طرابلس - ا ف ب:
قال مسؤول محلي وشهود عيان في مدينة مصراتة غرب ليبيا إن غارات جوية استهدفت أمس الأحد للمرة الأولى في الصراع الليبي عدة مواقع في المدينة التي ينحدر منها معظم مقاتلو مليشيات «فجر ليبيا»، دون أن تخلف أضراراً. وقال المسؤول المحلي الذي طلب عدم ذكر اسمه إن «غارات جوية استهدفت الأحد ثلاثة مواقع حيوية في مدينة مصراتة لأول مرة في تاريخ الصراع الليبي بعد سقوط معمر القذافي»، مؤكدا أن هذه الغارات «أخطأت أهدافها ولم توقع أية خسائر مادية أو بشرية». وقال شهود
عيان في المدينة إن «أصوات الطائرات، التي حلقت على ارتفاع شاهق، سمعت في المدينة قبل أن تطلق صواريخها باتجاه الكلية الجوية الملاصقة لمطار المدينة الدولي، إضافة إلى الميناء البحري، ومصنع الحديد والصلب». وأوضح المسؤول أن «صواريخ المضادات الأرضية الكثيفة أطلقت باتجاه السماء وتعاملت مع الهجوم ما منع الطائرات المغيرة من الاقتراب وإطلاق عبواتها بدقة على الأهداف التي هاجمتها». وكانت غرفة عمليات الجيش الليبي في ما يعرف بمنطقة «الهلال النفطي» شرق البلاد هددت مليشيات فجر ليبيا باستهداف مواقع في مدينة مصراتة منبع هذه المليشيات، ما لم تعد إلى مدينتها (200 كلم شرق طرابلس) وتتوقف عن مهاجمة المنطقة. من جهة أخرى امتدت النيران المشتعلة منذ الخميس إلى خمسة خزانات نفطية أمس في مرفأ السدرة، أكبر مرافئ النفط الليبية في منطقة «الهلال النفطي»، في حريق ضخم دفع الحكومة الليبية المعترف بها دولياً إلى طلب مساعدة خارجية للسيطرة عليه. واندلعت النار في أول صهريج الخميس جراء قذيفة صاروخية أطلقتها ميليشيات «فجر ليبيا» من زورق بحري باتجاه المرفأ، ثم امتدت إلى خزانين آخرين. وباتت النيران مشتعلة الآن في خمسة خزانات، من أصل 19 خزاناً في منطقة «فارم تانك» بمرفأ السدرة، بحسب مسؤول تقني في شركة الواحة للنفط. وقال علي الحاسي المتحدث باسم القوات الحكومية المرابطة في منطقة الهلال النفطي، أغنى مناطق البلاد بالنفط، أن «النيران امتدت أمس لتلتهم خزانين نفطيين آخرين». وقال شهود عيان لفرانس برس إن ألسنة اللهب والدخان الكثيف غطت منطقتي السدرة وراس لانوف بالكامل ما ينذر بكارثة بيئية في حال عدم السيطرة على النيران التي قد تمتد إلى بقية صهاريج المرفأ وتأتي عليها. وطلب وزير الداخلية في الحكومة الليبية المؤقتة المعترف بها دولياً من سفراء أميركا وألمانيا وإيطاليا المعتمدين لدى ليبيا تدخل دولهم بشكل عاجل للمساعدة في إخماد النيران.
وقالت الوزارة في بيان إن الوزير عمر الصنكي طالب «هذه الدول بتقديم المساعدات العاجلة من أجل إطفاء الحرائق التي شبت في خزانات النفط في ميناء السدرة وإيقاف الأضرار الخطيرة الناتجة عنه والسيطرة على تداعياتها البيئية». من جهته أكّد النائب عيسى العريبي رئيس لجنة الطاقة في البرلمان الليبي المنتخب في 25 حزيران - يونيو أن «السلطات الإيطالية استجابت للطلب الليبي لكنها اشترطت توقف الاشتباكات في المنطقة كي تتمكن من إخماد الحرائق». وقال العريبي النائب في البرلمان المعترف به دولياً إن «ما يعطّل المساعدة الإيطالية في إخماد الحرائق هو القصف الذي تقوم به ميليشيات فجر ليبيا الإرهابية». ومساء امس دعت الحكومة المؤقتة برئاسة عبدالله الثني إلى «اجتماع أمني عاجل يضم مختلف السلطات لمناقشة المستجدات واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتأمين الموانئ النفطية ومنع المجموعات المسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة من الوصول إليها».