بمهام التوجيه والتنفيذ مباشرة.
ولا يكون فعالا ، وأمينا قائد العمل ما لم يتخذ سياسة «الباب المفتوح» ليلتقي كل من له حاجة، أو لديه شأن مع إدارته..، وذلك بتنظيم لا يخل بقدرته على أداء عمله ليبقى على هذا النحو..
هناك مدراء على قمة هرم لا يعرفهم من يعمل معهم..،
وهناك مدراء أدنى منهم درجة ممن ينبغي أن يكونوا على تفاعل، وسرعة تجاوب مع المواقف الاعتيادية، والطارئة، ويكونون غافلين متكلين على مجريات رتيبة في إداراتهم، فتتكدس الأعمال، ويواجه العملاء صعوبات في حل طوارئ المشكلات التي يواجهونها من جهة..، ومن جهة ثانية تفتر همم النشطين من منسوبي تلك الجهات الذين يخدرهم الروتين، وغفلة المسؤول،.. فإذا ما حزمت المواقف، وحضرت بقوة نتائج سلوك هذا القيادي الإداري، إما تجده يتنصل عن المسؤولية بإلقائها على من هم تحت إداراته..، أو إلى غيرهم إن كان هؤلاء مقربين منه، ولهم شفاعة عنده..!
لذا جاء مع إعادة صياغة القرارات الرسمية في هذه المرحلة المستنيرة تنظيما، وصدور تعاليم عن كفايات الأداء في مؤسسات المجتمع،أن وجه القرار الأول جميع المسؤولين، وقادة المؤسسات بضرورة، ووجوب «مقابلة المواطن»، للإصغاء إلى ما عنده، ولمباشرة التعامل مع شأنه، ثم فورية إيجاد الحل له...
لكن هناك من المدراء من يفعل، من يجتهد ،ويواجه ،ويخلص، ويبذل، وفي المقابل هناك من المراجعين من إن تأخر هذا المسؤول عليه في موعد لقائه، أو انتظر قليلا تجاوبه مع اتصاله الهاتفي ، ذهب يحسب أنه متفرغ له وحده، فيسبغ عليه حنقه، وصفاتٍ ليست فيه..
إن توعية المسؤولين، وإلزامهم بمواجهة كل شأن، وفرد، وقضية، وأمر في دوائر قياداتهم، يقابله ضرورة وعي من يتعامل معهم بروية، وهدوء ،وتقبل للنظام، واتباع لإجراءاته، واحترام مواعيده...
جاءت الحكومة الإلكترونية لتختصر العديد من الإجراءات، غير أنها لا تزال، وستظل الحاجة معها لمواجهة الأفراد بالرؤساء، والوصول إليهم بشكل تلقائي منظم، ودقيق.. لكن سريعا لا مماطلة فيه، ولا تقاعس عنه..
إن سلوك الإداري، ومزاياه، وأسلوبه في العمل كلما تطوَّق بعصبة مقومات من الأخلاق، والقيم، وقائمة من الإجراءات المهنية المدروسة والمعتنى بها، تحقق عنه نتائج مجدية، كما يقابل هذا منه عصبة من سلوك المتعاملين على نحو من الوعي، وحسن التعامل، والقبول، والتقدير، لحصد مقومات الحياة السعيدة في المجتمع، هذا الذي نتطلع أن تعمه السعادة بسلوك أفراده باختلاف أدوارهم، وعلاقاتهم، ومعاملاتهم.