الجزيرة - وهيب الوهيبي:
لم أتردد في التضحية بكل ما كنت أملكه وأنا في مقتبل عمري، حيث لم يتجاوز عمري حينذاك 36 سنة مثل شهادة الماجستير وعملي محاضراً في معهد الإدارة العامة بالرياض وحبي للأدب والثقافة، خبراتي السابقة التي كانت هي رأسمالي الذي دخلت به في تأسيس هرفي هكذا بدأ أحمد السعيد لقاءه المفتوح في ثلوثية المشوح.
وكشف الأستاذ أحمد السعيد الرئيس التنفيذي لشركة هرفي والعضو المنتدب عن المحاولات التجارية الفاشلة السابقة التي عاشها قبل دخوله شركة هرفي وقال خلال تكريمه في ثلوثية د.محمد المشوح مساء الثلاثاء الماضي إنه مر بأكثر من 10 محاولات وتجارب تجارية لم يتجاوز عمر كل واحدة منها ستة أشهر.
وأفصح أنه أثناء دراسته في أمريكا ما بين 72-74م عمل في فترة بسيطة في ماكدونالدز لشغفه بهذه المهنة وتعلم منها كثيراً وقال إنه في فترة استعداده لإنشاء مطاعم هرفي وقبل ذهابه لأمريكا ذهب لمكتبة الغرفة التجارية بالرياض واطلع على مجلات وإعلانات أفادته كثيراً.
وأكد الأستاذ أحمد السعيد أن هرفي شركة سعودية بمواصفات عالمية وأن كثيراً من الأجانب والمواطنين يظنون أنها أمريكية في البداية بل إن البعض مازال يعتقد ذلك أنها غير سعودية.
وأكد الأستاذ أحمد السعيد على أن السعودة خيار إستراتيجي للشركة وقال لقد وجدت فعلاً وأدركت أن الشاب إذا وجد بيئة مناسبة تقدره وتمنحه حقوقه فإنه يستمر في العمل بل يبدع وينتج.
وسرد الأستاذ أحمد السعيد الذي عاش طفولته متنقلاً بين بريدة والجوف والرياض حيث فقد والده وعمره لا يتجاوز خمس سنوات.
إلا أن والدته نورة بنت محمد الشريدة كان لها الفضل الأكبر بعد الله سبحانه وتعالى في تربيته ونشأته إضافة إلى إخوته محمد وسليمان وعبدالرحمن وأشاد بشقيقه سليمان كبير العائلة وراعيها وشقيقه عبدالرحمن الذي ردد كثيراً إنه قدوته.
وكانت الثلوثية بدأت بكلمه ترحيبية من د. محمد المشوح شكر فيها الضيف على حضوره واستعرض بعضاً من محطات حياته ونجاحه منذ أن كان الضيف محرراً وكاتباً في جريدة القصيم وقال: إن ليلتنا هذه قمراء يمتزج فيها المال بالثقافة في شخص أحمد السعيد المثقف والكاتب ورجل الأعمال المعروف وأنها تأتي امتدادا لاهتمام الثلوثية برجالات الوطن ومبرزيها أمثال الضيف المحتفى به الليلة وما يتمتع به وطننا من أعلام بارزين.
واستعرض الأستاذ أحمد السعيد عدة محاولات تجاربة في مجالات التجارة التي بدأها وكانت مع المرحوم صالح السلمان حيث عمل مسؤولاً عن فندق ومخابز السلمان التي افتتحت آنذاك في بريدة وذلك بعد عودته من الولايات المتحدة الأمريكية وانتهائه من الماجستير.
وقال الأستاذ أحمد السعيد إن تجربته تلك فتحت له آفاقاً في العمل ومعرفة الكثير من الأعمال المتعلقة بالمطاعم والمخابز والوجبات فأفاد مؤسسة السلمان كثيراً واستفاد من تجربته.
وأشاد أيضاً خلال استعراضه بدايات شركة هرفي بالدور التأسيسي الذي قام به الأستاذان حمود السعد الإبراهيم وأخوه إبراهيم السعد الإبراهيم وأن حمود الإبراهيم هو الذي اختار اسم (هرفي) للشركة.
وأشاد بعلاقة الشراكة مع بنده بقيادة حمود، حيث كان التوافق والتعاون بينهما كاملاً، وأصبح بجوار بندة مطعم هرفي، حيث افتتح مطعم هرفي بجوار بندة تحت كوبري الخليج بمدينة الرياض وكان هذا هو التحدي الأول الذي ابتدأه الأستاذ أحمد السعيد.
وكشف أيضاً العلاقة القديمة والقوية التي ارتبط بها بصاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز عندما قام بالاستحواذ على شركة بندة ومن بينها هرفي.
وقال عن الأمير الوليد إنه يمتلك عقلاً تجارياً استثنائياً نادراً، حيث قام بجلب العديد من الخبراء من أمريكا لمعرفة إمكانية نجاح بندة وكذلك مطعم هرفي فيما بعد الاستحواذ عليهما.
وجلس هؤلاء الخبراء أكثر من 3 سنوات يطلعون على كل صغيرة وكبيرة في الشركة حتى تولدت قناعة الأمير الوليد بنجاح شركة هرفي وقدرة الشريك والمؤسس أحمد السعيد على إدارة شركة هرفي بأرقى المواصفات العالمية وقدرتها على المنافسة والتفوق في هذا المجال.
