الجزيرة - خالد العيادة:
تنتج مزارع تبوك مليون شجرة في 200 مزرعة، وتزوّد المنطقة الأسواق المحلية بأكثر من 10 آلاف طن من زيت الزيتون، وانتشرت هذه المزارع في أنحاء المنطقة المعروفة بتربتها الزراعية الخصبة المرتفعة عن سطح البحر بأكثر من1500م لتشكّل 28% من مجموع الناتج المحلي للزيتون في المملكة، ويعمل مزارعو الزيتون في تبوك هذه الأيام على جني ثمار أشجار مزارعهم التي تقدر بـ500 شجرة في كل مزرعة حتى يتم توريد محصولهم لمعاصر الزيتون في تبوك التي تمكّنهم من اختيار الحصول على إنتاج الزيت أو تخليل الثمار.
وفي ذلك السياق أوضح مدير شركة تبوك للتنمية الزراعية إحدى أكبر المزارع المنتجة لزيت الزيتون في المملكة المهندس سعد السواط أن إنتاج ثمار زيت الزيتون أحد الأنشطة الزراعية المهمة في تبوك، مبيناً أن الشركة أنشأت منذ أكثر من 20 سنة أول معصرة للزيتون لتلبي حاجة مزارعي المنطقة الذين يضطرون لإرسال إنتاجهم من الزيتون للدول العربية المجاورة ليتم عصره.
وذكر السواط أن مواعيد قطف الزيتون تختلف بحسب اختلاف الحاجة للقطف بحيث إذا كانت الحاجة للتخليل فإن المواعيد تختلف عن مواعيد الحاجة للزيت، مستشهداً بالزيتون الأخضر والذي يبدأ موسم قطافه في أواخر أغسطس وسبتمبر والزيتون الأسود الذي يحين وقت قطافه عند سواد الثمار بدرجة تتفاوت من 70 - 100% في شهري نوفمبر وديسمبر، وأوضح السواط أنه يوجد في العالم 11 صنفاً من أشجار الزيتون ثلاثة منها ثبت جدوى زراعتها في تبوك وهي: (النيبالي ومتوسط إنتاجه من 35 - 50 كيلو جراماً وزيته يصل 15% (واليبكوال) الذي يقارب متوسط إنتاج وزيت الصنف النيبالي والثالث (الجوردان) الذي يصل متوسط إنتاجه 35 كيلوجراماً ونسبة زيته لا تتجاوز 15%، وأكد السواط أن زيت الزيتون منتج طبيعي100% حيث يتم استخلاصه بطريقة فيزيائية تعتمد على طريقة الضغط أو الطرد المركزي دون الحاجة إلى استخدام المواد الكيميائية ودون المعالجة الحرارية ويحتوي بطبيعته على موانع التأكسد، كذلك يحتوي على نسبة كبيرة من الدهون الأحادية غير المشبعة التي تزيد على نسبة 80%.
وذكر أحد المتخصصين في عصر الزيتون وتخليله (غرمان العمري) أن أشجار الزيتون في تبوك جعلت المنطقة تتحول من منطقة مستهلكة إلى مكتفية ومصدرة والذي يتم عصره بأيدٍ رجالية، أما مراحل التخليل فتُدار بأيدٍ نسائية سعودية، وبيَّن العمري أن المزارعين يأتون إلى المنطقة بشكل يومي لعصر الزيتون الذي يمر بعدة مراحل أولها عملية تنظيف وإزالة الأوارق من ثمار الزيتون التي علقت بها أثناء عملية الحصاد، ثم عملية غسل الثمار بغرض إزالة الشوائب ثم عملية طحن الثمار بغرض تكوين عجينة يستخلص منها زيت الزيتون يتم تحريك الخليط المطحون بواسطة (حلزون معدني) والهدف من هذه العملية هو فصل الزيت واستخلاصه من الخليط، وأضاف أنه يأتي بعد ذلك فرز المواد الصلبة عن السوائل باستخدم مكبس يقوم بالفرز عن طريقة عملية الطرد المركزي على سرعة بلغ 3600 دورة في الدقيقة حتى يتم الوصول إلى عملية فرز وفصل الزيت عن الماء المختلط به في المرحلة السابقة بطريقة آلية ثم تتخلص هذه المرحلة في تعبئة الزيت وتخزينه في خزانات غير قابلة للصدأ، وتابع: بعد ذلك تأتي عملية فلترة الزيت وتنقيته بغرض التأكد من خلوه من أي رواسب أو مواد صلبة صغيرة عالقة ولضمان إكساب الزيت المظهر النقي الشفاف تتم عملية التصفية بواسطة ألواح معدنية من الكرتون تتميز بوجود مسامات تسمح بمرور الزيت النقي وتعمل على حجز الرواسب الأخرى.
وقال إن زيت الزيتون البكر ينقسم إلى 3 أنواع أولها زيت الزيتون البكر الممتاز ويُعد من المنتجات النادرة التي تنتج عن طريق عصر الثمار من غير اللجوء إلى أي من العمليات أو المواد الكيميائية.. والنوع الثاني زيت بكر درجة أولى ويمتاز بمذاقه ورائحته الممتازة وتتراوح حموضته ما بين 1- 2% والثالث زيت بكر عادي الذي ينتج من غير إضافة مواد كيماوية ودرجة حموضته ما بين 2% إلى 3.3% وعن العمل النسائي الخاص بتخليل الزيتون قالت مشرفة المعمل إننا نعمل في هذا القسم على إنتاج الأصناف الغذائية التي يدخل في تركيبها زيت الزيتون مثل المخللات وسلطات الزيتون بمختلف أنواعه والمقدوس ومحشي الزيتون وغيرها من المنتوجات الوطنية المعدة بأيدٍ نسائية يتم تصديرها بعد ذلك إلى الأسواق، وفيما يتعلق بالطاقة الإنتاجية للمعمل أفادت المشرفة أن العاملة الواحدة تنتج من 7 - 8 كيلو جرامات في الساعة وتصل الطاقة الإنتاجية اليومية أكثر من 500 كيلو جرام.