جاءت الأرقام المعلنة في الموازنة العامة للدولة للعام المالي 1436/ 1437هـ لتؤكد لنا مرة أخرى حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على دعم قطاعات التعليم والتدريب، وتنمية الموارد البشرية في المملكة. ويكفي لتأكيد ذلك أن نعلم أن المبالغ المخصصة في قطاع التعليم العام والعالي والتدريب التقني قد بلغت (217) بليون ريال وهو ما يمثل (25 %) من النفقات المعتمدة في الميزانية.
وذلك مقارنة باعتمادات العام المنصرم (1435/ 1436هـ) البالغة (210) ملايين ريال. وما من شك أن ذلك يؤكد لنا مراراً أن المواطن السعودي هو الأهم عند الدولة عند وضع أرقام الموازنة العامة.
لقد جاءت ميزانية الخير داعمة لاعتماد مشاريع جديدة لمؤسسات التعليم الجامعي؛ إذ خصص لذلك مبلغ (12.3) مليار ريال. وسيشمل ذلك تشييد البنى التحتية لعدد من الجامعات الجديدة. الجدير بالذكر أن مجلس التعليم العالي، الذي يتشرف برئاسة خادم الحرمين الشريفين، قد وافق مؤخراً على إنشاء ثلاث جامعات جديدة، هي جامعة شمال جدة وجامعة بيشة وجامعة حفر الباطن. وجاء إنشاء تلك الجامعات الثلاث كخطوة مهمة في مسيرة إنشاء الكليات والجامعات في مختلف محافظات ومناطق المملكة. ويأتي ذلك وفاءً بالوعد الذي قطعه عبدالله بن عبدالعزيز على نفسه قبل سنوات قليلة، المتمثل في إيصال التعليم العالي للمواطنين كافة في مناطقهم ومحافظاتهم. وقد أوفى خادم الحرمين الشريفين بذلك الوعد للمواطنين؛ إذ ارتفع عدد الجامعات خلال سنوات قليلة من سبع جامعات إلى ثمان وعشرين جامعة حكومية، وعشر جامعات أهلية, تتضمن أكثر من خمسمائة كلية موزعة على مناطق ومحافظات المملكة كافة. لقد جاءت ميزانية الخير أيضاً داعمة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، هذا البرنامج الذي يعد أحد أهم عطايا عبدالله بن عبدالعزيز على أبناء وبنات شعبه؛ إذ سيكون له الكثير من الانعكاسات الإيجابية على الحركة التنموية للمملكة العربية السعودية. ولقد بلغ حجم الإنفاق السنوي على البرنامج (22.5) مليار ريال، يتم صرفها على المبتعثين والمبتعثات الدارسين في الخارج ومرافقيهم، الذين تجاوز عددهم مائتين وسبعة آلاف (207000) شخص. ومن الأهمية الإشارة إلى قصر الابتعاث في البرنامج على التخصصات التي تتواءم مع الاحتياجات التنموية للوطن، وتلبي حاجة سوق العمل في المملكة. هذا بالإضافة إلى قصر الابتعاث على الدول المتقدمة والجامعات المرموقة. وإضافة إلى ذلك, فقد جاءت موازنة الخير داعمة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للمنح الداخلية؛ إذ تقوم الدولة بتقديم مختلف أنواع الدعم المالي للمستثمرين في مجال التعليم الجامعي الأهلي؛ إذ يبلغ عدد الجامعات الأهلية عشر جامعات، إضافة إلى عشرات الكليات الأهلية. ومن الأهمية الإشارة إلى أن الدولة تقدم منحاً لما مجموعة (50 %) من الطلبة والطالبات الدارسين في الكليات والجامعات الأهلية بالمملكة.
ختاماً, لقد جاءت ميزانية الخير لهذا العام لتؤكد حقيقة ثابتة، لا تدع مجالاً للشك، ألا وهي أن المواطن السعودي هو الرقم الصعب في موازنة الخير, وهو ما يعكس اهتمام الدولة ـ رعاها الله ـ بمواطنيها. ولا أدل على ذلك من تخصيص (25 %) من حجم الإنفاق العام للدولة على قطاع التعليم والتدريب. أتمنى من العلي القدير أن يجعل العام المالي الجديد عام عز، وأن يحفظ وطننا من كل حاسد وحاقد, كما أدعو بالتوفيق لقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس التعليم العالي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ولولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ولولي ولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز, وأن يجزيهم خير الجزاء على ما يلقاه قطاع التعليم بصفة عامة والتعليم العالي على وجه الخصوص من دعم واهتمام.