وقال أحمد السعيد إن تجربته في العمل التجاري مرت بصعوبات ومعاناة طيلة أكثر من 40 عاماً وقد نصح الشباب بالصبر والتحمل. وقال من أهم أسرار نجاحه هو القراءات المبكرة التي كان يطلع فيها على تجارب رجال الأعمال والناجحين في العالم.
وأشاد كذلك بدور المرأة في حياته ممثلاً في والدته نورة بنت محمد الشريدة بالدعاء والنصح بعد التربية ولا يزال في ذهنه قولها له (الله يحلي ريقك ويسمح طريقك) وكذلك زوجته نورة بنت صالح العمري التي آزرته طيلة تلك الفترة وقامت بدور عظيم في تربية الأبناء والبنات.
وقد حظيت الثلوثية بمداخلات من عدد من الحضور المميز والكثيف من رجال الأعمال والثقافة.
حيث تحدث الأستاذ عبدالرحمن الشويرخ عن مساهمات الأستاذ أحمد السعيد الإنسانية وأنه لا يتردد في عمل الخير والإقدام عليه وله مواقف مشكورة في ذلك. أما الأستاذ محمد القشعمي فقد استعرض في مداخلته الجانب الثقافي لدى أحمد السعيد وأنه من أبرز محرري وكتاب جريدة القصيم رغم صغر سنه وقتها كان يقوم بعمل الحوارات واللقاءات مع المبتعثين السعوديين في القاهرة في أوائل السبعينات الميلادية.
وأشار أيضاً إلى الحوار واللقاء الذي أجراه أحمد السعيد مع المفكر الكبير عباس محمود العقاد في القاهرة رحمه الله.
وطلب الأستاذ محمد القشعمي من الضيف أحمد السعيد ضرورة كتابة سيرته ومراحلها خصوصاً تجربته مع الصحافة عندما كان محرراً وكاتباً.
أما الأستاذ إبراهيم الصقعوب فقد أشاد بتجربة الأستاذ أحمد السعيد وقال إنه يأمل في أن يكون هناك حوار مع شرائح الشباب ليقدم لهم تجربته الناجحة في المال والأعمال.
وكذلك أشاد د. عثمان المنيع خلال مداخلة بالروح الإيجابية التي يتمتع بها الأستاذ أحمد السعيد وأشاد الأستاذ عبدالوهاب الفايز رئيس تحرير جريدة اليوم بما يتمتع به الأستاذ أحمد السعيد من ثقافة عالية حتمت على جريدة «الاقتصادية» أن يكون أحد كتابها عبر اسم مستعار كان يكتب به.
وكشف الأستاذ عبدالوهاب الفايز عن مبادرات وطنية يرغب الأستاذ أحمد السعيد بالقيام بها وإيجاد مشاريع تحمل رؤية إستراتيجية للوطن.
أما د. عبدالعزيز بن إبراهيم العمري نائب رئيس المجلس البلدي بالرياض وصاحب منتدى العمري قد كشف عن العلاقة الوطيدة التي تربطه بالضيف منذ سنوات طويلة وأنه عاشق للكتاب ومحب للمعلومة لا يخرج منه من يجالسه إلا بفائدة أو كتاب.
كما حظيت الثلوثية بمداخلات من الضيوف منهم الأستاذ حمد الصغير والأستاذ عبدالعزيز السهو والأستاذ عبدالعزيز الربدي الذي أشاد بتواضع الضيف وإبرازه لدور الذين شاركوا معه بجميع مراحل تأسيس وتطوير شركة هرفي.
وفي ختام المداخلات تحدث الدكتور عبدالرحمن بن حمد السعيد المستشار في الديوان الملكي عن عصامية شقيقه الأستاذ أحمد السعيد وأنه كان يمضي ساعات طويلة ولا يأتي إلى بيته إلا للنوم فقط بحيث لا يرى أطفاله إلا يوم الجمعة، وأشاد بابنه خالد الذي يتولى مهام كبيرة في شركة هرفي بكل صمت، وذكر أن شقيقه تحمّل العديد من الصعوبات في ذلك حتى حقق الله هذا النجاح الكبير له.
وقدم معالي الدكتور عبدالرحمن السعيد شكره لصاحب الثلوثية د. محمد المشوح على دعوته لشقيقه أحمد السعيد والاستماع إلى تجربته والاحتفاء به وتكريمه.
وقد أدار الأمسية مديرها الأستاذ سعد النفيسة وحظيت بحضور كبير من قبل العديد من المهتمين في مقدمتهم ثلة من الشباب الذي (غردوا) بالكلمة والصورة عمّا شاهدوه.
وفي النهاية قدم صاحب الثلوثية د. محمد المشوح درع الثلوثية للمحتفى به الأستاذ أحمد بن حمد السعيد إضافة إلى عديد من إصدارات الثلوثية كما قدم الأستاذ أحمد السعيد درع شركة هرفي لصاحب الثلوثية تقديراً وعرفاناً بالدور الذي تقوم به ويمكن مشاهدة الندوة على الموقع الإلكتروني لثلوثية د. محمد المشوح.