فقدت الساحة العلمية والثقافية علماً من أعلامها وروادها بوفاة المحقق واللغوي الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن سليمان العثيمين بعد حياة حافلة بالعطاء المعرفي وتحقيق المخطوطات أثناء عمله أستاذاً بجامعة أم القرى ويعرفه الجميع بمؤلفاته واشتغاله بالتراث، ولقد تعرفت عليه في جامعة أم القرى حين كلفت من قبل معالي وزير التعليم العالي عام 1405هـ حين كنت أميناً عاماً للدارة بزيارة جامعة أم القرى وجامعة الملك عبد العزيز للبحث عن الوثائق والمخطوطات الموجودة في هاتين الجامعتين، ولقد وجدت منه- رحمه الله- تعاوناً كبيراً وتواضعاً جماً، وكان مشرفاً على مركز البحوث في الجامعة، وقد حدثني كثيراً عن المخطوطات اقتناء ونشراً، وعن كتب التراث وأعلامه وأماكنه.. والمكتبات التي يوجد فيها، وعن كتب طبقات الحنابلة حيث حقق عدة كتب للإمام أحمد وابن رجب وابن يعلى وغيرهم.
لقد انقطع للبحث عن المخطوطات وتحقيقها والاهتمام بالنحو والأدب والشعر، ومن الكتب التي تولى تحقيقها السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة والذيل على طبقات الحنابلة والتبيين عن مذاهب النحويين وغيرها.
لقد كان الراحل صاحب سجايا جميلة وتواضعه النادر وحبه للعلم والمعرفة والأمور التراثية والتاريخية واللغوية عالماً بالتراث واللغة- رحمه الله- وسيبقى في ذاكرة القلوب مثلما ظل نموذجاً في التواضع والعلم قارئاً وباحثاً ومؤلفاً وليت جامعة القصيم أو جامعة أم القرى تتبنى كرسياً بحثياً باسمه لما له من جوانب مشرقة ومضيئة وما قضاه في السلك الأكاديمي.
رحم الله أبا سليمان فقد كان فذاً في علمه وأدبه وخلقه وتعامله وأسكنه فسيح الجنان.